الشتات الفلسطيني.. مستقبل يزداد غموضا وسوءا

المستقبل المجهول يقلق اللاجئين الفلسطينيين
undefined

عوض الرجوب-رام الله

في الوقت الذي تشير فيه معطيات المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تزايد أعداد اللاجئين في العالم، فإنها تؤكد تزايد معاناة اللاجئين الفلسطينيين خاصة في سوريا، مشيرة إلى تحول نصف مخيماتهم إلى ساحات حرب.

وفي باقي مناطق وجود اللاجئين الفلسطينيين تزداد المعاناة وإن كانت أقل حدة، لكن المعاناة الحقيقية بالنسبة لغالبيتهم هي المستقبل المجهول وما يحاك لحق العودة من مخططات أقلها العودة لأراضي الدولة الفلسطينية فضلا عن استمرار الملاحقة والتهجير في المنافي.

وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) إن قرابة خمسة ملايين لاجئ مسجلون لديها بكل من الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي تصريح سابق هذا الأسبوع، قال مفوض عام أونروا، فيليبو غراندي، إن سبعة مخيمات من أصل 12 بسوريا أصبحت "ساحات حرب وليس بمقدور أونروا في غالب الأوقات الوصول إليها" مشيرا إلى أن عمليات القتل والاختطاف والفقر والتدمير والخوف "أصبحت جزءا من الحياة اليومية هناك". 

‪سليمان الهذالين.. لاجئ يقارع المستوطنين‬ (الجزيرة)
‪سليمان الهذالين.. لاجئ يقارع المستوطنين‬ (الجزيرة)
مأساة مستمرة
على صعيد المعاناة اليومية بالضفة، أطلقت محكمة عسكرية إسرائيلية الأربعاء سراح البدوي الفلسطيني المسنّ سليمان يامين الهذالين، الذي اعتقلته شرطة الاحتلال الأحد الماضي بوشاية من أحد مستوطني مستوطنة كرمئيل المقامة على أراض ورثها عن والده.
 
ووالد سليمان واحد من مجموعة لاجئين بدو غادروا بلدتهم الأصلية "عراد" بالنقب واستقر بهم الحال شرق بلدة يطّا، أقصى جنوب شرق الضفة الغربية، حيث اشتروا مساحات من الأراضي وأقاموا بها مساكنهم البدائية.

ومع احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967، طارد الاحتلال العائلات البدوية وصادر قرابة مائة دونم من الأراضي التي اشتراها والد سليمان، واليوم لا يستطيع الابن إقامة خيمة أو بئر أو حظيرة لأغنامه، بينما المستوطنون يبنون دون توقف بمستوطنتهم التي أقاموها على الأرض.

وفي ظل واقع بئيس وغير آمن، يصر سليمان وعدة عائلات أخرى على البقاء ملاصقين للمستوطنة الدخيلة بأقل المقومات، بينما يؤكد شقيقه إبراهيم أن المستقبل يزداد سوءا وغموضا، ولا بوادر لعودة قريبة أو وقف الملاحقات الأمنية لهم.

عملية سلمية لإنهاء قضيتهم
ومن جهته، يشير الناطق باسم اللاجئين في الضفة الغربية عماد أبو سنبل، إلى أن اللاجئين يعيشون ظروفا حياتية صعبة جراء عدم التوصل إلى حلول عبر العملية السلمية، لإنهاء قضيتهم التي مر عليها 65 عاما.

وأضاف أن اللاجئين في مخيمات الضفة وغزة والشتات يشتكون من تقليص وكالة الغوث مجمل الخدمات المقدمة لهم، وخاصة تلك المقدمة للفئة الأكثر فقرا، مشيرا إلى برامج جديدة شرعت الوكالة في تنفيذها وتهدف إلى مراجعة أفراد هذه الفئة.

وقال في حديثه للجزيرة نت إن برنامج تدقيق واختيار الفئة الأكثر فقرا يطبق بشكل مجحف، حيث أخرج عشر عائلات من أصل ثلاثين فقط كانت تستفيد من هذا البرنامج بمخيم عقبة جبر بمدينة أريحا.

وطالب أبو سنبل إدارة الوكالة بوقف هذا البرنامج، والعمل على تنفيذ ما أنشئت من أجله وهو إغاثة وتشغيل اللاجئين في مختلف أماكنهم.

‪حنون: يوم اللاجئ جرس يذنر بالتطهير العرقي ضد الفلسطينين‬ (الجزيرة)
‪حنون: يوم اللاجئ جرس يذنر بالتطهير العرقي ضد الفلسطينين‬ (الجزيرة)

مخططات التطهير
إلى ذلك يؤكد مدير دائرة اللاجئين بمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد حنون استمرار المخططات الإسرائيلية "لإنهاء الوجود الفلسطيني على الأرض المحتلة" مشيرا إلى دور الحكومة الإسرائيلية الحالية "باعتبارها حكومة مستوطنين متطرفة تقود إسرائيل اليوم".

وشدد بحديثه للجزيرة نت على أن يوم اللاجئ العالمي ينبغي أن يكون جرس إنذار للعالم لخطورة الممارسات التي تنفذها إسرائيل على أساس التطهير العرقي والعنصري ضد الشعب الفلسطيني.

ورغم تشديده على تمسك اللاجئين بحق عودة لوطنهم "باعتباره المكان الأكثر أمنا لهم" فإنه يشير لجملة إِشكاليات يواجهها اللاجئون تتعلق بالأوضاع المعيشية والتنكر الإسرائيلي لحقوقهم، واستمرار محاولات استهداف هذا الحق من قبل مؤسسات وهيئات غربية ومحاولة إعادة تعريف اللاجئ.

المصدر : الجزيرة