اللجوء لميادين بديلة إذا فض الاعتصام

استمرار الحشود أبرز سيناريوهات المستقبل لدى مؤيدي مرسي
undefined

محمد الرويني – القاهرة

انقضى شهر رمضان الكريم وما زالت الأزمة السياسية في مصر تشهد مزيدا من الاحتقان، مع إصرار كل من طرفيها سواء رافضي الإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي أو القيادة السياسية الجديدة على التمسك بموقفه.

وازداد الموقف سوءًا مع إعلان الرئاسة المؤقتة فشل الوساطة الدولية والإقليمية لحل الأزمة، وهو ما قابله "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" بمزيد من الإصرار والدعوة إلى مظاهرات جديدة أُطلق عليها مليونية "عيد الصمود".

وبدا واضحًا من أحاديث شخصيات ممثلة للتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب أنهم ينوون الاستمرار في الحشود مع عدم استبعاد أي خيار في حال لجوء السلطات الجديدة إلى استخدام القوة لفض اعتصامات المؤيدين لمرسي.

ومع تجديد حكومة حازم الببلاوي تمسكها بفض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، يبدو أن خيارات أنصار مرسي تتراوح بين احتمال قريب هو اللجوء إلى ميادين بديلة للاعتصام فيها أو العودة إلى منازلهم لفترة من الوقت لمتابعة التطورات، واحتمال بعيد لكنه وارد وهو الرد على العنف بمثله حسب ما ألمحت إليه شخصيات رفضت الكشف عن هويتها. 

ويؤكد الدكتور أحمد بديع المتحدث باسم حزب الوطن -أحد كيانات التحالف الوطني لدعم الشرعية- على استمرار الاعتصامات المؤيدة لشرعية الرئيس المنتخب بعد انتهاء شهر رمضان، معتبرا أن الاحتجاجات حق للمواطنين ما دامت في إطار النهج السلمي المستمر على مدى الأسابيع الماضية.

وهاجم بشدة التصريحات التي صدرت عن الرئيس المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء الببلاوي وقال إنها لا تليق بمسؤولين وإنما بزعماء عصابات.

واستطرد بديع في حديثه للجزيرة نت معلقًا على إعلان الرئاسة فشل الوساطة الدولية لإنهاء الأزمة بالتأكيد على أن رافضي الانقلاب لم يطلبوا هذه الوساطة بل طلبتها السلطة الحالية التي سعت لإقحام أطراف دولية من أجل تسويق انقلابها على الرئيس المنتخب.

متضامنون بمسيرات العيد يرفعون صور الرئيس محمد مرسي (الجزيرة)
متضامنون بمسيرات العيد يرفعون صور الرئيس محمد مرسي (الجزيرة)

السيناريو المحتمل
وبسؤاله عن السيناريو المتوقع حدوثه إذا فُضّ اعتصامَا رابعة العدوية والنهضة بالقوة، قال بديع إن شوارع وميادين مصر كلها ستتحول إلى أماكن احتشاد واعتصام، متوقعًا سقوط أعداد كبيرة من الضحايا إذا ما تم اقتحام الميادين بالقوة ومضيفا أنه لا يتصور أن أي نظام يمكنه تحمل تلك الكلفة العالية لفض الاعتصامات الرافضة "للانقلاب".

لكن أحمد بديع استبعد تكرار سيناريو الجزائر في تسعينيات القرن الماضي الذي تمثل في دخول البلاد في دائرة عنف، مؤكدًا سلمية الشعب المصري مع إشارته في نفس الوقت إلى أن جميع الخيارات تبقى مفتوحة في ظل وجود "سلطة مغتصبة وقيادة سياسية تنتهك الحريات وتحلل قتل الأبرياء العزل".

من جانبه لخص مجدي قرقر الأمين العام لحزب العمل الجديد، أحد الكيانات الممثلة للتحالف الوطني لدعم الشرعية، المشهد السياسي الراهن في تصريحات للجزيرة نت بأنه معركة صاحب النفس الأطول بين وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي والرافضين للإطاحة بالرئيس المنتخب.

ومع إقراره بتوفر الإصرار لدى طرفي الصراع فإن قرقر يرى أنه أكبر لدى الرافضين. ويدل على ذلك بزيادة أعداد المعتصمين في الأيام الماضية، مقابل ظهور بوادر خلافات في صفوف الانقلابيين.

وعن مستقبل الاعتصامات، يؤكد قرقر أنها يمكن أن تنتقل إلى ميادين جديدة، غير أنه يؤكد في الوقت نفسه أن الداخلية ستفكر ألف مرة قبل أن تقدم على فضها، في حين أن القوات المسلحة نأت بنفسها عن الموقف، وهو ما ظهر على حد قوله في سحب آليات الجيش من داخل القاهرة. 

المصدر : الجزيرة