مواقف الغرب قد تكلفه دوره في مصر


وبعد عزل الرئيس محمد مرسي أصبح السياسيون والدبلوماسيون الغربيون يستعملون خطابا يوازي بين مصالحهم الإستراتيجية ومبادئهم الديمقراطية.
كما دعا وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى وقف إراقة الدماء في مصر، في حين طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الحكومة المصرية بـ"السماح بالتظاهر السلمي، وبذل أقصى الجهود لتفادي المزيد من التصعيد".

صدام مع القيم
ويرى مدير مركز البحوث الخاصة بالعالم العربي في جامعة ماينز الألمانية غونتر ماير أن الغرب يريد الحفاظ على نفوذه في مصر، بسبب "دورها الكبير في الحفاظ على المصالح الإستراتيجية الأميركية والأوروبية في الشرق الأوسط منذ عقود"، لكنه يؤكد أن ما حصل في مصر "انقلاب عسكري".
ويعتبر ماير أن "هذا القانون لم يثبت قوته وسيلة ضغط يمكنها أن تؤدي إلى التراجع عن الانقلاب العسكري".
من جهته يرى الخبير بالشؤون المصرية بالمجلس الألماني للعلاقات الخارجية كريستيان آشراينر أن الديمقراطية وحقوق الإنسان لم تحظيا بالأولوية لدى الغرب في مصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، لكنه في المقابل أولى اهتماما خاصا للاستقرار ومكافحة ما يسمى "الإرهاب" وضمان استمرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل.
ويؤكد آشراينر أن الاتحاد الأوروبي يفتقد بدوره لوسائل ضغط مؤثرة على مصر، مشيرا إلى إمكانية أن يفرض الاتحاد شروطه مقابل المساعدات التي تقدمها لمصر، لكنه يعتقد أن ذلك لن يكون له أثر كبير على الوضع في البلد.
ويضيف آشراينر أن الاتحاد الأوروبي الغارق في أزماته المالية، غير قادر على إبرام الصفقات الاقتصادية مع مصر، كما أن دوله غير متفقة على نوع وقيمة المساعدات، مشيرا أيضا إلى غياب أطراف يمكن محاورتها، على اعتبار أن الإخوان المسلمين والجيش "لا يمكن وصفهما بأنصار الديمقراطية من منظور غربي".
وفي الوقت الذي يؤكد فيه ضعف وسائل الضغط، ينصح آشراينر الغرب بـ"تجنب التعنت ومحاولة الضغط"، مع توسيع قنوات الحوار مع الكثير من الأطياف السياسية في مصر.