ميدان التحرير.. تظاهر بحراسة الجيش
أنس زكي-القاهرة
منذ أكثر من عامين لا يخلو ميدان التحريرالواقع في قلب القاهرة من مظاهرات كانت في أغلب الأوقات للاحتجاج، لكنه اليوم يبدو مختلفا لأنها إحدى المرات القليلة التي يستقبل فيها مظاهرة تأييد للسلطة، كما أنها أكثر المرات التي يحظى فيها الميدان والمتظاهرون فيه بتأمين مكثف تشترك في تقديمه قوات من الجيش والشرطة.
وحتى ما بعد صلاة الجمعة لم تزد أعداد المتواجدين في الميدان عن بضعة آلاف، لكن الأخبار كانت تتوالى بقرب وصول مسيرات من عدة أماكن تلبية لدعوة نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذي طالب المصريين بالتظاهر في هذا اليوم للتعبير عن تأييد الجيش وتقديم تفويض له كي يواجه ما وصفه بـ"العنف والإرهاب المحتمل".
منذ صباح الجمعة كان التأمين المكثف هو كلمة السر في ميدان التحرير، فبعد أن كان الأمن عدوا للمتظاهرين في معظم الأحيان بات صديقا لهم |
وانتشرت تشكيلات واسعة من قوات الأمن المركزي ومدرعاته على أطراف الميدان ومداخله المختلفة.
وفي الوقت ذاته نقل الإعلام المحلي عن مصدر بوزارة الداخلية أن الوزارة أعلنت الاستنفار استعدادا لمظاهرات "لا للإرهاب" التي دعا إليها السيسي، وأعدت تأمينا مكثفا لعدة أماكن في مقدمتها ميدان التحرير ومحيط قصر الاتحادية إضافة إلى محيط مدينة الإنتاج الإعلامي.
خطبة سياسية
وكان الجيش والحفاوة به حاضرين أيضا على المنصة الرئيسية لميدان التحرير سواء فيما يتعلق بالأغاني التي أذيعت وكانت في معظمها تشيد ببطولات الجيش، أو في خطبة الجمعة التي ألقاها مظهر شاهين والتي كانت أشبه بخطبة سياسية حيث أن محورها الأساسي تأييد السيسي وتفويضه باتخاذ إجراءات لمواجهة "العنف والإرهاب".
وطالب شاهين بفتح باب التطوع في الجيش لمواجهة الإرهاب، داعيا إلى طرد السفيرة الأميركية في مصر آن باترسون. وكان لجماعة الإخوان المسلمين نصيب كبير من اتهاماته، سواء بأنهم يحرضون على العنف أو يستعينون بالخارج وخصوصا الولايات المتحدة، حسب قوله.
على صعيد آخر، كانت لافتة أجواء الحفاوة المتبادلة التي شهدتها مظاهرات التحرير بين المشاركين من المسلمين والمسيحيين.
وكان للأخيرين تواجد واضح وحرصوا على إظهار التزامهم بعدم الشرب رغم حرارة الجو رغبة في إظهار التضامن مع أشقائهم المسلمين الذين قالوا بدورهم إن الجميع سيفطر معا للتأكيد على تضامن المصريين ضد العنف والإرهاب.