خبراء: أوروبا تُغَلِّب المصالح على المبادئ بمصر

210 - Brussels, -, BELGIUM : British Foreign secretary Willaim Hague (L) and Swedish Foreign Affairs minister Carl Bildt talk prior to the Foreign Affairs Council on May 27, 2013 at the EU Headquarters in Brussels. EU foreign ministers went into talks today sharply divided over lifting an embargo to arm Syrian rebels but seeking a compromise to underpin a Russian-US effort to bring the warring parties to a peace conference.
undefined

الجزيرة نت-باريس

أجمع خبراء في العلاقات العربية الأوروبية على أن الاتحاد الأوروبي يميل إلى تغليب مصالحه المادية على مبادئه الديمقراطية في تعاطيه مع الشأن المصري منذ الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي.

واعتبر المحللون أن التجمع الأوروبي -الذي دأب على إدانة أي تغيير للحكم بطريقة غير دستورية- لم يشأ توصيف الإطاحة بأول رئيس منتخب في تاريخ مصر بالانقلاب.

وأشاروا إلى أن الاجتماع الذي عقده سفراء للاتحاد، يوم الاثنين، بشأن مصر لم يفض إلى اعتماد عقوبات فورية ضد الانقلابيين .

واستبعد الخبراء أن يتمخض الاجتماع الاستثنائي الذي يعقده وزراء خارجية الاتحاد، اليوم الأربعاء بالعاصمة البلجيكية بروكسل، عن تغيير جوهري في الموقف الأوروبي.

وقال الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والإستراتيجية، كريم أميل بيطار، إن الأوربيين وجدوا أنفسهم أمام حالة مصرية يصعب فيها التوفيق بين ما تمليه القيم والمثل التي يرفعون لواءها وبين ما تقتضيه السياسة الواقعية الهادفة إلى صيانة المصالح والمحافظة على دور ما في مصر.
 

وأوضح الخبير في قضايا الشرق الأوسط أن الدول الرئيسية في الاتحاد تميل إلى عدم اللجوء إلى مراجعة شاملة لعلاقات بروكسل مع القاهرة مشيرا إلى أن "الأوروبيين يدركون أن العودة إلى الوراء باتت مستحيلة وأن السلطة المصرية الجديدة قوية بما فيه الكفاية".
 

حسني عبيدي لا يتوقع أن يقر اجتماع بروكسل عقوبات ضد مصر، ورجح أن ينتهي إلى تجديد دعوة الجيش لضبط النفس، ومطالبة كافة الأطراف بنبذ العنف وبدء حوار يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد

وأضاف بيطار أن قادة الاتحاد لا يستطيعون تجاهل "شركائهم السعوديين والإسرائيليين الذين يلقون بكل ثقلهم في المعركة الدبلوماسية" إلى جانب الفريق أول عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب الذي أطاح بالسلطة المنتخبة في مصر.

واعتبر الباحث أن المناخ الداخلي المصري -الذي يتميز بتعالي النبرة القومية- يدفع الأوروبيين، أيضاً، إلى توخي الحذر والامتناع عن قطع كامل للمساعدات الاقتصادية إدراكاً منهم لكون مثل هذا الإجراء غير كافٍ لتغيير مسار الأحداث في البلد وخوفاً من أن تترتب عليه قطيعة مع حكام القاهرة الجدد.

وتتبنى نفس الطرح الأستاذة بمدرسة العلوم السياسية بباريس، سوفي بومييه، التي تخشى أن يدفع قطع المساعدات الأوروبية قادة الانقلاب إلى الارتماء في أحضان روسيا والابتعاد عن الغرب.

بيد أن الخبيرة الفرنسية في القضايا العربية أكدت أن "مصر تشهد ثورة مضادة أتت تقريباً على كل مكتسبات ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 وعلى رأسها التعددية السياسية وحرية التعبير والتجمع".

وشددت بومييه على أن الاتحاد الأوروبي مطالب بإدانة المجازر وانتهاكات حقوق الإنسان في مصر، مشيرة إلى أن عليه التريث في اتخاذ ما سمتها "إجراءات جذرية".

أما مدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والمتوسطي بجنيف، حسني عبيدي، فيرى أن "الأوروبيين يعلمون، الآن، أن عدم إدانتهم للانقلاب والإحجام عن تسميته باسمه هو الذي قاد لاحقاً إلى ارتكاب مجازر راح ضحيتها مئات المتظاهرين".

ويرى الباحث أن "هذا الشعور بالذنب هو الذي قاد الأوروبيين إلى تدويل المسألة بعرضها على مجلس الأمن الدولي سعياً لاستدراك الخطأ".

غير أن عبيدي لا يتوقع أن يقر اجتماع بروكسل عقوبات ضد مصر، مرجحاً أن ينتهي إلى تجديد دعوة الجيش لضبط النفس، ومطالبة كافة الأطراف بنبذ العنف وبدء حوار يهدف لتحقيق المصالحة الوطنية في البلاد.

ويرى المحلل السياسي أن لقاء وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد الماضي بباريس قد خفف حدة موقف فرنسا التي غدت تتحدث عن "إعطاء فرصة أخيرة لخارطة المستقبل" التي قدمها عسكر مصر.

المصدر : الجزيرة