ترقب شديد في إسرائيل لأحداث مصر

مظاهرة الحركة الإسلامية قبالة السفارة المصرية في تل أبيب أمس
undefined

وديع عواودة – حيفا

في الوقت الذي تتوالى فيه الإدانات الدولية للمجازر ضد المعتصمين في القاهرة، تلتزم إسرائيل الرسمية الصمت لكن أوساطا في الرأي العام داخلها منشغلة جدا بمتابعة أحداث مصر وبعضها مبتهج و"يرقص على الدماء".

كما في المنعطفات السابقة للثورة المصرية، طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من وزرائه عدم الإدلاء بتصريحات حول ما تشهده مصر، وعلل الناطق بلسان الخارجية الإسرائيلية يغئال بلمور ذلك بأن إسرائيل تمتنع عن قول أي شيء خشية اتهامها بالتدخل في شؤون مصر الداخلية.

 وردا على سؤال الجزيرة نت حول صمت إسرائيل رسميا عن أحداث مصر وتعاونها أمنيا مع الجيش المصري، أوضح بالمور أن إسرائيل لا تتدخل في الصراعات الداخلية في مصر. وتابع "هناك جهات في مصر تنتظر ردنا لاستثماره في الصراع الداخلي، ولذا نلتزم الصمت".

سلطة استبدادية
وحول ردود الفعل المبتهجة بمشاهد الاقتتال الداخلي في مصر لدى أوساط الرأي العام داخل إسرائيل، قال إن ذلك لا يعبر عن موقفها وإن هناك حرية تعبير عن الرأي، وقلل من حجم هذه الأوساط.

بن يشاي:
التعاون الأمني الراهن بين إسرائيل وبين مصر أفضل مما كان عليه في فترة الرئيس المعزول محمد مرسي

وعلى غرار معلقين كثر حمل المعلق العسكري لموقع "واينت الإخباري" رون بن يشاي على الإخوان المسلمين الذين زعم أنهم نشروا الفوضى في القاهرة وقال إنهم بلغوا الحكم بالانتخابات لكنهم ما لبثوا أن مارسوا سلطة استبدادية.

وكشف بن يشاي عما تسعى إسرائيل الرسمية لتفاديه بقوله في تعليقه اليوم إن التعاون الأمني الراهن بين إسرائيل وبين مصر أفضل مما كان عليه في فترة الرئيس المعزول محمد مرسي.

وهذا ما أكده المعلق البارز في القناة الإسرائيلية الثانية إيهود يعاري المقرب من أجهزة المخابرات، عندما لفت إلى التعاون غير المسبوق بين البلدين اليوم ضد الإرهاب في سيناء.

وحمل يعاري على الموقف الأميركي "المتلعثم والمتردد" من الصراع في مصر، وقال إن واشنطن تقف مجددا مع الجانب "غير السليم" بتنديدها القاسي بسلوك الجيش المصري. وتابع  "سبق أن فرطت الولايات المتحدة في صديقنا الرئيس مبارك، وهذه المرة تكرر خطأها بعدم فهم حقيقة الصراع الدائر في القاهرة اليوم".

بطيخ يكسر بعضه
وذهب الجنرال في الاحتياط يوم طوف ساميا لحد القول لإذاعة الجيش اليوم إن الموقف الأفضل لإسرائيل يكمن بمواصلة التزامها الحياد رسميا ريثما ينتهي "البطيخ المصري من تكسير بعضه".

مثل هذه المواقف الإسرائيلية الخالية من اللغة الحقوقية والديمقراطية التي تغلب عليها مشاعر التشفي، دفعت مؤسس الحركة الإسلامية في الداخل الشيخ عبد الله نمر درويش إلى توجيه انتقادات لإسرائيل وللشارع الإسرائيلي.

يورام ميتال:
الخطأ في موقف إسرائيل من مصر اليوم وفي الماضي يكمن في اعتمادها نظرة ضيقة في تحليل الأحداث

ففي تصريح للإذاعة العبرية العامة، احتج درويش اليوم على صمت إسرائيل على المجازر في القاهرة، وقال إن أوساطا واسعة فيها ترقص على دماء المصريين.

 وتابع الشيخ درويش الذي قاد مظاهرة بالأمس قبالة السفارة المصرية في تل أبيب "كل ذلك يذكرني بتصريحات رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك صديق عبد الفتاح السيسي مطلع الأسبوع الحالي".

يُشار أن باراك كان قد قال في تصريحات لشبكة "سي إن إن" إن محمد مرسي بلغ الحكم بالانتخابات لكن الإخوان المسلمين عملوا منذ انتخابه "لتقويض الديمقراطية".

ودعا باراك العالم لمؤازرة الجيش المصري في وجه الجماعات الإسلامية -التي وصفها بأنها متطرفة- محذرا في الوقت نفسه من تدخل إسرائيلي.

واعتبر الشيخ درويش هذه التصريحات تحريضا إسرائيليا على من انتخب ويمثل الشرعية في مصر، وتابع "الغريب أن إسرائيل تتشدق بانحيازها للديمقراطية لكن أياديها تقول عكس ذلك".

خبايا الموقف الإسرائيلي
وقال الأستاذ الجامعي الإسرائيلي يورام ميتال إن إسرائيل خشيت من حكم مرسي رغم احترام مصر بقيادته لاتفاقية كامب ديفد.

وأوضح للجزيرة نت أن إسقاط حكم مرسي قوبل بارتياح  وسرور في إسرائيل لعدة أسباب، منها اعتبار حكم الإخوان "خريفا إسلاميا" والخوف من تغير السياسة الخارجية المصرية.

ويشير إلى أن إسقاط حكم مرسي أدى لتغيير جدي في موقف مصر من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة. كذلك تعمل القوات المسلحة المصرية بقوة ضد الجماعات "المتطرفة" في سيناء.

ويعتبر ميتال أن  الخطأ في موقف إسرائيل من مصر اليوم وفي الماضي يكمن في اعتمادها نظرة ضيقة في تحليل الأحداث، مضيفا "إسرائيل لا ترى المجتمع المدني والمثقفين في مصر، وتواصل التمحور بالسؤال من يحكم بالقاهرة وما موقف قوات الأمن فيها".

ويرجح أن تتأثر اتفاقية كامب ديفد سلبا في حال استمرار تدهور علاقات واشنطن والقاهرة  منذ عزل مرسي.

المصدر : الجزيرة