معبر رفح.. الأمن أولا
عوض الرجوب
شكل قرار إغلاق معبر رفح منذ الجمعة الماضية حلقة أخرى في الحصار على فلسطينيي قطاع غزة الذين يعيشون ظروفا صعبة. وبينما تجري اتصالات لإعادة فتح المعبر، تتوالى الدعوات إلى فصل الجوانب الإنسانية عن الخلافات السياسية مع الحكومة المقالة في القطاع.
ووفق مصادر فلسطينية في قطاع غزة، فإن إغلاق المعبر يفاقم معاناة آلاف الفلسطينيين من المرضى والعالقين في الأراضي المصرية وطلبة الجامعات الدارسين في الخارج، إضافة إلى مئات المعتمرين العالقين في السعودية.
وكان مدير الإدارة العامة للمعابر بوزارة الداخلية ماهر أبو صبحة قد ذكر في تصريح سابق للجزيرة نت أن السلطات المصرية قلصت عدد المسافرين خلال الفترة التي سبقت إغلاق المعبر من 1200 مسافر في اليوم إلى ما بين 200 و400.
وبالتوازي مع الهجوم الذي يشنه الإعلام المصري على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، نددت فصائل عدة تنتمي إلى منظمة التحرير الفلسطينية بما سمته تدخل الحركة في الشؤون الداخلية لمصر، وهو ما تنفيه الحركة.
مساع متعددة
ويؤكد نمر حماد المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة أجرت اتصالات مع مصر بشأن فتح معبر رفح، فكانت الإجابة أن "الأمن هو الأول".
ويضيف حماد في حديث للجزيرة نت أن السلطة تعمل على أكثر من مسار لحل مشكلة العالقين وتخفيف المعاناة، معتبرا أن موقف القوة المسيطرة على الأرض في قطاع غزة -في إشارة إلى حماس- لا يساعد السلطة.
ومع ذلك ذكر أن الجانب الفلسطيني ما زال ينتظر الجواب النهائي من الجانب المصري، غير مستبعد تخفيف بعض القيود غدا الأربعاء.
وأشار المستشار إلى محاولات تجري حاليا لإعادة المعتمرين العالقين في السعودية إلى قطاع غزة عبر الأردن ومن ثم نقلهم إلى معبر بيت حانون بالحافلات، وتمنى موافقة إسرائيل على ذلك.
وانتقد حماد تعاطي حركة حماس مع الأزمة المصرية وما أسماه تسخير إعلامها لخدمة طرف معين ومهاجمة طرف آخر، مطالبا إياها بتبني موقف الرئيس عباس بألا تكون طرفا في أي صراع داخلي لأي بلد عربي.
وكان ممثلو عدد من الفصائل الفلسطينية قد هاجموا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) حركة حماس، واعتبروا أنها لا تعمل لمصلحة قطاع غزة وتتدخل في شؤون مصر الداخلية، وهو ما نفته الحركة في بيان لها.
ووفق مصادر بوزارة الداخلية في قطاع غزة، فإن 200 من مرضى السرطان يعيشون ظروفا حرجة بعدما تم منعهم من التوجه إلى مصر لتلقي العلاج الكيمياوي هناك، مشيرا إلى وجود نحو 1500 معتمر عالقين في السعودية.
السكان والسياسة
من جهته يوضح مدير المركز الفلسطيني للسياسات والدراسات الإستراتيجية هاني المصري أن مواقف الفصائل متباينة في ما يتعلق بتحميل حركة حماس مسؤولية إغلاق قطاع غزة، مضيفا أن رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله طالب صراحة بفتح معبر رفح.
وشدد على وجوب الفصل بين مواقف حركة حماس والوضع الإنساني للسكان، مؤكدا أنه لا مبرر لإغلاق معبر رفح أو إطلاق تصريحات تساعد في استمرار إغلاقه.
ورأى المحلل السياسي أن الأزمة في مصر مرشحة للتصاعد، وأن فتح معبر رفح بالكامل أمر مستبعد في المدى المنظور، مطالبا حركة حماس بإعلان مواقف إيجابية تؤكد عدم وقوفها إلى جانب أي طرف، وبالتالي سحب الذرائع بشكل كامل أمام كل من يهاجمها أو يتهمها.