هل يريد السيسي القضاء على الإخوان المسلمين؟

ردود فعل غاضبة في مصر بعد سقوط قتلى في اشتباكات رابعة العدوية ،، والاتحاد الأروبي يستنكر، ويطالب كل الأطراف بوقف العنف.
undefined

أحمد السباعي

تتكرر حوادث قتل عشرات المتظاهرين المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي من دار الحرس الجمهوري مرورا بالمنصورة وصولا إلى أحدث حلقاتها قرب منصة رابعة العدوية، مما دفع ببعض المراقبين للتعبير عن مخاوفهم من زيادة احتمالات تحويل نزاع القوى في مصر إلى صراع دموي.

بعض وسائل الإعلام الأجنبية وجماعة الإخوان أكدوا أن أغلب القتلى في أحداث منصة رابعة كانت إصاباتهم قاتلة بالرأس والصدر، مما يوحي -حسب نيويورك تايمز- أن أجهزة الأمن المصرية لا تشعر بالحاجة إلى ضبط النفس.

واللافت ما ذهبت إليه صحيفة صنداي تايمز البريطانية باعتبارها أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي طلب تفويضا شعبيا لمكافحة "الإرهاب"، عاقد العزم على القضاء على الإخوان المسلمين، حسب وصف الصحيفة.

دعم لا قتل
المتحدث باسم جبهة الإنقاذ خالد داود رأى أن الصحف الأجنبية ليست مصدرا يعتد به، وأن ملايين المصريين الذين خرجوا أعطوا التفويض للسيسي بمواجهة الإرهاب ودعم خارطة الطريق لا بقتل المصريين أيا كانت جهة انتمائهم. وأكد أنه لا يصدق التقارير الصادرة عن الإخوان بأن إصابات الضحايا كانت في الرأس والصدر.

وأوضح داود في حديث للجزيرة نت أن الجبهة دعت إلى تشكيل لجنة مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن مقتل المتظاهرين أمام منصة رابعة، بمن فيهم وزير الداخلية إذا ثبت أن هناك استخداما مفرطا للقوة من رجال الشرطة.

وأضاف أن محمد البرادعي نائب الرئيس المؤقت أدان -في تغريدة على موقع تويتر- الاستخدام المفرط للقوة وطالب بوقف سفك الدماء.

لكن العنف المفرط من الجيش أمام دار الحرس الجمهوري والشرطة في "مجزرة" منصة رابعة ينبئ عن نية شديدة السوء ليس ضد الإخوان وحسب، بل ضد أي معارض لرغبات وقرارات السلطة المغتصبة للحكم، حسب القيادي في حزب الحرية والعدالة خالد حنفي.

سحق المعارضة
واعتبر حنفي أن القضاء على الإخوان الذين يمثلون المحرك الأساسي لائتلاف دعم الشرعية يفتح الطريق أمام السيسي لسحق أي معارضة مستقبلية.

وقال للجزيرة نت إن "المجازر" التي ترتكب بحق مؤيدي الجماعة وملاحقة قادتها واعتقالهم وتلفيق التهم لهم إضافة إلى حملة التشويه ضدهم في وسائل الإعلام، كلها تصب في خانة القضاء على فصيل سياسي واجتماعي أساسي في البلاد وهو الإخوان المسلمون.

ووصف حنفي ما جرى أمام نصب رابعة بأنه "إعدام ميداني لمتظاهرين سلميين بإطلاق الرصاص مباشرة على رؤوسهم وصدورهم"، وخلص إلى أنه لم يكن هناك أي محاولات لفض الاعتصام بالغازات المدمعة.

‪حنفي: ارتكاب‬ المجازر بحق مؤيدي الإخوان وملاحقة قادتها واعتقالهم واتهامهم وتشويههم كل ذلك بهدف القضاء عليهم
‪حنفي: ارتكاب‬ المجازر بحق مؤيدي الإخوان وملاحقة قادتها واعتقالهم واتهامهم وتشويههم كل ذلك بهدف القضاء عليهم

من جهة أخرى فإن للعسكر رأيا آخر كما ذكرته صحيفة صنداي تايمز، فاللواء المتقاعد حمدي بخيت يصف "تحليل" الصحيفة البريطانية "بالخاطئ والمجافي للواقع" لأن السيسي أعلن مبادرات سياسية عدة تهدف إلى الوفاق الوطني ومشاركة الإخوان فيها.

المتاجرة بالدماء
ولكن ما كان يحصل -يضيف بخيت- أن "مكتب الإرشاد يحكم من خلال مرسي الذي كان مندوبا للمكتب في قصر الاتحادية، إضافة إلى التآمر على الأمن القومي المصري وقتل الجنود والتخابر مع منظمات إرهابية كحماس، ودعوة الدول الأجنبية للتدخل في شؤون مصر الداخلية".

وأكد بخيت في حديث للجزيرة نت أن الإصابات "القاتلة" أمام الحرس الجمهوري والمنصورة ومنصة الرابعة معظمها من الخلف، ولهذا فإن جماعة الإخوان تخفي "جريمة" عبر دفنها الجثث في الليل دون تشريح أو المرور بالإجراءات الرسمية، لافتا إلى مقتل عناصر وضباط من الشرطة في إطلاق النار والخرطوش.

وخلص إلى أن دماء الذين قتلوا "في رقبة الإخوان الذين لم يكتفوا فقط بدفع الشباب لمواجهة الشرطة، بل سعوا لقتلهم وقتل السيدات في المنصورة للمتاجرة بدمهم".

وعلى عكس رأي اللواء بخيت، يؤكد اللواء المتقاعد عبد الحميد عمران ما ذهبت إليه صحيفة صنداي تايمز لأن السيسي لم يُوضح أي إرهاب يريد محاربته بطلبه تفويض الشعب، ولكن بعد يوم من هذا التفويض وقعت الاعتداءات على رافضي "الانقلاب العسكري".

وتابع أنه إضافة إلى القضاء على الإخوان والتيار المعارض كله، يريد السيسي من خلال التفويض تأكيد سلطته على البلاد. واعتبر أن الجيش كان بجوار الشرطة خلال إطلاق النار على المعتصمين في منصة رابعة وتقدمهم البلطجية، ورأى أن السيسي قائد هذا الانقلاب ولكنه لن يخرج ليتحمل مسؤولية الدماء التي سالت أو ينكر مسؤوليته عنها.

المصدر : الجزيرة