معاناة إنسانية للعائدين من سوريا لغزة

عائد من سوريا يحمل مساعدات من إحدى الجمعيات المحلية
undefined

أحمد فياض-غزة

يحاول العائد الفلسطيني عليان سليمان بما أتيح له توفيره من أخشاب وورق مقوى وسعف نخيل أن يعرش لأسرته التي عاد بها من سوريا قبل بضعة شهور منزلا يقيها حر الصيف، بعد أن عجزت المؤسسات الرسمية والأهلية ذات الشأن عن تشييد منزل له.

وكان سليمان (65 عاما) قد عاد فارا من نيران الحرب في سوريا برفقة زوجته الثانية وثلاثة من أطفاله، متوقعا أن يجد له ملاذا آمنا وعيشا كريما في وطنه يتيح له جلب زوجته الأولى وخمسة من أبنائه برفقتها، لكن ضيق الحال وسوء الأوضاع المعيشية، وقضاءه جل وقته متنقلا بين مشافي غزة بعد اكتشاف إصابته بمرض السرطان حال دون ذلك.

وتمثل قصة المريض العائد سليمان نموذجا حيا لأكثر من 200 عائلة فلسطينية فرت من نيران الحرب في سوريا، ونجحت في الوصول إلى غزة بطرق رسمية وغير رسمية.

عاطف العماوي: السكن والعمل من أبرز التحديات (الجزيرة نت)
عاطف العماوي: السكن والعمل من أبرز التحديات (الجزيرة نت)

ويؤكد رئيس لجنة متابعة شؤون اللاجئين من سوريا إلى غزة عاطف العماوي أن ما تلقاه العائدون من كل الجهات الرسمية وغير الرسمية، بما في ذلك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لا يرقى إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الإنسانية الكريمة لهذه الفئة من المنكوبين.

وأوضح العماوي أن عددا كبيرا من العائدين لهم أصول عائلية في غزة، وقدم لهم الأهل ما يمكنهم من مساعدات، لكن ظروف الأهل المنهكة أصلا بسبب الحصار تحول دون مساعدة هؤلاء العائدين.

أبرز التحديات
وذكر العماوي للجزيرة نت أن مشكلة توفير السكن وفرص العمل هي من أبرز التحديات التي تواجه العائدين من سوريا، مشيرا إلى أن ما يتقاضاه أرباب بعض العائلات العائدة من حملة الشهادات الجامعية الذين يعملون على بند برنامج التشغيل المؤقت بالكاد يكفي لدفع أجرة السكن والمواصلات.

من جهته، أكد عبد الرحمن شعت المدير التنفيذي لجمعية دار الكتاب والسنة، وهي إحدى الجمعيات المساهمة في مساعدة الأسر الفلسطينية العائدة، أن فئة الوافدين من سوريا تضم عددا لا بأس به من حملة الشهادات الجامعية والأطباء والمهندسين.

وأوضح  للجزيرة نت أن العائلات الوافدة إلى غزة غادرت سوريا تاركة خلفها كل مقومات حياتها وهي بحاجة إلى الكثير من المتطلبات التي توفر لها العيش الكريم، لافتا إلى أن الجمعيات الإغاثية لا يمكنها تلبية كل احتياجات هذه الأسر، خصوصا في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها سكان قطاع غزة.

عمر الدربي: الحكومة ستقف إلى جانب الوافدين (الجزيرة نت)
عمر الدربي: الحكومة ستقف إلى جانب الوافدين (الجزيرة نت)

ودعا شعت إلى تضافر الجهود من أجل مساندة الوافدين من سوريا من خلال توفير مشاريع صغيرة تساعدها على الاندماج في المجتمع، لافتا إلى أن معظم هذه الأسر تمتلك من المهارات ما يعينها على مساعدة نفسها.

برنامج
من جهته، قال وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية في الحكومة المقالة عمر الدربي إن كل أسرة عائدة تستفيد من برنامج التشغيل المؤقت، كما أن أكثر من 50% من الأسر العائدة من سوريا تستفيد من برنامج الحماية الاجتماعية المخصص للأسر الواقعة تحت خط الفقر.

وأضاف المسؤول الفلسطيني للجزيرة نت أن مجموع المساعدات التي تلقاها العائدون من سوريا من الجهات الرسمية وغير الرسمية هي أفضل مما قدم للمواطنين المقيمين في غزة.

ودعا الدربي العائدين ممن لم يحظوا بفرصة عمل التوجه لوزارة العمل من أجل استلام الشغل، مؤكدا أن الحكومة ستقف إلى جانب القادمين من سوريا إلى حين تخطي ما يحيط بهم من صعوبات.

المصدر : الجزيرة