في وقت بدت فيه العاصمة السودانية الخرطوم أحوج إلى معالجة مشكلات فيضان النيل، اتجهت مناطق وولايات سودانية أخرى إلى إطلاق إنذاراتها خوفا من مشكلات قد تحدثها السيول والأمطار التي اجتاحتها مؤخرا.
الجزيرة نت-خاص
رغم مرور أكثر من أسبوع على كارثة السيول والفيضانات بالعاصمة السودانية الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى، لا يزال التفاعل السياسي مع الأزمة ضعيفا، ولم يرق لمستوى الحدث، وفق المتضررين.
ومنذ حلت السيول يفترش المتضررون الأرض ويلتحفون السماء دون تحسن ملموس على حياتهم، فيما تباينت مواقف الأحزاب السياسية والحكومة إزاء ما قدم، وما يمكن أن يقدم في الحالة الطارئة والمتوقعة سلفا في مثل هذا الموسم.
وفيما وجه سياسيون معارضون انتقادات لجهات الاختصاص والحكومة بدعوى التقصير، أشارت الحكومة إلى تقديم معونات، وقالت إن الوضع تحت السيطرة.
واتهم في بيان له الدولة بالغياب عن كل ما يحدث سواء على المستوى التخطيطي أو الفعل الميداني.
واستعرض الحزب عوامل عدة قال إنها أسباب للأزمة وتتعلق بالتخطيط وعمليات الهجرة من الريف إلى المدينة بسبب تردي الخدمات وإهمال الزراعة والإنسان وإشعال الحروب وغيرها، منتقدا ما سماه "سوء الإدارة والمراقبة، والفساد الذي صاحب التنفيذ الفعلي لكثير من المشروعات الخدمية".
أما عن نفسه فقال الحزب إنه زار المتضررين ووقف على احتياجاتهم وشكل غرفة عمليات للمتابعة الحثيثة للأوضاع في جميع ولايات السودان.
ودعا القيادي في المؤتمر الشعبي آدم الطاهر حمدون الحكومة الاتحادية للتدخل بشكل أكبر والتصدي بشكل كامل لكوارث الخريف والسيول، واصفا حكومة الولاية بالفشل في إدارة الأزمة.
ورغم تأكيده على أن الأزمة ظرف طارئ واستثنائي لا علاقة له بأخطاء الحكومة، قال الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي مسؤول الإعلام بقوى المعارضة كمال عمر إن أخطاء الحكومة جسيمة فيما يختص معالجة آثار الأزمة.
وقال إن الحكومة لم تزر المواطنين في موقع الأزمة، ولم يُلمس أي وجود للمسؤولين حتى على مستوى اللجان الشعبية بتلك المناطق المنكوبة.
وتعهد المعارض السوداني بالعمل على إدارة الأزمة من واقع الانتماء للوطن وبرؤية جماعية. ورغم نفيه استغلال أزمة الخريف للنيل من الحكومة، قال إن المعارضة تتبنى هموم الناس وهي الأقرب لقلوبهم، مشيدا بما قدموه للمتضررين.
وأضاف أن المعارضة تتحدث دوما عن إسقاط النظام، "ولكن ما رأيته من مشاهد بمناطق الفيضانات أمس يدعو الحكومة إلى تقديم استقالتها وأن تمضي دون حديث".
من جهته دافع حزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم عن نفسه، وقال إنه قدم الكثير للمتضررين. وأشار وزير المالية علي محمود السوداني في حديثه للجزيرة نت إلى أن وزارته سلمت وزارة الداخلية 25 مليار جنيه (الدولار=4.4 جنيهات) لمقابلة طوارئ الخريف.
ويقول مسؤولون آخرون إن الوضع تحت السيطرة وإن الحكومة في كامل الاستعداد لمجابهة أي طارئ.
وأشار الشفيع محمد علي إلى تشكيل لجنتين، الأولى تعمل على متابعة ورصد مناسيب النيل وتحديد حجم الضرر وتحديد الاحتياجات للمتضررين.
أما الثانية فقال إنها تعمل على إغاثة المتضررين وتقديم الاحتياجات السريعة لهم خاصة مواد الإيواء والمواد الغذائية.
يذكر أن السودان يشهد سنويا فيضانات بفعل الأمطار الموسمية. وشهدت الأعوام 1946 و1988 و2007، فيضانات كبرى دمرت قرى ومدنا بأكملها.