كيف ينظر الفرقاء باليمن لحوارهم الوطني؟

مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة كافة الفرقاء اليمنيين وخصوم الأمس
undefined

عبده عايش-صنعاء

يستأنف مؤتمر الحوار الوطني في اليمن أعماله غدا السبت باستعراض ومناقشة القرارات والتوصيات التي توصلت إليها فرق العمل المنبثقة عنه، وسيعقب ذلك إجراء تصويت إلكتروني على القرارات المتوافق عليها لاعتمادها بصورة نهائية كنتائج لمؤتمر الحوار، وستـُضمن في الدستور الجديد للبلاد.

وكان مؤتمر الحوار شكل تسع فرق عمل خاصة هي: بناء الدولة، والحكم الرشيد، والتنمية المستدامة، والعدالة الانتقالية، والحقوق والحريات، والجيش والأمن، واستقلالية الهيئات والقضايا الاجتماعية، والقضية الجنوبية، وقضية صعدة.

وقام أعضاء فرق الحوار خلال الشهرين الماضيين بالنزول الميداني إلى أغلب محافظات اليمن، وعقدوا 186 جلسة استماع شملت 11 ألف مواطن، كما قاموا بزيارات ميدانية لأجهزة أمنية وعسكرية وسجون مركزية، وجهات ومرافق حكومية، وكتبوا تقارير عنها وقدموا توصيات وقرارات بشأنها.

ويبدو الحوار اليمني أمام استحقاقات سياسية كبيرة، ويواجه تحديات جمة بسبب تناقض مواقف المتحاورين، وتزايد العنف المسلح وضبط شحنات سلاح مهربة، وتفاقم أعمال التخريب، خاصة للكهرباء وأنابيب النفط والغاز، فكيف ينظر أطراف المؤتمر إلى سير أعماله حتى الآن؟

الرعيني: أهم إنجاز للمؤتمر جمعه لأطراف الصراع في اليمن على طاولة واحدة (الجزيرة)
الرعيني: أهم إنجاز للمؤتمر جمعه لأطراف الصراع في اليمن على طاولة واحدة (الجزيرة)

حوار جامع
يرى ياسر الرعيني نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار -في حديث للجزيرة نت- أن أهم إنجاز حققه الحوار الوطني هو تمكنه من جمع فرقاء الصراع في اليمن تحت سقف واحد وعلى طاولة واحدة، بينما كان السلاح والعنف هما اللغة السائدة فيما بينهم.

ويشير إلى أن مؤتمر الحوار أتاح لجميع الأحزاب والجماعات التعبير عن آرائهم ومواقفهم بحرية وشفافية، حول كل القضايا الشائكة وبدون قيد أو شرط، ونقلت ذلك وسائل الإعلام الرسمية بالصوت والصورة.

وأضاف الرعيني أن من أهم ما يميز مؤتمر الحوار أن كافة الأطراف اليمنية -بمختلف ألوانها وتناقضاتها الفكرية والسياسية- التقت في مكان واحد، وقبلت الحوار لحل مشاكل البلد وصنع مستقبله، معتمدة آلية التوافق في اتخاذ القرارات والتوصيات.

وقال إن مؤتمر الحوار الوطني هو نتيجة وثمرة للثورة السلمية التي أطاحت بحكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما يشارك شباب الثورة بفعالية في الحوار، باعتباره أحد أدوات التغيير الشامل في البلد، ولتحقيق أهدافه في بناء دولة مدنية قوية.

البخيتي: الحوار لم يحقق أي شيء ملموس حتى الآن (الجزيرة)
البخيتي: الحوار لم يحقق أي شيء ملموس حتى الآن (الجزيرة)

إنجاز ذو حدين
ويتفق علي البخيتي المتحدث باسم جماعة الحوثيين المشاركين في مؤتمر الحوار مع القول بأن اجتماع اليمنيين على طاولة الحوار يعد إنجازا في حد ذاته، لكنه رأى أنه "إنجاز ذو حدين، فإن تكللت أعمال المؤتمر بالنجاح الموضوعي فسيضاف ذلك للنجاح الشكلي، وإن فشل المؤتمر أو تم إفشاله بسبب عدم تمكن السلطة من القيام بواجباتها تجاهه فإنه يعد عبئا معنويا جديد على أي حوار قادم".

وقال البخيتي -في حديث للجزيرة نت- إن "الحوار لم يحقق أي شيء ملموس حتى الآن، ولم يخفف الاحتقان، بل إن التوتر والصراع انتقل من صراع بعض الأطراف السياسية مع السلطة إلى صراع بين تلك الأطراف نفسها".

وأكد أن "المخاوف من عودة الصراع موجودة سواء في الجنوب أو في صعدة، مع العلم بأنها لن تكون في الجغرافيا القديمة للصراعات والحروب فقط، وإنما ستنتقل إلى أماكن جديدة تأثيرها أكبر على صنع القرار". 

‪‬ وقفة احتجاجية لأنصار الحراك الجنوبي للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية(الجزيرة)
‪‬ وقفة احتجاجية لأنصار الحراك الجنوبي للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية(الجزيرة)

القضية الجنوبية
وتبقى القضية الجنوبية أهم وأخطر الملفات الشائكة التي يقف أمامها مؤتمر الحوار الوطني، ويعتقد ناصر الطويل -القيادي في الحراك الجنوبي والعميد المتقاعد، ونائب رئيس فريق بناء الجيش والأمن في مؤتمر الحوار- أنه في ضوء معالجة القضية الجنوبية سيجري تحديد شكل الدولة والنظام السياسي وصياغة الدستور.

وقال الطويل -في حديث للجزيرة نت- إن فريق بناء الجيش والأمن قدم 17 توصية وقرارا، أكدت معالجة أوضاع المبعدين قسريا من الجيش والأمن والأجهزة الاستخباراتية، وطالبت بوضع مواد دستورية وقانونية تضمن بناء جيش وطني ومهني.

وأضاف أن الحراك الجنوبي يرى ضرورة أن يشكل الجيش في قوامه البشري بالمناصفة بين الجنوب والشمال، وأن تعاد وحدات الجيش الجنوبي -التي أقصيت عقب حرب عام 1994- إلى معسكراتها.

كما طالب الطويل القوى السياسية والسلطة بأن تبعث برسائل طمأنة إلى الشعب في الجنوب باتخاذ خطوات عملية، وإعادة المبعدين قسريا من العسكريين والمدنيين إلى وظائفهم، وتنفيذ ما تحدث عنه الرئيس عبد ربه منصور هادي من قرب إعادة 75 ألف عسكري ومدني من الجنوب إلى وظائفهم.

المصدر : الجزيرة