مشروع "قناة البحرين" يغضب أنصار البيئة

توقعات بأن تركز خطة كيري على المسار الاقتصادي والمشاريع المشتركة في البحر الميت
undefined
يثير مشروع "قناة البحرين"، التي تصل البحر الأحمر بالبحر الميت المهدد بالجفاف لتزويد إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن بالمياه العذبة، غضب أنصار البيئة الذين حذروا من الآثار السلبية لهذا المشروع على البيئة.
 
ويرى نشطاء البيئة أن مشروع "قناة البحرين" الذي أطلق عليه اسم "قناة السلام" قد يغير بشكل دائم النظام البيئي الفريد للبحر الميت.

ودعت منظمة أصدقاء الأرض في الشرق الأوسط غير الحكومية مع ثلاث مؤسسات بيئية أخرى، الحكومات الثلاث إلى رفض المشروع بسبب أخطاره على البيئة.

وترى هذه المؤسسات أن "صب كميات كبيرة من مياه البحر الأحمر سيحدث تغييرات جذرية في التركيبة الكيمياوية الفريدة للبحر الميت"، كما أن "المياه الجوفية في وادي عربة جنوب شرق فلسطين المحتلة قد تتلوث في حال حدوث تسرب في الأنابيب الناقلة للمياه المالحة".

ودعت المنظمة الحكومات المعنية إلى إعادة تدوير وحفظ المياه، وإعادة تأهيل الجزء السفلي من نهر الأردن، وحتى استيراد المياه من تركيا. وهو أحد البدائل الثلاثة التي وردت في دراسة أجراها البنك الدولي، ويعتقد أنها ستكون أقل تكلفة وأقل خطورة على البيئة من مشروع قناة البحرين.

حاجة وتحفظات
وكان رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده، التي تعد من أكثر عشر دول في العالم افتقارا للمياه، قررت السير قدما في المرحلة الأولى من المشروع، حيث سيتم تحلية مائة مليون متر مكعب من مياه البحر الأحمر بكلفة 980 مليون دولار.

‪‬ شح المياه هو التحدي البيئي الأبرز في الأردن(الجزيرة)
‪‬ شح المياه هو التحدي البيئي الأبرز في الأردن(الجزيرة)

وبحسب المشروع الذي قدمه الأردن، فإنه سيتم ضخ المياه المالحة من البحر الأحمر إلى البحر الميت شمالا لتتم تحليتها، ثم يعاد ضخ المياه العذبة جنوبا باتجاه العقبة. على أن تذهب معظم المياه العذبة إلى الأردن، فيما تنقل كميات أقل إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

من جانبها أبدت وزارة البيئة الإسرائيلية تحفظاتها على المشروع، وطالبت بإنجاز جزء صغير منه على سبيل التجربة لتقييم المخاطر. ولكن بحسب منتقدي المشروع فإن هذه التجربة على نطاق صغير لن تكون كافية لكشف مخاطره على البيئة.

كما يلقى المشروع معارضة من السلطة الفلسطينية التي تطالب إسرائيل بالسماح لها بتطوير الجزء الواقع تحت سيطرتها من البحر الميت.

ويقول شداد عتيلي رئيس سلطة المياه الفلسطينية "نود الوصول إلى البحر الميت، ليس فقط من أجل الحصول على المياه والسباحة، بل لبناء فنادق وتطوير منطقة سياحية"، في إشارة إلى المزايا السياحية للبحر الميت المعروف بفوائده العلاجية.

الموت الكامل
وكان ممثلو الأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية أعلنوا في ديسمبر/كانون الأول 2006 إطلاق "دراسة جدوى" لبناء قناة تربط البحر الأحمر بالبحر الميت. وتشير الدراسة التي أجراها البنك الدولي مع الأطراف الثلاثة إلى أن كلفة المشروع الكلية تقدر بحوالي 11 مليار دولار.

وينخفض مستوى البحر الميت الذي تتشارك فيه الأردن مع إسرائيل والضفة الغربية المحتلة بمقدار متر واحد سنويا، وبحسب أرقام إسرائيلية رسمية فإن مستوى البحر الميت وصل في أوائل يوليو/تموز الماضي إلى 427.13 مترا تحت مستوى البحر، أي أنه انخفض بمقدار 27 مترا منذ عام 1977.

وبدأ جفاف البحر الميت في بداية الستينيات بسبب الاستهلاك الزائد لنهر الأردن، وهو النهر الرئيسي الذي يصب فيه، وبسبب العديد من حفر التبخير على شواطئه التي تستخدم لاستخراج المعادن الثمينة. ومن المتوقع أن تجف البحيرة الطبيعية الأكثر ملوحة وانخفاضا على سطح الأرض بشكل كامل عام 2050.

المصدر : الفرنسية