جدل حول مرشح السلطة الجزائرية للرئاسة

صورة رئيسية للرئيس بوتفليقة
undefined
 
ياسين بودهان-الجزائر
 
يتفق أغلب المحللين والسياسيين بالجزائر على أن مرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أنهى الجدل المتعلق بمسألة ترشحه لفترة رئاسية رابعة، لكنه في المقابل أثار جدلا حول المرشح الرئاسي الذي سيختاره النظام الحاكم لمرحلة ما بعد بوتفليقة، بعض المراقبين يتوقعون ترشيح رئيس الوزراء الحالي عبد المالك سلال، في حين يرجح آخرون اختيار رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.

وخلافا لتجارب الانتخابات الرئاسية التي سبقت، والتي تشهد عادة حراكا وصراعا سياسيا ساخنا قبل أشهر من موعدها. فإن مرض الرئيس بوتفليقة وضع الطبقة السياسية في الجزائر في حيرة من أمرها.

ففي وقت تبحث فيه أحزاب المعارضة (إسلامية وديمقراطية) فكرة طرح مرشح توافقي لمواجهة مرشح السلطة، تعاني أحزاب السلطة الممثلة في حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي من أزمة داخلية، بعد تنحية عبد العزيز بلخادم من قيادة جبهة التحرير، وأحمد أويحي عن زعامة التجمع الوطني الديمقراطي.

وحسب بعض المحللين فإن عدم إعلان اسم محدد لخلافة بوتفليقة من قبل النظام الحاكم خلق ضبابية مقصودة في المشهد السياسي لكسب مزيد من الوقت، وإرباك المعارضة، وإفشالها في اتخاذ موقف واضح، قبل أشهر من الموعد الرئاسي المقرر في أبريل/نيسان من العام القادم.

يذهب بعض المحللين والسياسيين إلى ترشيح رئيس الحكومة عبد المالك سلال لقيادة مرحلة ما بعد بوتفليقة، في حين يتوقع آخرون اختيار رئيس الحكومة الأسبق ومنافس بوتفليقة في انتخابات 2004 علي بن فليس.

حملات انتخابية
ويعتقد الكاتب محمد مسلم أن "سلال -وبسبب الحالة الصحية لبوتفليقة- يلعب أدوارا سياسية تبدو في نظر بعض المراقبين أكبر من طموحاته واستعداداته، أدوارا لم يلعبها من سبقه من رؤساء الحكومات".

محمد مسلم يرى أن السلال يلعب أدوارا سياسية أكبر من طموحاته(الجزيرة)
محمد مسلم يرى أن السلال يلعب أدوارا سياسية أكبر من طموحاته(الجزيرة)

ويرى مسلم في حديثه للجزيرة نت أنه منذ وصول بوتفليقة إلى سدة الحكم ظل هو المحتكر الوحيد للزيارات الميدانية للمحافظات وتوزيع مخصصات مالية لهذه المحافظات، ويقوم سلال اليوم بنفس الدور بما يذكر بمشهد جولات بوتفليفة الميدانية في حملاته الانتخابية.

وحسب رأي مسلم فإن "اختيار سلال وزيرا أول كان حصيلة توافق بين صناع القرار، بعد أربعة أشهر من الانسداد أعقبت الانتخابات التشريعية الأخيرة". ويتساءل "هل في ذلك مؤشر على أنه يوجد في وضع متقدم ومريح، إذا ما قرر خوض السباق؟ أم هذه التطورات كانت مجرد صدفة؟

خلافة إجبارية
وبينما يذهب الكاتب والبرلماني السابق إبراهيم قار علي إلى القول بأن "طرح اسم سلال من باب المضاربات الإعلامية"، ويضيف أنه من الطبيعي "أن يملأ رئيس الحكومة المكان في غياب الرئيس المريض، وهو ما أعطى الانطباع بأن سلال يتصرف بمنطق الرئيس القادم، أو بمنطق الرئيس القائم".

وقال قار علي للجزيرة نت إن "سلال شخصية تكنوقراطية، وله من الكفاءة ما يؤهله لإدارة الشأن العام، ولكن هذا لا يكفي للفوز بـالرئاسة، فهو بحاجة إلى دعم سياسي أو حزبي".

ويشير إلى أن "هناك من يدفع باسم سلال إلى الواجهة السياسية والإعلامية، ليكون بمثابة المرشح التوافقي بين التيارات، التي اعتادت الصراع على السلطة"، لكنه يعتبر أن "مثل هذا الأمر محفوف بالكثير من المخاطر والعقبات في الداخل والخارج، ويغذي الانطباع بأن الانتخابات الرئاسية تجري في دائرة مغلقة، بينما الوضع الإقليمي والدولي يسير باتجاه فتح العملية الانتخابية".

ارتباط بمصر
أما الأستاذ بكلية الإعلام والعلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور عبد العالي رزاقي فيعتبر أن "الانتخابات الرئاسية القادمة مرتبطة بعوامل داخلية وخارجية".

ويرى رزاقي أنه إذا "استكمل بوتفليقة عهدته الرئاسية فإن مرشح السلطة، إذا لم يكن مدعوما من القبائل، فسيصعب عبوره إلى الدور الثاني من الانتخابات، لأن منطقة القبائل تمتلك نحو مليوني ناخب"، ولذلك يرى أن "سلال هو المرشح الأقوى لتمثيل النظام الحاكم لأنه ينحدر من هذه المنطقة".

ويؤكد رزاقي للجزيرة نت أن الوضع في مصر سيؤثر على هذه الانتخابات، وهو الذي يحدد ما إذا كان الرئيس من المؤسسة العسكرية أو خارجها، "فإذا نجح الانقلاب في مصر فإن المرشح الأوفر حظا سيكون من المؤسسة العسكرية، وهو نائب وزير الدفاع عبد المالك قنايزية، وإذا فشل الانقلاب العسكري في مصر فإن التوافق بين مجموعة أحزاب يمكن أن يكون هو البديل الأفضل، وفي هذه الحالة فإن رئيسي الحكومة السابقين مولود حمروش أو علي بن فليس سيكونان من أبرز الأسماء المرشحة للتوافق حولها، بدعم من التيار الإسلامي". 

المصدر : الجزيرة