البحر متنفس ومكان للرزق بغزة

البحر بالنسبة للغزيين الوجهة الأولى للتنفيس عن همومهم ومعاناتهم
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

بات البحر الوجهة الأولى للمواطنين في قطاع غزة للترفيه عن أنفسهم في ظل الأزمات المتلاحقة التي يعيشونها، لكنه -أي البحر- بالنسبة لآخرين ليس إلا مكانا لتأمين قوت أطفالهم أو مساعدة أسرهم على العيش الكريم.

يصفه أهل غزة بهبة الله الكبرى لهم، فلا تجد مكانا في فصل الصيف على البحر إلا وبه عائلات بأكملها جاءت هربا من حرارة الصيف وانقطاع الكهرباء عن بيوتهم وليلقوا إليه بهمومهم.

ورغم انتشار عدد من المنتجعات السياحية والأماكن الراقية للترفيه بالقطاع في العامين الأخيرين، ظل البحر الوجهة الأولى للفقراء وللطبقة الوسطى، وهما الطبقتان الأكثر نسبة في القطاع الساحلي الذي يقطنه نحو 1.7 مليون فلسطيني.

عائلة من غزة تصطاف على البحر (الجزيرة نت)
عائلة من غزة تصطاف على البحر (الجزيرة نت)

ويقول سامر أبو شرخ (43 عاما) أحد المصطافين على البحر إنه اصطحب أطفاله وزوجته وأمه في هذه الرحلة، مشيرا إلى أن البحر هو المكان المفضل لمعظم الفلسطينيين الذين يجدون فيه الراحة النفسية ويلقون إليه بهمومهم.

روح الفلسطينيين
وأضاف أبو شرخ للجزيرة نت أن البحر هو روح الفلسطينيين المحرومين من كل شيء، مشيرا إلى أن تكلفة الرحلة العائلية على شاطئ بحر غزة أقل من ربع التكلفة المفروض دفعها في المنتجعات السياحية الراقية.

وأشار إلى أن البحر في موسم الصيف دائما يكون ممتلئا بالمواطنين الهاربين من حرارة الصيف، خاصة في ظل استمرار أزمة انقطاع الكهرباء عن المنازل.

لكن الطفل محمد عقل بائع العنبر -وهو فاكهة التفاح مغطاة بطبقة من الحلوى تصنع في المنازل الغزية- فهو لا يأتي للبحر للترفيه عن النفس، بل لمساعدة والده في تأمين مصروف العائلة.

وأوضح محمد للجزيرة نت أنه فور انتهائه من تقديم الامتحانات المدرسية بدأ العمل في بيع العنبر عله يخفف عن كاهل والده الموظف البسيط بعض متطلبات إخوانه، خاصة أن موسم الإجازة يأتي معه موسم شهر رمضان وبعدها المدارس.

ويقول محمد إنه بعد أن يبيع الحلوى باكرا يخفف عن نفسه بالسباحة في البحر قبل العودة للمنزل، ولا يرى في ما يقوم به عيبا أو خطأ، فالخطأ كما يقول ألا يجدوا ما يسد طلباتهم.

محمد يبيع العنبر لمساعدة والده في مصروف العائلة (الجزيرة نت)
محمد يبيع العنبر لمساعدة والده في مصروف العائلة (الجزيرة نت)

الأقل كلفة
من ناحيته، قال صاحب استراحة الأنس على شاطئ بحر جباليا حسين أبو القمصان إن البحر هو المتنفس الأول والأقل تكلفة في القطاع، لذلك يستغل المواطنون موسم الصيف ويكثرون من الاصطياف عليه.

وأوضح أبو القمصان للجزيرة نت أن المواطن الفلسطيني في غزة يعاني دائما من انقطاع الكهرباء ومن الظروف المادية والبطالة المرتفعة، لذلك أضحى الاصطياف على البحر المكان المفضل لهم لانخفاض الأسعار فيه بشكل أساسي.

وأشار أبو القمصان إلى أن البحر كذلك فرصة لبعض الشباب والأطفال لمساعدة عوائلهم في ظل الظروف المادية الصعبة، لكنه قال إن البحر هذا الموسم سيكون أقل كثافة من العام الماضي لتداخل عدة مواسم دراسية وإيمانية معه.

المصدر : الجزيرة