وزير سوداني: جوبا لها أطماع عنصرية في السودان
حاوره/ عماد عبد الهادي
كما ربط تدهور العلاقات بين الخرطوم وجوبا بالأجندة الأميركية الإسرائيلية وعدم الثقة بين دولتي السودان. واتهم أميركا وإسرائيل بالوقوف خلف كثير من المشكلات السودانية.
كما تناول الحوار عدة أزمات داخلية يشهدها السودان كأزمة دارفور وعلاقة حزب المؤتمر الوطني الحاكم بأحزاب المعارضة ورؤية الوزير لمستقبل السودان في ظل هذه الأزمات.
في ما يأتي نص الحوار:
الناظر إلى اتهاماتنا سيجدها مبنية على حقائق على الأرض. بجانب ذلك فإننا نشك في سلوك هذه الدولة ورغباتها، فهي ما تزال تحتفظ باسمها الحركة الشعبية لتحرير السودان دون أي تغيير، وكذلك اسم الجيش الشعبي لتحرير السودان. فأي سودان تريد أن تحرره بعد الانفصال.
نعم، هذا هو تفسيرنا لمواقف الحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب. فهم يريدون وحدة قادمة بشكل معين. أي بمعنى آخر يريدون سودانا جديدا يجرد من الثقافة العربية. ويعتبرون أن العرب مجموعة أقلية وبالتالي لا بد من سيطرة المجموعات الأفريقية، وهو هدف من الأهداف الحقيقية بالإضافة إلى وجود جهات تقف وراء هذه الأجندة وتحركها تجاه تجزئة السودان كخطوة ثانية بعد انفصال الجنوب.
لكنكم في ذات الوقت تمولون وتدعمون وتسلحون المتمردين الجنوبيين؟
لم نقل يوما إننا نمول المتمردين الجنوبيين، بل قلنا إننا مستعدون لأي شكل من أشكال التعاون وآليات المراقبة والتحقيق في تلك الاتهامات.
البشير أراد أن يقول إن بإمكان السودان تسليح المتمردين الجنوبيين.. لكن أقول لك إننا لم نتح للمعارضة الجنوبية الخروج للإعلام وممارسة أي حراك علني. وبالتالي فإن هناك من يحرك هذه العلاقة المتوترة أصلا إلى الأسوأ وعلى رأسها أميركا وإسرائيل.
معنى ذلك أن الحل بينكم وجوبا ما يزال بعيد المنال؟
لكن مع ذلك أقول إن اختصار الأمر بين المؤتمر الوطني والمتمردين فقط لن يحل المشكلة السودانية.
فنحن قلنا إن لنا مرجعيات محددة للتفاوض مع قطاع الشمال، وبغيرها لن نتفاوض معه.
ألا تعتقد أن المطالب الأميركية تتحرك مع أخطاء السودان؟
ثانيا انتظروا أن يؤدي تمرد جنوب كردفان والنيل الأزرق إلى إسقاط النظام خاصة مع وجود متعاونين في الداخل.
ثالثا ورابعا انتقلوا لضرب موارده الرئيسية بالاعتداء على هجليج، وقبله أوقفوا بترول الجنوب ومنعوه من العبور عبر الشمال حتى لا يستفيد السودان.
خامسا وبعد توقيع المصفوفة كان إسقاط النظام في الخرطوم يمثل الأولوية لهذا المجتمع، لذلك تم الاعتداء على أبو كرشولا وأم روابة.
ننتقل بكم إلى الأزمات الداخلية، والتي يرى البعض أنكم تساهمون بشكل كبير في تأجيجها بتحديكم كحكومة للمعارضة وللمتمردين كذلك، وكأن السودان ملك خاص للمؤتمر الوطني ومن معه؟
إن تحدي المؤتمر الوطني للآخرين سلاح ذو حدين. ففي هذه الظروف مطلوب منه التعبئة والتجهيز وفق خطاب سياسي لا يتعدى هذا المعنى، وبالتالي فهو مجبر على ذلك. كما أنني أعترف بوجود غلظة وشدة غير مرغوبة أحيانا. وإن وضع المسألة في إطار ضيق بأن تحتكر الحق فهذا هو الخطأ لأن الحقيقة لا تحتكر كما أن الإدانة المسبقة للآخرين تمثل عين الخطأ.
فقد يأتي اليوم الذي تجلس فيه مع من نعته بالصفات غير الكريمة في طاولة واحدة، ويصبح جزءا منك. ومن هذه الزاوية يجب أن نراجع أنفسنا.
نعم، هناك رغبة للمعارضة تنادي باستئصال الحكومة في ظل إقصاء كلي تقوم به الحكومة، لكننا ننظر إلى إمكانية العمل وفق طريق ثالث يتجاوز حالتي الإقصاء والاستئصال.
ونقول إن هناك عاملا خارجيا يسعى لانهيار السودان ويمهد ويسوق له باعتباره واقعا، حتى يصبح الأمر قناعة ثم استسلاما. وهدف داخلي يعمل لأجل التراضي الوطني والوفاق بما يستوجب أن تكون المساعي نحو هذا الهدف أكثر جدية، لكن بشرط أن يرخي الحاكم القبضة وألا يتعامل مع السلطة باعتبارها مكسبا لن يفرط فيه كنوع من "الكنكشة" غير المطلوبة.
أما المعارض الذي لا تعجبه الحكومة ويريد نسف الكل فهو يساعد على أهداف العامل الخارجي.
لم يكن للحكومة يد في تشظي حركات دارفور بل سببها طمع بعض قادتها وتغير أهدافهم، لكن إذا جنحت مجموعة منشقة عن أي حركة للسلم فلن نرفضها مع علمنا أن هذا ليس هو الحل الكامل للقضية ولن يأتي بالسلام.
تتحدثون دوما عن ضعف التعاطي العربي مع القضايا السودانية؟
نعم نحن نرى أن التعاطي العربي مع القضايا السودانية ضعيف جدا بل يكاد يكون سالبا في العديد من المواقف، فمثلا في صراعنا مع الحركة الشعبية كان الدور العربي والمصري تحديدا مفقودا، بل من الداعمين للمتمردين.
ونقول إن تعامل العرب مع قضايا السودان بالشكل القائم الآن سيجعلهم يندمون ويقولون "ذبحنا يوم ذبح الثور الأسود".
لماذا تحاولون التبرؤ من الفشل في كسب الآخرين خارجيا وداخليا؟
نحن محاصرون ومقاطعون وممنوعون، وهناك آلة إعلامية ضخمة تتحرك ضدنا.
أنا أتحدث عن ضعف دبلوماسيتكم؟
نحن نتحرك وسط الأفارقة بنجاح شديد، وفي بعض الدول الأخرى التي تساند مواقفنا وتدعمنا، ومنها من يحاول مساعدة الشعب السوداني في تجاوز مشكلاته كدولة قطر مثلا.