قرارات سلفاكير ترتيب للأوراق أم ضغوط؟

سلفاكير ونائبه المقال
undefined
 
مثيانق شريلو-جوبا

أثارت القرارات التي أصدرها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت بإقالة نائبه رياك مشار وحل الحكومة الكثير من التساؤلات بشأن أسباب هذا الخطوة ومآلاتها، في وقت تشهد فيه الدولة الوليدة صراعات سياسية وعنفا قبليا وتدهورا اقتصاديا نتيجة لوقف إنتاج النفط بعد نحو عامين من الانفصال عن السودان.

وبينما فسر وزير الإعلام المقال برنابا مريال بنجامين القرارات بأنها محاولة من الرئيس سلفاكير لما أسماها عملية إعادة هيكلة واسعة، رأى محللون سياسيون في جوبا أن الخطوة تأتي نتيجة ضغوط خارجية وداخلية لإصلاح حال البلاد.

وكان سلفاكير قد أقال نائبه وحل الحكومة وكلف وكلاء الوزارات بتصريف الأمور إلى حين تشكيل فريق وزاري جديد، كما شكل لجنة للتحقيق مع الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس الوفد الحكومي في المفاوضات مع السودان باقان أموم بعدما وجه الأخير انتقادات حادة للحزب ووصفه بأنه فشل في إدارة شؤون البلاد وتحقيق تطلعات الشعب.

تأييد وشائعات
وقد أعلنت قوى سياسية تأييدها ووقوفها خلف القرارات الرئاسية، وجددت الدعوة إلى ضرورة إحداث تغييرات واسعة خلال المرحلة المقبلة.

وسرت في جوبا شائعات كثيرة حول حدوث أعمال عنف أدت إلى إغلاق أغلب المحلات التجارية، لكن المفتش العام للشرطة في جنوب السودان فيانق دينق نفى وقوع ذلك، وقال إن مشاجرة بين شخصين أدت إلى نشر الذعر وسط المواطنين، مضيفا أن الشرطة تسيطر على الوضع.

ويرى الصحفي والمحلل السياسي أبراهيم أوول أن القرارات تعد واحدة من الخطوات الهامة صوب إعادة هيكلة سياسة الدولة من جديد، معتبرا في حديث للجزيرة نت أن العملية بدأت فعليا بتقليص عدد الوزارات من 39 إلى 18. كما يمكن أن تمهد هذه الخطوة أيضا -وفق رأيه- لإدارة الأزمات المالية التي ستمر بالبلاد مع وقف إنتاج النفط.

تغييرات واسعة
من جهته قال الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني ماثيو مايور للجزيرة نت إن القرارات الرئاسية جاءت لتأكيد خطاب الرئيس في ذكرى الاستقلال بأن أوان التغيير قد حان، متوقعا أن تعيّن حكومة كفاءات تهتم بتقديم الخدمات للمواطنين وتحسين الاقتصاد القومي.

(الجزيرة)
(الجزيرة)

ولكن حزب الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي المعارض بقيادة لام أكول قلل على لسان ممثله في البرلمان صاموئيل أبان من الخطوة، واعتبرها عادية بحكم الظروف التي تشهدها البلاد.

وقال أبان للجزيرة نت إن حزبه سيعمل على ضمان التوظيف الصحيح للإيرادات المالية في الجوانب التنموية لتحقيق الرفاهية لمواطني جنوب السودان.

وتحدث قيادي بارز بالمكتب السياسي للحزب الحاكم عن أن الهيكلة ستشمل تغييرات واسعة جدا للطاقم الوزاري المقال، وستضم وجوها جديدة لم تكن مطروحة. 

وتأتي هذه التطورات في وقت أوقف فيه جنوب السودان إنتاجه من النفط، بعدما قال السودان إنه سيغلق خطي أنابيب التصدير عبر الحدود ما لم يتوقف جنوب السودان عن دعم المتمردين في الأراضي السودانية، وهو اتهام تنفيه جوبا.

المصدر : الجزيرة