الحكومة العراقية تحيي "الصحوات"

.
undefined
تعمل السلطات العراقية على إحياء مشروع "الصحوات" الذي ابتدعته القوات الأميركية لمحاربة تنظيم القاعدة، في محاولة للحد من تدهور الأوضاع الأمنية الأسوأ التي يشهدها العراق منذ سنوات.
 
وقال مستشار رئيس الوزراء لشؤون المصالحة الوطنية عامر الخزاعي "الصحوة حققت انتصارات على القاعدة، لذلك نفكر بإعادة إحيائها، خصوصا بعد أن بدأت القاعدة بالنشاط عقب الاعتصامات".
 
ويرى الخزاعي أن تنظيم القاعدة "وجد طريقه للظهور من خلال الاعتصامات، ولذلك قررنا مساندة رجال العشائر مرة ثانية في المناطق الساخنة، في الموصل وكركوك وديالى وحزام بغداد".

وأضاف في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية أن "القوات الجديدة ستكون أكثر تنظيما، وأفضل تدريبا، وبفئات عمرية محددة لا تتجاوز الأربعين عاما".

وذكر مسؤول أن الخطوة، التي تتزامن مع انطلاق العملية العسكرية الأكبر منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية 2011، تنص على تجنيد عشرة آلاف مقاتل جديد للانخراط في قوات الصحوة التي تضم حاليا نحو 44 ألف مقاتل.

وتشهد البلاد منذ مطلع العام الجاري تصاعدا لأعمال العنف، حيث قتل ما مجموعه 3507 أشخاص، أي بمعدل 15 شخصا يوميا، بحسب حصيلة أعدتها الوكالة الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.

كما يعيش العراق على وقع أزمات سياسية متلاحقة، أفضت إلى اعتصامات مناهضة لرئيس الوزراء نوري المالكي، المتهم من قبل خصومه بالتفرد بالحكم وتهميش القوى الأخرى.

انفجار أعمال العنف في العراق يظهر عجز الحكومة عن ضبط الأمن (الفرنسية)
انفجار أعمال العنف في العراق يظهر عجز الحكومة عن ضبط الأمن (الفرنسية)
ترحيب عشائري
وتأتي هذه الخطوة المحورية بحسب قادة وشيوخ في قوات الصحوة، لقناعة الحكومة بالدور الذي لعبته هذه القوات إبان مرحلة العنف الطائفي بين عامي 2006 و2008، وفي وقت تعرقل فيه الخلافات السياسية تعيين وزيري الداخلية والدفاع في الحكومة.

ويرى الشيخ عبد الكاظم رشيد يوسف قائد صحوة التاجي (40 كلم شمال بغداد) أن "الحكومة قررت إحياء مشروع الصحوات بعد أن أحست باختلال الوضع الأمني وعودة "الإرهاب" بشكل كبير".

ويقول الشيخ وليد العايش شيخ عشيرة البو فراج والمقيم في منطقة العبايجي (شمال التاجي) التي كانت أخطر معاقل القاعدة، إن تردي الأوضاع الأمنية جاء بعدما "قررت الحكومة دمج الصحوات في المؤسسات المدنية، وتركت مواقعها خالية في حين أنهم أعرف الناس بمناطقهم". ويشير إلى أن "الدولة انتبهت لهذا الخلل بعدما عجزت عن ضبط الأمن، والآن بدأت تستقبل أعدادا جديدة".

ويؤكد ضابط عسكري رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، المباشرة بتدريب ألفي عنصر جديد في مراكز تدريب في وزارتي الداخلية والدفاع، مضيفا أن "عددا من هؤلاء باشروا بالعمل فعلا في بعض المناطق التي تشهد أعمال عنف متكررة شمال بغداد".

ويقول الشيخ نديم حاتم سلطان زعيم قبيلة بني تميم الذي يسكن في منطقة التاجي إنه "بعد تولي القوات العراقية المسؤولية من القوات الأميركية وتشكيل قوات عسكرية كبيرة، شعرت الحكومة أنها لا تحتاج إلى العشائر ولا إلى قوات الصحوة فأهملتها، ولا بد من تصحيح هذا الخطأ".

وكانت قوات الصحوة تشكلت في سبتمبر/أيلول 2006، في محافظة الأنبار غرب العراق، واستطاعت طرد الغالبية العظمى من تنظيم القاعدة خارج المحافظة التي تسكنها غالبية من السنة، ولكن القاعدة استمرت باستهداف عناصر هذه القوة بشكل متكرر رغم تراجع قوتها.

وبعيد مغادرة القوات الأميركية العراق قامت الحكومة بدمج نحو 70% من قوات الصحوة، التي بلغ عددها مائة ألف مقاتل، في مؤسسات مدنية لإنهاء هذا المشروع.

المصدر : الفرنسية