علماء الإسلام يصعّدون ضد النظام السوري

د. يوسف القرضاوي في مؤتمر موقف علماء الأمة من سوريا
undefined

أنس زكي-القاهرة

رسائل شديدة اللهجة ومتعددة وجهها مؤتمر "موقف علماء الأمة من القضية السورية" الذي انعقد الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة لفيف من العلماء والدعاة، وطالت في معظمها النظام السوري كما امتدت إلى حلفائه في إيران وحزب الله اللبناني وروسيا، وأدانت ما اعتبرته زجاً للطائفية في هذا الصراع.

وجاءت أبرز الرسائل متضمنة في البيان الختامي الذي أكد وجوب الجهاد من أجل نصرة الشعب السوري بالنفس والمال والسلاح من أجل إنقاذه مما سماه نظامه الطائفي، فضلا عن وصف ما يجري في أرض الشام بأنه "حرب على الإسلام والمسلمين يشنها النظام الإيراني وحزب الله وحلفاؤهم الطائفيون"، مطالبا في هذا الشأن بمقاطعة البضائع والشركات والمصالح الإيرانية.

وكان لافتا أن تتضمن كلمة رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين العلامة الشيخ يوسف القرضاوي تأكيدا على أن الحرب في سوريا حرب ضد الإسلام، مطالبا الشعوب الإسلامية بأن تهب لحماية إخوانها في سوريا وأن تكون مستعدة للتضحية والجهاد.

وبدا التركيز على الجانب الطائفي واضحا في كلمة القرضاوي الذي اعتبر ما يحدث في سوريا نوعا من "الإبادة" لأهل السنة، وقال إن "حزب الشيطان" (في إشارة إلى حزب الله اللبناني) دخل إلى القصير ليقتل أهل السنة ويعلن طائفيته، مؤكداً أن على الشعوب العربية والإسلامية ألا تصمت على ذلك.

الوجه الحقيقي
وجدد القرضاوي التأكيد على دعمه للثورات العربية من أجل "إسقاط الطغاة"، وقال إن بشار الأسد سيسقط "وسنصلي في المسجد الأموي قريبا بإذن الله"، مشيراً إلى أن كثيراً من جنود الجيش السوري استجابوا لدعوته وتركوا جيش بشار وانضموا إلى الجيش الحر الذي يجاهد ضد النظام.

جانب من العلماء الذين شاركوا في المؤتمر ومن بينهم د. محمد العريفي (الجزيرة)
جانب من العلماء الذين شاركوا في المؤتمر ومن بينهم د. محمد العريفي (الجزيرة)

وبدوره، اعتبر الداعية السعودي الدكتور محمد العريفي أن إيران وحزب الله باتا طرفا في الحرب إلى جانب النظام السوري، مؤكدا أن "التطورات الأخيرة في سوريا كشفت الوجه الحقيقي لحزب الله وأكدت أن الشيعة ينظرون إلى أهل السنة على أنهم كفار يجب قتلهم"، وهو ما يؤكد أن من هاجموا حزب الله في السابق كانوا على حق ولم يكونوا طائفيين مثلما اعتقد البعض، على حد تعبيره.

وانتقد العريفي موقف الدول العربية من القضية السورية واتهمها بالتخاذل عن نصرة الشعب السوري، ودعاها إلى عدم منع الشعوب من مساعدة أهل سوريا وخدمة مجاهديها.

قتال واجب
أما الداعية المصري الدكتور صفوت حجازي فذهب مباشرة إلى اعتبار أن القتال إلى جانب الشعب السوري واجب وفرض، ودعا إلى تشكيل ألوية مقاتلة باسم علماء أهل السنة للجهاد هناك، والرد على ما قام به الشيعة في لبنان وغيرها من تسيير مقاتلين إلى سوريا لمساندة النظام هناك.

وكشف حجازي أن رابطة علماء أهل السنة ترسل السلاح إلى المجاهدين في سوريا منذ نحو عام، داعياً الحكام العرب إلى تسليح الثوار السوريين وقطع علاقتهم بنظام الأسد بشكل كامل.

ومن جانبه، اعتبر الداعية والسياسي المصري حازم صلاح أبو إسماعيل أن الموقف في سوريا لم يعد يحتمل المؤتمرات والبيانات، ولكنه يتطلب وقفة حاسمة من الدول العربية والإسلامية بعدما أصبحت الحرب "ضد الإسلام".

الوضع في سوريا لم يعد يحتمل المؤتمرات والبيانات، ولكنه يتطلب وقفة حاسمة من الدول العربية والإسلامية بعدما أصبحت الحرب ضد الإسلام

لهجة طبيعية
وكان البعد الطائفي حاضرا كذلك في كلمة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشيخ الدكتور حسن الشافعي حيث أكد أن سوريا ستعود سنية، وانتقد تدخل قوات حزب الله الشيعي لإسالة الدماء في مدينة القصير، كما استنكر موقف القوى الكبرى التي تصمت على دماء الشعب السوري.

ومع تعدد الرسائل وحدة لهجتها، فإن المحلل والكاتب الإسلامي جمال سلطان يراها طبيعية ويؤكد للجزيرة نت أنها تمثل تطورا منطقيا في مواجهة المساعي الإيرانية لتحويل المنطقة إلى حالة من الاستقطاب الطائفي والديني بعدما توغلوا في سوريا، بل ومولوا مليشيات قادمة من حزب الله اللبناني ومن العراق وحتى من باكستان وأفغانستان لمساندة النظام السوري.

وأضاف سلطان أن كل هذه التطورات أعطت رسالة بأن إيران تعلن حرباً طائفية على الشعب السوري، مستفيدة من صمت دولي يصل إلى درجة التآمر على ثورة الشعب السوري، ولذلك كان من الطبيعي أن يجد علماء المسلمين أنفسهم أمام مسؤولية أخلاقية وشرعية "للدفاع عن حقوق هذا الشعب المستضعف والمستباح ودعم ثورته من أجل الحرية والكرامة بكل صور الدعم الممكنة".

المصدر : الجزيرة