خارطة السيسي في مصر

بيان القوات المسلحة المصرية حول تطورات الأوضاع في مصر
undefined
 
في الثالث من يوليو/تموز 2013 أعلن وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي "خارطة مستقبل" لمصر تم بموجبها عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا انتقاليا للبلاد.

وجاء هذا الإعلان بعد مظاهرات حاشدة انقسم فيها المصريون بين مؤيد لشرعية الرئيس مرسي ومعارض له يطالب بسحب الثقة منه وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مما دعا السيسي إلى إمهال القوى السياسية المتصارعة 48 ساعة للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة، لكن هذه الساعات مرت دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة.

كما جاءت خطة السيسي بعد خطاب ألقاه مرسي مساء الثاني من يوليو/تموز وأكد فيه تمسكه بشرعيته الدستورية كرئيس منتخب لمصر، وقال إن ثمن التخلي عن هذه الشرعية هو دمه، داعيا مؤيديه للتظاهر السلمي وعدم الاحتكاك بالقوات المسلحة.

الخارطة تشمل وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحياد وإعلاء المصلحة العليا للوطن، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية

السيسي أعلن خارطة طريق المستقبل في حضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والأنبا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة المرقسية  والمنسق العام لجبهة الإنقاذ المعارضة محمد البرادعي وعدد من الشخصيات السياسية وقادة الجيش.

وتضمنت الخارطة تعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا لمصر، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. كما تتضمن تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية وقادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية، وتشكيل لجنة تضم جميع الأطياف والخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذي تم تعطيله مؤقتا.

وناشد السيسي المحكمة الدستورية العليا سرعة إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب والبدء في إجراءات الإعداد للانتخابات البرلمانية.

وبحسب بيان السيسي فإن الخارطة تشمل وضع ميثاق شرف إعلامي يكفل حرية الإعلام ويحقق القواعد المهنية والمصداقية والحيدة وإعلاء المصلحة العليا للوطن، واتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين ودمج الشباب في مؤسسات الدولة ليكون شريكا في القرار كمساعدين للوزراء والمحافظين ومواقع السلطة التنفيذية المختلفة، وتشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بمصداقية وقبول لدى جميع النخب الوطنية وتمثل مختلف التوجهات.

مواقف متباينة
حالة الانقسام في الشارع المصري انعكست أيضا على استقبال إعلان السيسي، ما بين مؤيد ومعارض، وبالطبع فإن معارضي مرسي في ميدان التحرير اعتبروا الإعلان انتصارا لهم وتحقيقا لمطالبهم، وأشادوا بالقوات المسلحة معتبرين أنها انحازت لإرادة الشعب.

وفي الجهة الأخرى، قوبل إعلان السيسي عن خارطة المستقبل باستنكار شديد لدى مؤيدي مرسي والمتمسكين بشرعيته الدستورية كرئيس للبلاد، واعتبروا أن ما حدث بمثابة ما وصفوه انقلابا عسكريا على السلطة وأكدوا استمرار اعتصامهم حتى عودة مرسي للحكم.

على المستوى السياسي، رحبت جبهة الإنقاذ المعارضة التي تضم عددا من الأحزاب والقوى السياسية، بالخطوة التي اتخذتها القوات المسلحة، ورفضت على لسان أكثر من قيادي بالجبهة وصفها بالانقلاب العسكري.

أما جماعة الإخوان المسلمين فاعتبرت أن بيان السيسي انقلابا على الشرعية وإهدارا لإرادة الشعب وانحيازا لفصيل دون فصيل، دون الرجوع لمعيار محدد هو معيار الانتخابات والصندوق.

وأكدت الجماعة على لسان محمود غزلان، المتحدث باسمها "أن المظاهرات لم تكن أبدا معيارا لإرادة الشعب، فأعداد المؤيدين في الشوارع لا تقاس فقط بالقاهرة والإسكندرية، وإنما بكل المحافظات والتي تكشف أن المؤيدين للرئيس هم الأكثر عددا، فضلا عن تسلح الرئيس ومؤيديه بالشرعية القانونية والدستورية".

المصدر : الجزيرة