أميركا وإيران.. بوادر لعقد مفاوضات مباشرة

(FILES) A picture dated October 26, 2010 shows the reactor building at the Russian-built Bushehr nuclear power plant in southern Iran, 1200 Kms south of Tehran.
undefined

ياسر العرامي-واشنطن

بعد فوز حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية الإيرانية الشهر الماضي تستعد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للتواصل معه سعيا لعقد مفاوضات مباشرة بشأن برنامج إيران النووي خلال الأسابيع المقبلة، حسب صحيفة وول ستريت جورنال.

ونقلت الصحيفة الجمعة الماضية عن مسؤولين أميركيين في إدارة أوباما أن روحاني ومنذ انتخابه بعث إشارات إيجابية سرية وعلنية تتحدث عن رغبته في التفاهم مع المجتمع الدولي بشأن القضية النووية.

وأضافت أن البيت الأبيض حريص على اختبار سريع لروحاني -الذي سيتولى مقاليد الحكم في أغسطس/آب المقبل- لمعرفة ما إذا كانت العملية الدبلوماسية يمكنها أن تحرز تقدما في عهده.

وقال المسؤولون الأميركيون إن الاجتماع الذي ستعقده واشنطن اليوم الثلاثاء في بروكسل مع ممثلي الدول الأربع الأخرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا سيقر خارطة طريق موحدة للتعامل مع الرئيس الإيراني الجديد.

مجيديار: الإدارة الأميركية عبرت عن استعدادها لبدء مفاوضات مباشرة مع طهران(الجزيرة نت)
مجيديار: الإدارة الأميركية عبرت عن استعدادها لبدء مفاوضات مباشرة مع طهران(الجزيرة نت)

استعداد أميركي
في هذا الإطار يؤكد أحمد مجيديار الباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد أميركان إنتربرايز بأن إدارة الرئيس باراك أوباما عبرت بوضوح عن استعدادها لبدء مفاوضات مباشرة مع طهران بعد تلقيها إشارات إيجابية من روحاني، معتبرا أن الكرة لآن في ملعب إيران.

وفي حديثه للجزيرة نت لفت مجيديار إلى أنه في حين يبدو روحاني حريصا على عقد محادثات مباشرة مع واشنطن، لا يزال المرشد الأعلى علي خامنئي يعارض ذلك.

ويرجح عدم حدوث أي جديد في المفاوضات بشأن البرنامج النووي في المستقبل القريب على الرغم من استعداد واشنطن لعقد مفاوضات مباشرة مع طهران، متوقعا أن تظل أي محادثات مستقبلية بهذا الشأن في إطار مجموعة 5 +1.

واعتبر مجيديار أنه لا يزال هناك تناقض واضح بين خطاب روحاني المتصالح والخطوات التي اتخذتها الحكومة الإيرانية مؤخرا بشأن توسيع وتطوير برنامجها النووي، فضلاً عن تصريحات روحاني التي أكد خلالها أن حكومته ستواصل إنتاج الوقود النووي "والذي يصنف أنه انتهاك لقرارات الأمم المتحدة".

وعلاوة على ذلك يقول مجيديار إن روحاني يفتقر إلى السلطة لإحداث تغيير كبير في سياسة إيران النووية، خصوصاً أن قضايا كالدفاع والسياسة الخارجية لا تزال في يد الحرس الثوري والمرشد الأعلى علي خامنئي اللذين يعارضان تقديم أي تنازلات للغرب بشأن البرنامج النووي.

معماريان: واشنطن لا تزال منقسمة بشأن كيفية التعامل مع إيران بعد انتخاب روحاني (الجزيرة نت)
معماريان: واشنطن لا تزال منقسمة بشأن كيفية التعامل مع إيران بعد انتخاب روحاني (الجزيرة نت)

خلاف أميركي
من جهته اعتبر المحلل السياسي الأميركي ذو الأصول الإيرانية أميد معماريان أن واشنطن لا تزال منقسمة بشأن كيفية التعامل مع إيران بعد انتخاب روحاني.

ففي الجهة الأولى تقف إدارة أوباما التي تبدو متفائلة بشأن المفاوضات مع إيران وتريد أن تعطي الوقت لروحاني لاختيار حكومته ووضع خططه.

بينما يقف في الجهة المقابلة الكونغرس الذي -بحسب معماريان- لا يرى فرقا بين روحاني وأي رئيس آخر ولديه اعتقاد جازم بأن خامنئي هو رجل الكلمة الأخيرة بشأن برنامج إيران النووي.

ويوضح معماريان أن الكونغرس مستعد لزيادة الضغط أكثر على طهران وهو في طريقه حالياً لإقرار تشريع جديد من شأنه تشديد العقوبات. لكنه يتفق بأن الكرة الآن في ملعب إيران التي يمكنها أن تغير من الوضع باتخاذها خطوة جادة وذات مغزى.

ويعتقد معماريان بأن إمكانية إجراء محادثات أميركية إيرانية مباشرة تتوقف على ما إذا كان روحاني قادرا وشجاعا بما يكفي ليكون مبتكرا في التواصل بشأن برنامج بلاده النووي مع واشنطن، فضلاً عن ما إذا كان يدرك عمق الأزمة التي تواجهها إيران ويتسع نطاقها كل يوم إذا لم يتصرف بكفاءة.

وأشار إلى أن روحاني حتى الآن يتكلم دون فعل ولكن حينما يتولى المنصب رسمياً سيكون الوقت مناسباً ليثبت عملياً ما يقوله. مضيفاُ أنه ينبغي على روحاني أن يفهم أن العديد من المتشددين في واشنطن يرون في العقوبات الاقتصادية هي المقدمة للطريق إلى المواجهة العسكرية.

وعن الاقتصاد الإيراني اعتبره معماريان أنه في حالة بالغة السوء، ومن شأن استمرار العقوبات أن تخضع طهران في غضون سنوات قليلة.

وحذر من أنه في حال ظهر روحاني عاجزاً عن التوصل إلى اتفاق مقبول محليا ودوليا فإن الكونغرس الأميركي وإسرائيل سيدفعان نحو القيام بعمل عسكري ضد إيران وهو الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة على إيران والشرق الأوسط وربما العالم.

المصدر : الجزيرة