لبنان.. التباين سيد الموقف بشأن تداعيات أحداث صيدا
الجزيرة نت – بيروت
إذ يعتبر البعض أن هذه الأحداث لن تتسبب في تفجر أكبر للوضع نظرا لحالة "ضبط النفس" التي تتحلى بها معظم الأطراف السياسية، في حين يراها آخرون مقدمة لتوتر سياسي مذهبي سيدخل لبنان لنفق مظلم لن يستطيع أحد التكهن بنتائجه.
الصحفي أمين قمورية يرى أنه مع انتهاء العملية الأمنية بصيدا انتهت ظاهرة الشيخ الأسير الذي صار بالنسبة للناس رجلا ملاحقا من قبل القضاء و"مرتكب جريمة"، لكن هذا الأمر لا يلغي بحسبه أن تكون هناك إمكانية لبروز ظواهر مماثلة في لبنان بعد فترة من الزمن.
مشكلة أعمق
ويرى قمورية أن ما يعرف بـ"مربع الأسير" لا يلخص وحده المشكل "لأن المشكلة أعمق من ذلك بكثير بسبب التعبئة الطائفية المستمرة وتزايد التعقيدات الأمنية"، مشيرا إلى أن إمكانية تفجر واسع للوضع غير واردة على الأقل في الوقت الراهن بفضل حالة ضبط النفس النسبية في لبنان، على حد تعبيره.
ويؤكد أن هناك عنصرين جديدين دخلا على الخط ولم يكونا موجودين في السابق، أولهما ظهور مجموعات إسلامية "متطرفة" صارت جزءا من المشهد اللبناني وصار لبنان بالنسبة لها مقرا وليس ممرا فقط.
والعنصر الثاني أكبر "يتمثل في الوجود الكبير للاجئين السوريين الذين يشكلون هوة أمنية غير معروفة وغير واضحة المعالم ولا يعرف كيف بإمكانها أن تستثمر في هذا الاتجاه أو ذاك".
ومن جهته يرى الصحفي بجريدة السفير اللبنانية غسان ريفي أنه وبعد أحداث صيدا باتت السيناريوهات "غير مطمئنة خاصة إذا ما استمر جو التحريض السياسي ضد الجيش والتجاوزات الرسمية أو الحزبية في صيدا، فهناك فتنة نائمة يحاول البعض إيقاظها بشتى الوسائل".
ويؤكد أن لبنان لا يزال حتى الآن ضمن إطار الأمان "لكنه يبدو عرضة لهزات أمنية متلاحقة ستجعله يعيش وكأنه في حرب أهلية بسبب ممارسات جلية في الشارع اللبناني من قبيل المظاهرات وقطع الطرقات والظهور المسلح والاعتداء على المواطنين ومصالحهم".
وبخصوص طرابلس يعتبر ريفي أن المدينة دائما ما تنفعل لكل شيء إسلامي وتتضامن مع كل القضايا والمشايخ في لبنان، لكن لم توجد ولا توجد "حالة أسيرية" داخلها وكل ما حصل هو أن هناك متضامنين مع الشيخ الأسير "هالهم ما جرى في صيدا خصوصا بالنظر للمعلومات التي تم تداولها وتحدثت عن مشاركة أطراف حزبية وسرايا في العملية التي شنت ضده".
انفجار خطير
أما المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في جنوب لبنان بسام حمود فاعتبر أن تداعيات الأزمة السورية والممارسات المذهبية في شتى المجالات بلبنان على مستوى الهيمنة على الدولة ومؤسساتها جعل الاحتقان يصل إلى أعلى مستوياته وينذر بانفجار خطير إذا لم تبادر الدولة أولا ومن تم كل المعنيين إلى تدارك خطورة الموقف ومعالجته بالطريقة الصحيحة.
ويضيف حمود أن ما جرى في صيدا يشكل كارثة لأن له أبعادا عديدة، وتدخل بعض الأطراف الحزبية وتحديدا مليشيا حزب الله -المعروفة بسرايا المقاومة- في المعارك أعطى الحدث أبعادا "جد خطيرة" تؤثر على النسيج الوطني اللبناني.
ويميز حمود في "ظاهرة الأسير" بين الظاهرة كنمط عمل وبين ما كان يرفعه الشيخ الأسير من شعارات ومبادئ، مؤكدا أن ما كان يرفعه الشيخ من مطالب هي محقة وتتعلق بالشعور بالظلم الذي تحس به شريحة كبيرة من اللبنانيين، أما نمطه وأسلوب عمله فقد خالفته الجماعة بالنظر لواقع لبنان وبعده الطائفي والمذهبي الحساس والذي يحتاج بحسبه إلى "حكمة" لا تعني البتة التنازل عن الحقوق المشروعة.