دفع الثمن
دفع الثمن أو جباية الثمن هي حركة تضم مجموعات من المستوطنين اليهود "المتشددين" غالبيتهم من صغار السن ينفذون اعتداءات على ممتلكات الفلسطينيين وعرب 48، وتتعمد ترك توقيعات وشعارات عنصرية في الأماكن التي تتبنى فيها عملياتها.
وظهرت هذه الجماعة خلال عام 2011 الذي تكررت خلاله عمليات الاعتداء على المساجد خاصة في مدينة القدس المحتلة، وكذلك محاولة إحراق كنائس وكتابة شعارات مسيئة في مقابر إسلامية ومسيحية وتكسير شواهد قبور.
ومن التقارير التي تُنشر عن هذه الجماعة، أنها تنظيم سرّي له قيادة مركزية سرية تقوده وتوجه نشاطاته وعملياته وتحدد أهدافه بدقة، ويشترك ناشطو التنظيم وأنصاره وجمهوره في اعتناق فكر "عنصري" يستند إلى الكراهية الشّديدة للعرب الفلسطينيين، ويدعو إلى قتلهم أو إبادتهم أو طردهم من المناطق الفلسطينية المحتلة من ناحية، وإلى زيادة تعزيز الاستيطان اليهودي بالضفّة الغريبة المحتلة والإسراع في تهويدها وضمها إلى إسرائيل، من ناحيةٍ أخرى.
ووفق السلطات الإسرائيلية فإن هذه الجماعة تنفذ هذه الاعتداءات ضمن "جرائم الكراهية" ونفذت نحو 167 جريمة منذ بداية 2013 وحتى نهاية أبريل/ نيسان من العام نفسه.
وتتكرر اعتداءات المستوطنين بشكل يومي على ممتلكات الفلسطينيين تحت شعار "دفع الثمن" في الضفة حيث يقومون بإشعال الحرائق في سيارات الفلسطينيين وحقولهم وبساتينهم، لاسيما بساتين الزيتون التي يقتلعون أشجارها أيضا.
وامتدت أعمال "دفع الثمن" إلى القدس المحتلة والقرى والمدن العربية داخل إسرائيل، وتتنوع هذه الاعتداءات بين تخريب وإحراق سيارات وأماكن عبادة وتدنيس مقابر.
ويعتبر متخصصون بالشأن الإسرائيلي أن توحيد شعار اعتداءات المستوطنين يعكس مزيدا من التطرف بالمشروع السياسي الإسرائيلي، وأن مصطلح "دفع الثمن" استعمل بداية بمناطق الضفة، وجاء وصفا لاعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم عندما تقوم المؤسسة العسكرية الإسرائيلية بإخلاء جزئي لبعض المستوطنات التي تعتبرها غير قانونية، أو ردا على العمليات الفلسطينية المسلحة.
ورغم أن وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش وجهاز الأمن العام (شاباك) أوصوا بالتعامل مع منفذي اعتداءات "دفع الثمن" على أنهم "تنظيم إرهابي" فإن المجلس الوزاري المصغر برئاسة بنيامين نتنياهو تحفظ على ذلك، وقرر الإعلان عنهم فقط "كتنظيم غير مسموح به".
وطبقا لدراسة بعنوان "تنظيم جباية الثمن.. وجباية الثمن من الفلسطينيين" صادرة عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عام 2012 فإن هذا التنظيم عبارة عن مجموعات من المستوطنين التي ظهرت بالمناطق المحتلة من الضفة وحاولت الحفاظ على المستوطنات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية، وتعتبر رأس الحربة في زيادة التوسعات الاستيطانية وتهويد الأراضي الفلسطينية ونزع الصبغة العربية والفلسطينية عنها في كل المناطق المحتلة.
وتحظى هذه المجموعات -وفق الدراسة- بدعم واسع من المستوطنين اليهود، بالإضافة إلى تأييد كبير من بعض الأحزاب الإسرائيلية والحاخامات.