الانتقال في قطر بعيون تونسيين

لمحة عن حياة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني
undefined

خميس بن بريك-تونس

رحبت أطراف عديدة في تونس بتسليم السلطة في قطر من الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى ولي عهده الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, في خطوة اعتبرت إيجابية بالنظر إلى تشبث بعض الرؤساء العرب بالسلطة رغم أن الثورات العربية أطاحت ببعضهم.

في هذا السياق, يقول رياض الشعيبي عضو مجلس الشورى بحركة النهضة الحاكمة للجزيرة نت إن التغيير الحاصل في قطر شأن سيادي داخلي خاص، لكنه أعرب عن احترام حزبه للقرارات والخيارات التي أدت إلى الانتقال السلس للسلطة.

ويرى أن تسليم السلطة إلى جيل جديد في قطر لن يغير في تموضعها السياسي ودورها البارز في الدبلوماسية الدولية وفي علاقتها بالثورات العربية، قائلا "نعتقد أن الأمير الجديد سيكون وفيا لسياسات قطر الإيجابية في علاقة بالربيع العربي".

ويقول الشعيبي إن قطر أرسلت "رسالة ايجابية" إلى الشعوب العربية بقصد تكريس مبدأ التداول السلمي على السلطة حتى ولو كان ذلك في إطار العائلة الحاكمة باعتبار أن ذلك راجع إلى النظام السياسي في دولة قطر، وفق تعبيره.

 يعتبر المحامي أنور أولاد علي أن انتقال السلطة بسلاسة في قطر بادرة خير، معربا عن أمله في أن يواصل الأمير الجديد النجاحات التي حققتها قطر منذ عقود على المستوى الوطني والعالمي

تشبيب الحكام
وأشار إلى أن مبادرة تسليم السلطة في قطر تندرج في إطار إرساء ثقافة تشبيب الحكام والتداول السلمي على السلطة التي نادت بها الشعوب العربية خلال ثوراتها التي أطاحت برؤساء معمرين أولهم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.

من جهته يرى المحلل السياسي نور الدين النيفر أن انتقال السلطة في قطر كان أحد انعكاسات التغييرات التي تشهدها المنطقة العربية، مشيرا إلى أن قرار تسليم السلطة يأتي في إطار "تشبيب القيادات السياسية ومواكبة المتغيرات الحاصلة".

ويقول النيفر للجزيرة نت إن الأنظمة العربية قادها رؤساء وملوك بلغوا مرحلة متقدمة من السن "إلى درجة أنهم أصبحوا غير قادرين على مجاراة التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية". واعتبر أن تسليم الحكم لجيل جديد في قطر سيحدث قفزة ايجابية لها.

وتوقع أن يتلو هذا الحدث البارز موجة أخرى من تشبيب القيادات السياسية في العالم العربي مثل الجزائر ومصر وسوريا، مؤكدا أن هناك "شجاعة حقيقية" لتسليم السلطة بطريقة سلسة في قطر، وفق قوله.

ولا يرى د. نور الدين النيفر، وهو جامعي وخبير بالمجال السياسي والأمني، أن وراء تسليم السلطة في قطر أي ضغط أميركي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "تقوم فقط بتنسيق مصالحها مع جميع الحكام".

من جانب آخر، يقول الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد زياد الأخضر للجزيرة نت إن تسليم السلطة في قطر ناتج عن تفاهمات داخل العائلة الحاكمة، مشيرا إلى أن خبر تسليم السلطة تداولته منذ مدة وسائل الإعلام.

ويقول إن حزبه لا يتوقع أن تتغير القرارات السياسية في قطر بعد هذا التحول، موجها انتقادات لسياسة قطر تجاه بلدان الربيع العربي بدعوى أنها "منخرطة في مشروع ليس في مصلحة الثورات" وفق تعبيره.

من جهة أخرى يعتبر المحامي أنور أولاد علي أن انتقال السلطة بسلاسة في قطر "بادرة خير" معربا عن أمله في أن يواصل الأمير الجديد النجاحات التي حققتها قطر منذ عقود على المستوى الوطني والعالمي.

المصدر : الجزيرة