تدخل سريع بسوريا.. مخاطر أقل لأوباما

A picture released by the US Navy shows the guided-missile cruiser USS Gettysburg (CG 64) (L) and the aircraft carrier USS Harry S. Truman (CVN 75) transiting the Strait of Gibraltar on August 3, 2013 on their way to the Mediterranean Sea. US forces are "ready to go" if called on to strike the Syrian regime, Defense Secretary Chuck Hagel told the BBC on August 27, 2013, saying evidence pointed to its use of chemical weapons. The Pentagon chief said forces had been deployed as needed and President Barack Obama had reviewed military options presented by commanders. AFP PHOTO/US NAVY - Jamie Cosby
undefined
لا يريد معظم الأميركيين تدخلا عسكريا في سوريا، لكن هناك إحساسا متناميا بأن المخاطر السياسية التي سيواجهها الرئيس الأميركي باراك أوباما إن هو أبدى رد فعل ضعيفا على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا ستكون أكبر منها، إن هو شن هجوما على قوات الرئيس السوري بشار الأسد.
 
 وفي حين تحشد إدارة أوباما التأييد لعمل عسكري محتمل في سوريا قال العديد من المحللين إن مثل هذه الخطوة لن تخلف عواقب سلبية طويلة للرئيس في الداخل على الأرجح ما دام التدخل لفترة قصيرة.

ونظرا لأن إعلان أوباما العام الماضي أن استخدام الأسلحة الكيمياوية "خط أحمر" قد يدفع الولايات المتحدة إلى الرد، فإن خصومه وحلفاءه في الخارج فضلا عن الجمهوريين في الداخل سيعتبرون أي تقاعس علامة على ضعف في الأداء الرئاسي.

قال وليام جالستون الباحث في معهد بروكينغز الذي عمل مستشارا للسياسة الداخلية للرئيس بيل كلينتون "يجب على أوباما أن يأخذ في الاعتبار التبعات السياسية الأخرى إذا ما تقاعس عن التحرك"، وأضاف "عدم القيام بأي شيء سيكون هو الأمر المدمر".

 ورأى جالستون أنه في أعقاب الهجوم الكيمياوي الذي وقع قرب دمشق الأسبوع الماضي وحصد أرواح المئات وأسفر عن إصابة أعداد أكبر بكثير "لا يملك أوباما رفاهية" عدم التحرك.

وبعد أن أظهر أوباما دوما حذرا من التدخل في الحرب الأهلية السورية بدا أنه وحلفاء للولايات المتحدة يهيئون الأجواء بعناية لتدخل عسكري منسق.

جون ماكين قاد الجمهوريين لمطالبة أوباما بتدخل عسكري قوي (الأوروبية)
جون ماكين قاد الجمهوريين لمطالبة أوباما بتدخل عسكري قوي (الأوروبية)

الغالبية العظمى
وتظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الأميركيين الذين ضجروا حروبا استمرت أكثر من عشر سنوات في العراق وأفغانستان يعارضون بشدة أي مهمة عسكرية أميركية في سوريا.

ووجد استطلاع أجرته رويترز ومؤسسة ابسوس الأسبوع الماضي أن نحو ستين في المئة من الأميركيين يعارضون التدخل الأميركي في سوريا بينما يسانده تسعة في المئة فقط.

ويوضح الاستطلاع أن عدد الأميركيين المؤيدين للتدخل في سوريا اذا ثبت استخدامها سلاحا كيمياويا قد زاد، لكن حتى هذا التأييد فتر مع تدهور الأوضاع في سوريا.

الا أن أي تدخل عسكري أميركي يثير عادة موجة تأييد ولو قصيرة الأجل لقرارات الرئيس مع احتشاد الأميركيين وراء جنودهم.

وقالت جوليا كلارك التي شملها استطلاع رويترز ابسوس "أتوقع أن يميل الرأي العام سريعا جدا إلى مساندة العمل العسكري في سوريا. الخطر بالنسبة لأوباما هو أن تطول مدته" وفي الكونغرس يرسل المشرعون إشارات متضاربة حول سوريا وهو ما يمنح أوباما متسعا للمناورة.

 فالجمهوريون بقيادة السناتور جون ماكين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا انتقدوا أوباما لبطء تحركه، وطالبوا بتدخل عسكري قوي.

وقال ماكين يوم الثلاثاء إن الموقف قد يزيد سوءا إذا حدث هجوم خاطف بصواريخ موجهة يهدف إلى توصيل رسالة للأسد أكثر منه تغيير مسار الحرب الأهلية، مشيرا إلى أن مثل هذا الهجوم سيتيح الفرصة للأسد لأن يروج لفكرة أنه صمد أمام هجوم أميركي.

في الوقت نفسه لقيت فكرة التدخل الأميركي معارضة من جانب بعض الديمقراطيين الليبراليين والجمهوريين المحافظين، ومن بينهم السناتور راند بول عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كنتاكي والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة عام 2016.

ويتخذ أوباما قراره بشأن سوريا في وقت يستعد فيه الكونغرس للعودة للانعقاد الأسبوع المقبل ليستأنف معركة طويلة حول الميزانية والإنفاق الحكومي وسقف الديون الاتحادية.

ويهدد بعض الجمهوريين بوقف المزيد من الخدمات الحكومية ما لم يوافق الديمقراطيون على تخفيضات أكبر في الإنفاق أو على تأجيل تمويل برنامج الرئيس لإصلاح نظام الرعاية الصحية.

وتركيز الكونغرس القوي على قضايا السياسة الداخلية من شأنه أن يحد من تأثير أي عمل عسكري قصير الأمد في سوريا.

وعن حدوث مثل هذا العمل العسكري الخاطف قال المحلل الجمهوري ريتش جالين "إنه واحد من تلك الاشياء التي لا تترك تأثيرا سياسيا دائما بصورة أو بأخرى مهما كانت درجة مأساويتها"، وتابع "ندور في حلقة مغلقة من الاضطرابات الداخلية وسياسيا..سيطغى هذا على أي شيء آخر".

المصدر : رويترز