هدوء حذر بالقاهرة قبل موعد 30 يونيو

الهدوء العام هو ما ميز ميدان التحرير وجل مناطق العاصمة القاهرة ساعات قليلة قبل يوم 30 يونيو
undefined

عبد الرزاق مرابط – القاهرة

تسود شوارع القاهرة حالة من الهدوء المشوب بالتوتر والقلق تحسبا ليوم 30 يونيو/حزيران الذي حددته المعارضة المصرية، تقودها حركة تمرد، للخروج في مظاهرات كبيرة في مختلف المدن ضد الرئيس د. محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة بعد سنة من تولي الرئيس السلطة في أول انتخابات ديموقراطية تشهدها البلاد.

وازدادت مشاعر القلق والتوتر بسبب ما صاحب مظاهرات أمس الجمعة من سقوط قتلى وجرحى وإحراق لمقرات حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين في عدد من المحافظات.

هدوء بالتحرير
ونزلت الجزيرة نت إلى وسط القاهرة ودخلت ميدان التحرير, الذي يتوقع معارضو د. مرسي أن يمتلئ عن آخره يوم 30 يونيو/حزيران، واستطلعت آراء الناس وتوقعاتهم لما ستؤول إليه الأمور.

وقد بدا ميدان التحرير هادئا ومفتوحا لحركة المرور ما عدا مجموعة صغيرة من المتظاهرين يطوفون حول الميدان مرددين شعارات منددة بمرسي والإخوان ومتوعدين "بالحسم" يوم 30 يونيو/حزيران.

وفي وسط الميدان، انتشرت العشرات من خيام الاعتصام التي تمثل تيارات سياسية مختلفة, لكنها تلتقي كلها في رفع شعارات مناهضة للرئيس مرسي, وحتى للولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما.

سيد سعد: مرسي لم يستوعب الثورة وأهدافها(الجزيرة)
سيد سعد: مرسي لم يستوعب الثورة وأهدافها(الجزيرة)

معوض، طالب في السنة الرابعة حقوق، كان من أكثر المتظاهرين حماسة في ترديد شعارات معادية للإخوان, وحث بقية المتظاهرين على ترديدها إثره، سألناه بعد أن هدأ وجلس في خيمة اعتصام سماها "متحف الثورة"، عن سر هذا الحماس فأجاب أنه قرر الاعتصام في الميدان لأنه لا يرى لنفسه مستقبلا في ظل هذه الظروف، فهو على حد تعبيره "حي لكنه ميت".

وأكد معوض أنه لا يشعر بالخوف مما سيحصل غدا حتى وإن تطورت الأمور إلى العنف والمواجهة مع الطرف المقابل, وتوقع أن تستمر المظاهرات إلى ما بعد 30 يونيو/حزيران حتى التخلص من "حكم الإخوان" على حد تعبيره.

ويؤيد سيد سعد، المعتصم في خيمة مجاورة، ما قاله معوض، مضيفا أن الرئيس مرسي "لم يستوعب الثورة ولم يحقق أي هدف من أهدافها", وأكد أن ما يقوله مرسي لا يتعدى الوعود متهما إياه بمحاولة "أخونة الدولة تمهيدا للإمبراطورية الإخوانية" على حد تعبيره.

وقال سيد إن مظاهرات الغد ستتجاوز ميدان التحرير لتصل إلى قصر الاتحادية وبقية المدن والقرى المصرية, نافيا أي دور لفلول النظام السابق "لأن كل الشعب المصري يقف ضد الإخوان" وفق تعبيره.

وقد لاحظت الجزيرة نت، خلال جولة أمام مبنى التلفزيون المصري ووزارة الإعلام, وصول تعزيزات هامة من ناقلات الجند أحاطت بالمبنى من عدة جهات, وأبدى عدد من المواطنين استبشارهم بوصول هذه التعزيزات ولوحوا بإشارات الترحيب بالجنود الذين بادلوهم نفس التحية.

تخوف
وفي مقابل نبرة التحدي هذه، أبدى عدد آخر ممن استطلعت آراءهم الجزيرة نت خشيتهم من أن تنفلت الأمور وتخرج عن السيطرة في ظل التهديدات المتبادلة والشحن الإعلامي الكبير, رغم تأييد عدد منهم لمظاهرات الغد.

‪علاء محمد يفضل عودة الجيش‬ (الجزيرة)
‪علاء محمد يفضل عودة الجيش‬ (الجزيرة)

ويرى أحمد فؤاد، وهو عامل بمحل للاتصالات, أن الأمور تظل مفتوحة على جميع الاحتمالات, فمن الممكن أن ينتهي اليوم بهدوء وبدون أعمال عنف، كما يمكن أيضا أن تتطور الأمور إلى الأسوأ, وقد أكد أحمد أنه سيغلق محله غدا وأنه سينزل إلى الميدان "لتقف مصر على رجليها من جديد".

ومن جهته عبر سائق الأجرة، علاء محمد، عن خشيته من تأزم الموقف غدا في ظل ما يلاحظه يوميا من غضب وعداء متبادل بين الفرقاء السياسيين وأنصارهم, وأكد أنه فقد الثقة "كأغلب المصريين" في رجال السياسة، ورحب بعودة الجيش للإمساك بزمام الأمور, "لأنه الوحيد الذي يغلب مصلحة الوطن والشعب عن المصالح السياسية الضيقة" وفق تعبيره.

في المقابل، استبعد صبحي، وهو مؤيد للرئيس مرسي، أن تؤدي مظاهرات الغد إلى أي نتيجة، معتبرا أن مرسي يستمد شرعيته من الشعب ومن صناديق الاقتراع.

واستغرب مطالبة المعارضة بانتخابات رئاسية مبكرة لأن ذلك "يتنافى مع أبسط قواعد الديمقراطية" على حد تعبيره, وطالب المعارضة "باستعراض قوتها" في صناديق الاقتراع عبر التسريع بإجراء انتخابات برلمانية تكون فيها الغلبة للأفضل، وفق قوله.

ويبدو أن لا حديث هذا اليوم إلا عن موعد الغد بين مؤيد ومعارض وبين قلق ومتحد, فحيثما مررت واسترقت السمع، لا تسمع إلا حديثا مشحونا بالعواطف والوعيد والتحذير، والكل يستشهد بما قرأه في صحيفة اليوم أو شاهده في قناة ذلك الفريق أو قناة الفريق الآخر.

المصدر : الجزيرة