محور الاعتدال العربي يستعد لولادة جديدة

بيان القوات المسلحة المصرية
undefined

محمد النجار-الجزيرة نت

قالت مصادر سياسية عربية أن اتصالات تجرى بين عواصم لمحاولة إحياء محور الاعتدال العربي والذي أعلنت وفاته على وقع سقوط نظام حسني مبارك عام 2011.

وبحسب المصادر فإن الظروف باتت مهيأة لعودة المحور الذي ضم قبل الربيع العربي السعودية ومصر والأردن والإمارات، ولا سيما بعد عزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي القادم من رحم جماعة الإخوان المسلمين، ومراهنة عواصم الاعتدال على نظام جديد في القاهرة يحيي التحالف السياسي السابق مع الرياض وعمان وأبو ظبي.

ولوحظ أن الدول الثلاث غير مصر كانت من أول المرحبين بعزل مرسي، كما أرسلت رسالة دعم قوية للنظام الجديد من خلال منح وودائع قدرت بنحو 14 مليار دولار أرسلتها السعودية والإمارات والكويت، ولا يعرف إن كانت الأخيرة ستكون عضوا جديدا بهذا المحور.

فيما اكتفت عمان بإرسال دعم سياسي، تمثل بالترحيب بما يراه مؤيدو مرسي "انقلابا على الشرعية"، تمثل باتصال هاتفي بين العاهل الأردني عبد الله الثاني والرئيس المصري المؤقت عدلي منصور، وزيارة قام بها وزير الخارجية الأردني ناصر جودة للقاهرة الأحد، وهي واحدة من زيارات قليلة لمسؤولين عرب للعاصمة المصرية في هذا الوقت.

ويتحدث سياسيون داعمون لمحور الاعتدال عن نجاح هذه المحاولات بعد استقرار الوضع السياسي في مصر وضمان عدم عودة جماعة الإخوان المسلمين للحكم، مما سيمنع -برأيهم- عودة إحياء المحور الذي يقولون إنه تشكل بعد الربيع العربي من مصر وتركيا وقطر بالتحالف مع جماعة الإخوان المسلمين.

الجوادي: المحور لم يسقط بعد انتخاب الرئيس المصريمحمد مرسي (الجزيرة)
الجوادي: المحور لم يسقط بعد انتخاب الرئيس المصريمحمد مرسي (الجزيرة)

تناقضات جديدة
لكن محور الاعتدال الذي قام في السابق على تناقض مع محور الممانعة -كان يضم سوريا وإيران وحزب الله وحركات المقاومة في فلسطين- ودعم جهود السلام مع إسرائيل، سيكون تناقضه الجديد مع الإخوان ومواجهة سعيهم للوصول للحكم، والسعي لإيجاد مقاربة لحل الأزمة السورية رغم تباينات مواقف الدول فيه.

وبرأي المؤرخ والمفكر السياسي المصري محمد الجوادي فإن محور الاعتدال لم يسقط أصلا بعد انتخاب الرئيس المصري محمد مرسي.

وقال الجوادي للجزيرة نت إن مرسي لم يكن عائقا أمام إحياء المحور، بل سعى لإعادة إحياء المحور عبر مقاربات جديدة من خلال توثيق الصلات بالمملكة العربية السعودية.

وبرأيه فإن ما عطل إحياء المحور كان تصريحات وزير الخارجية المصري إبان حكم المجلس العسكري وأمين جامعة الدول العربية الحالي نبيل العربي وتصريحاته بضرورة "العودة لإيران" خلقت تناقضا مع السعودية والإمارات حتى قبل حكم الإخوان.

ويلفت إلى أن تناقض هذه الدول مع الإخوان ورغبتها بإعادة إحياء المحور يعود لمصالح ذاتية لكل دولة، فالسعودية -كما يقول الجوادي- تريد الاحتفاظ بالشرعية الدينية على طريقتها لا على طريقة الإسلام السياسي الذي يتبناه الإخوان المسلمون.

وزاد "الأردن يريد الاحتفاظ بالشرعية الدينية لحكم آل البيت، وهو والإمارات لديهم تناقض مع الإخوان وحكمهم".

المعايطة:

القاسم المشترك لإعادة إحياء المحور رفض حكم الإخوان في المنطقة وإقناع الولايات المتحدة بقبول الوضع الجديد بمصر

بيضة القبان
وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة تحدث عن أن المحور سيعود بمعادلة جديدة بعد أن دفنت القديمة على وقع الربيع العربي.

وقال للجزيرة نت "مصر هي بيضة القبان في هذا المحور رغم الثقل الذي تمثله السعودية، وإن استقرت أوضاعها فإن المحور سيعود لإضعاف المحور الذي تشكل من قطر وتركيا والإخوان الذين استفادوا من هبة الشارع العربي".

ورغم التناقض في مواقف دول المحور من سوريا بين دول تسعى لإسقاط نظام بشار الأسد كالسعودية، ودول تسعى لحل سياسي كالأردن والإمارات، يرى المعايطة أن هناك أفقا لتفاهم على أسس لحل الأزمة السورية كأحد أهم مبررات عودة المحور من جديد.

لكن المعايطة لا يخفي أن القاسم المشترك لإعادة إحياء هذا المحور هو رفض حكم الإخوان في المنطقة، وإقناع الولايات المتحدة بقبول الوضع الجديد في مصر ومغادرة مربع الحرج من تأييد النظام الذي جاء عقب عزل مرسي.

ويلفت إلى أن السلام مع إسرائيل، والعلاقة مع إيران وملفها النووي لن يكون على أولويات المحور الجديد، كون الأوضاع لا تدفع باتجاه أي أفق لحل القضية الفلسطينية، عوضا عن أهمية الملف السوري عن نظيره الإيراني.

ويتحدث المعايطة عن أن المحور الجديد سيبقي على دعمه اللا محدود لمصر لتحجيم دور جماعة الإخوان المسلمين في إطار المعارضة فقط ومنع عودتها للحكم.

ويذهب لاعتبار أن حركة حماس في فلسطين قد تدفع ثمنا باهظا إن استقرت الأوضاع في مصر على ضوء المقاربة الحالية، متهما الحركة بالخطأ بالحسابات السياسية عندما انحازت للمحور الذي بات مصيره مهددا بعد عزل نظام مرسي، على حد وصفه.

المصدر : الجزيرة