هل سيرد حزب الله إذا هوجمت سوريا؟

Beirut, -, LEBANON : (FILES) A picture taken on November 11, 2009, shows Hezbollah fighters, holding up Lebanese flags and the yellow flag of the militant Shiite Muslim group, as they parade on the occasion of Martyr's Day in the southern suburbs of Beirut. EU foreign ministers decide on July 22, 2013 whether to blacklist the military wing of Lebanon's Hezbollah group, with an eye also on the conflict in Syria and the possible resumption of stalled Israel-Palestinian talks. AFP PHOTO/RAMZI HAIDAR
undefined

جهاد أبو العيس-بيروت

قلل محللون سياسيون وعسكريون لبنانيون من فرص رد حزب الله على أي ضربة عسكرية أميركية قد توجه إلى سوريا هذه الأيام، إذا بقي الجيش الإسرائيلي محافظا على سياسة الحياد وعدم التدخل في المعركة.

وقال خبراء عسكريون التقتهم الجزيرة نت إن تدخل حزب الله في المعركة إذا وقعت مرهون بتدخل إسرائيل فيها أولا، وانخراط الجانب السوري في الرد المقابل ثانيا، مشيرين إلى أن رد حزب الله سيغدو مرتبطا بطبيعة وقرار الرد السوري وحاجته إلى ذلك فقط.

ورجح هؤلاء الخبراء أن يعتمد الرد السوري وكذا قرار مشاركة حزب الله على شكل ونوع وقوة الضربة، مرجحين امتصاص النظام والحزب لها دون رد إذا كانت انتقائية ومحدودة وقليلة التأثير.

لكن محللين أكدوا أن حزب الله سيشارك في الرد إذا أفضت الضربة إلى انهيار أو شبه انهيار للنظام السوري، حتى في حال حياد وعدم مشاركة إسرائيل فيها، تحت قاعدة تفعيل مضامين "جبهة المقاومة والممانعة" التي تعتبر النظام السوري العمود الفقري لها.

جابر: مشاركة حزب الله في الحرب ستكون نتيجتها كارثية على الوضع اللبناني الداخلي (الجزيرة)
جابر: مشاركة حزب الله في الحرب ستكون نتيجتها كارثية على الوضع اللبناني الداخلي (الجزيرة)

مشاركة إسرائيل
ويربط الخبير العسكري والعميد المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر بصورة وثيقة بين مشاركة حزب الله في الرد على أي ضربة، ومشاركة إسرائيل فيها سواء منذ بدايتها أو لاحقا عليها، مستبعدا المشاركة الفعلية إذا بقيت إسرائيل على الحياد.

وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن حزب الله لن يفتح جبهة من تلقاء نفسه على إسرائيل إذا ضربت الولايات المتحدة سوريا، ولن يرد كذلك على مشاركة إسرائيل إلا إذا دخلت سوريا حربا مفتوحة معها.

وعن آثار مشاركة الحزب في صد الضربة وانعكاساتها على الدولة اللبنانية، قال جابر "لا أتصور مطلقا أن يتخذ الحزب قرارا بالمشاركة العسكرية والانخراط فيها في ظل المعادلات الداخلية، الوضع الداخلي لا يسمح مطلقا، وإن حدث فالنتيجة ستكون كارثية بكل المقاييس".

وفي المقابل، يرى الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد أن رد الحزب يعتمد على شكل ونوع وأثر الضربة التي ستوجه إلى سوريا، مشيرا إلى احتمال أن يكون التسخين الحالي مجرد حرب نفسية الغاية منها الضغط لتحسين شروط التفاوض على طاولة مؤتمر جنيف الثاني المرتقب.

وتوقع أبو زيد -في حديث للجزيرة نت- عدم تدخل الحزب إذا كانت الضربة "انتقائية محدودة وغير طويلة"، بحيث يفهم منها أن الغاية منها تسخين الحوار المتجمد بين النظام والمعارضة، أو التهيئة لإقامة منطقة عازلة وحظر جوي بين دمشق والحدود الأردنية.

لكنه استدرك قائلا إن الضربة سيستدعي بطبيعة الحال تحرك كل جبهة المقاومة والممانعة للرد إذا كانت على غرار ما وقع في كوسوفو أو العراق، بحيث تكون شديدة وطويلة وقادرة على إحداث خلل بنيوي في قوة وحركة النظام، مشيرا إلى أن ذلك سيدفع دون شك بالنظام إلى ضرب إسرائيل.

أبو زيد يرجح عدم تدخل الحزب إذا كانت الضربة
أبو زيد يرجح عدم تدخل الحزب إذا كانت الضربة "انتقائية ومحدودة وغير طويلة"  (الجزيرة)

القرار إيراني
أما الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عماد شمعون فربط رد حزب الله على الضربة بمدى توفر "الضوء الأخضر الإيراني"، معتقدا أن "طهران وحدها هي التي تملك قرار مشاركة حزب الله في صد الضربة"، سواء شاركت إسرائيل بها أو بقيت على الحياد.

وأوضح شمعون -في حديث للجزيرة نت- أن مشاركة إسرائيل ستعزز بطبيعة الحال قرار انخراط الحزب في الرد، لكنه عاد فشدد على أن "طهران هي من سيقرر في النهاية شكل ونوع وكيفية ومكان رد الحزب بوصفه فيلقا إيرانيا"، فضلا عن شكل وموقف القرار السوري في ذلك أيضا.

ورفض الرأي القائل إن ما يجري قد يكون مجرد حرب نفسية، مشيرا إلى أن كل الدلائل تعطي انطباعا واحدا فقط، وهو أن قرار الضربة قد اتخذ لكن تبقى تفصيلات تتعلق بحجم وشكل وساعة الصفر ليس أكثر، وأن مشاركة حزب الله فيها سترتب أوضاعا مأساوية على كل لبنان.

ورجح الأكاديمي اللبناني أن تستهدف الضربة سلاح الجو السوري، وكذا المطارات التي شكلت تحديا كبيرا لعمليات تقدم المعارضة، مؤكدا أن الغاية من ذلك هي تدمير هذه القوة الجوية لإضعاف سيطرة النظام على الأرض من جهة، ولضمان عدم وصولها مستقبلا إلى أيدي جبهة النصرة أو مثيلاتها من جهة أخرى.

المصدر : الجزيرة