شحن إعلامي مصري ضد أنفاق غزة
محمد الرويني-القاهرة
لا تخلو وسائل الإعلام المحلية في مصر من أخبار يومية عن هدم مزيد من الأنفاق التي تمر تحت الحدود بين مصر وقطاع غزة، وذلك وسط أجواء من الشحن الواضح ضد هذه الأنفاق بالتزامن مع الصراع الذي تشهده مصر عقب قيام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي.
وقالت مصادر أمنية إن الجيش المصري يواصل هدم الأنفاق في المنطقة الحدودية الواقعة بمدينة رفح في أقصى الشرق من محافظة شمال سيناء، وذلك باستخدام آليات وجرافات وحفارات كبيرة تساندها مدرعات عسكرية، في حين تنتشر قوات مدعومة بالمدرعات على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة منذ نحو أسبوعين.
وتسببت هذه الإجراءات في تعطيل عمل الأنفاق التي يعدها سكان قطاع غزة شريان حياة لهم، نظرا لإغلاق المعابر الموصلة إلى القطاع، في حين يقتصر عمل معبر رفح الذي يصل بين مدينتين مصرية وفلسطينية تحملان نفس الاسم، على مرور الأفراد ولساعات محدودة من اليوم.
وجاءت هذه الإجراءات بالتزامن مع أعمال عنف جرت في شمال سيناء على مدى الأيام الماضية واستهدفت بالأساس مواقع عسكرية وأمنية، فيما عد نوعا من الرد على ما قام به الجيش من عزل الرئيس مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين وتعيين رئيس مؤقت مع تعطيل الدستور.
إضرار بمصر
في الأثناء استضاف الإعلام المحلي العديد من الخبراء الأمنيين الذين ركزوا على أن هذه الأنفاق تضر بمصر خصوصا من الجانب الأمني.
وقال مدير مركز الجمهورية للدراسات السياسية والإستراتيجية اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل إن ما شهدته مصر في الفترة الأخيرة من نقص في الوقود يرجع إلى تهريبه عبر الأنفاق إلى قطاع غزة.
كما اعتبر سيف اليزل أن الأنفاق مسؤولة أيضا عما حدث من اعتداءات على مواقع عسكرية وشرطية في سيناء، وأكد أن الجيش يتولى التعامل مع الموقف.
في المقابل يرى مدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الدراوي أن الأنفاق هي حالة استثنائية نجمت عن إغلاق المعابر، ويمكن أن تحكم الرقابة عليها من الجانبين المصري والفلسطيني بحيث تستمر مؤقتا كشريان حياة يؤمن الاحتياجات الأساسية لسكان قطاع غزة.
وقال الدراوي للجزيرة نت إن الإعلام المحلي المعادي للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها يبالغ بقصد في موضوع الأنفاق، بهدف خلق رأي عام ضد الإخوان والادعاء بأنهم يتعاونون مع حركة حماس التي تحكم قطاع غزة على حساب الشعب المصري، وهو أمر غير صحيح.
السبيل الوحيد
وكما هو الحال لدى النخبة لاحظت الجزيرة نت انقساما على الصعيد الشعبي، حيث بدا البعض ومنهم الشاب محمود زكي متفهما لموضوع الأنفاق، حيث قال للجزيرة نت إنها السبيل الوحيد لإمداد أهل غزة بحاجياتهم الأساسية، ويجب ألا يؤدي الصراع الدائر في مصر حاليا لإغلاقها، لأن مصر لها دور تاريخي تجاه القضية الفلسطينية ويجب أن تحافظ عليه.
لكن إسماعيل بركات، وهو موظف بإحدى الشركات، يؤكد موافقته على ما يقوم به الجيش من إغلاق للأنفاق، ويقول للجزيرة نت إن الأنفاق طريق غير شرعي ويجب إغلاقه أيا كانت الظروف، عازيا ذلك إلى أن الطرق غير الشرعية تفتح الباب لأعمال غير شرعية، وأثبتت التجربة أنه لا يمكن السيطرة عليها بشكل كامل.
وأضاف إسماعيل أنه لا يستبعد أن تكون بعض الاعتداءات التي جرت في الأيام الأخيرة ضد مواقع عسكرية وشرطية قد تمت بمساعدة من عناصر متطرفة ربما تكون قد جاءت من قطاع غزة إلى شمال سيناء عبر الأنفاق.