منتدى مسلمي الفرانكفونية يختتم أعماله بالسنغال

اختتام أشغال "منتدي مسلمي الفرانكفونية" بالسنغال
undefined

سيدي ولد عبد المالك-داكار

اختُتمت مساء أمس الاثنين  بالعاصمة السنغالية داكار أعمال الدورة السابعة للمنتدى العالمي لمسلمي أفريقيا والذي بدأت فعالياته يوم 23 أغسطس/آب، حيث تناول بالنقاش التحديات التي تواجه المسلمين في الدول الأفريقية الناطقة باللغة الفرنسية (الفرانكفونية)، والبحث عن حلول لهذه الإشكاليات وفق رؤية مستمدة من الفكر الإسلامي المعاصر.

وأكد ممثل جمعية تكتل مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا، مروان محمد على وجود هوة سحيقة لدى المسلمين بين حقيقة الإسلام وممارسات أتباعه.

وحث -في الكلمة الافتتاحية للمنتدى- على ضرورة توعية المسلمين بالأبعاد الشمولية التي يقوم عليها الإسلام، مشدداً على أن المسلمين اليوم بحاجة ماسة لإطار مرجعي ومؤسسي وقانوني يستند على المقاصد الشرعية لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية والبيئية والثقافية والفنية التي يواجهونها.

الانسلاخ من القيم
بدوره أرجع الوزير السابق والمؤرخ السنغالي إيبا در تيام أسباب تخلف المسلمين بأفريقيا الفرانكفونية لأزمة متعددة الأبعاد منها ما هو روحي ووجداني وسياسي وأخلاقي ومؤسسي.

وأشار في حديثه في الورشة المنظمة عن مفهوم الحكم إلى أن "الانسلاخ من قيم الإسلام" في مجال الأخلاق واستشعار عظم المسؤولية هو السبب وراء انتشار الفساد المالي والاقتصادي بمفاصل الدول المسلمة في أفريقيا.

وطالب تيام المنتدى بتقديم تصورات مستمدة من تعاليم الإسلام لبرلمانات دول الفضاء الفرانكفوني، وذلك من أجل إضفاء مظاهر الإسلام على المعاملات المالية والاقتصادية لترشيد الثروات وحمايتها من التلاعب.

جانب من حضور منتدى مسلمي الفرانكفونية
جانب من حضور منتدى مسلمي الفرانكفونية" بالسنغال (الجزيرة)

من جهته رأى الباحث بجامعة سينلوي السنغالية، مامدو يوري صال أن أهم مشكل سياسي يعانيه المسلمون الأفارقة  يكمن في "الفشل المزمن في تصدير الديمقراطية وقيم الحداثة مقابل التنصل من المنظومة التاريخية للإسلام".

وأضاف أثناء مداخلته بالورشة المخصصة لنقاش تحديات الديمقراطية في أفريقيا أن الإسلام استطاع في سياق زمني قصير إبان الخلافة الراشدة تحقيق تغيير جذري سياسي واجتماعي اقتصادي في حياة الناس على أساس مبادئ تنشد الحق والعدالة والإنصاف والحرية، في حين أن الديمقراطية المعاصرة لم تستطع لحد الساعة إشاعة ذات القيم رغم التراكمات الزمنية، حسب قوله.

واتهم صال النخبة المثقفة والحاكمة على المستوى المحلي بضعف الثقافة الإسلامية وجهل الإنتاج الفكري الإسلامي وما ينطوي عليه من علاجات للكثير من التحديات القائمة.

حضور للشأن المصري
ولم تغب أحداث المشهد السياسي بمصر عن فعاليات المنتدى الختامية، فقد دعا المفكر السويسري ذو الأصول المصرية طارق رمضان، الجيش المصري للرحيل عن السلطة وتسليمها للنظام المدني.

وطالب رمضان -الذي يترأس اللجنة العلمية للمنتدى، أثناء مداخلته في آخر جلسات المنتدى- المجتمع المدني المصري بالخروج من حالة الكمون التي تنتابه من أجل لعب دور "الصوت الثالث" داخل الشعب المصري.

بدورها، انتقدت أبندا أمباو -المستشارة الخاصة للرئيس السنغالي- ما جري في مصر، وقالت إن السنغال اتخذت موقفاً واضحاً من الانقلاب، انطلاقا من موقف الاتحاد الأفريقي الذي رفض إسقاط الرئيس محمد مرسي بالقوة، حسب قولها. 

ويعتبر المنتدى إطاراً مدنياً يضم عدة جمعيات مسلمة بعدد من الدول الفرانكفونية، وينظم بشكل دوري كل سنتين في إحدى الدول التي تنتمي إليها الجمعيات الأعضاء، والدول هي فرنسا، وسويسرا، وبلجيكا، والسنغال، وبنين، وتوغو، والنيجر، ومالي، وموريتانيا، وساحل العاج.

وتهدف فكرة المنتدى إلى خلق حلول تستند للشرعية الإسلامية لبعض المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تواجه المجتمعات المسلمة في الدول الأفريقية. 

المصدر : الجزيرة