في حلب.. متدربون بالنهار ومرابطون بالليل

تدريبات على عملية اقتحام
undefined

حسام حمدان–حلب

"معسكر مجاهدي حلب" واحد من المعسكرات التدريبية في حلب التي تغذي جبهات القتال بالمقاتلين السوريين، بعد أن يتلقوا قسطا من التدريبات القتالية والبدنية والجرعات الدينية.

الشباب الذين التقيناهم يتقدون حماسا وفتوة، يقولون "نحن هنا في مصنع الرجال نتدرب بالنهار ونرابط ونؤازر إخواننا على الجبهات في الليل, فنحن مشاريع شهادة، وكلنا أمل في نصر الله وإن طالت المعركة".

المكان تعوزه الاحتياجات الكثيرة سواء للتدريب العسكري أو البدني، لكنهم بإمكانياتهم البسيطة يتغلبون عليها، وبعزيمتهم القوية يقهرون كل عدو, تسودهم روح الأخوة والجندية, يتعاونون فيما بينهم, يستقبلونك بالتحية ويودعونك بالدعاء بالسلامة والشكر لكل من نقل الحقيقة إلى العالم دون تزييف أو تحريف أو تلوين.

دورات عسكرية
أبو الليل قائد "معسكر مجاهدي حلب" -والذي يقوم على الإشراف وتدريب المتطوعين- قال إن هؤلاء الشباب رأوا بأعينهم الظلم والانتهاكات بحق الشعب السوري والحرب الظالمة "فنذروا أنفسهم للجهاد في سبيل الله" والدفاع عن الوطن وتقدموا للتدريب كمتطوعين، ونحن نقوم بتجهيزهم للمعارك.

وأوضح أن غالبية الملتحقين بالدورة الحالية متطوعون، بعضهم جاء بمفرده وبعض آخر جاء أهله معه وسلموه للمعسكر، فيما جاء البعض من الجبهات، حيث تقوم بعض الألوية بإرسال المتدربين لهذا المعسكر لإعدادهم وصقل مهاراتهم القتالية.

وقال إن المعسكر به مدربون ومدرسون متخصصون في كل المجالات العسكرية، والرياضية والشرعية، والكل يعمل بشكل تطوعي، ومن أجل إسقاط النظام وإزاحة الظلم.

وأضاف أبو الليل أن الدورة تستوعب نحو خمسين مقاتلا، يؤمن لهم المأكل والمشرب، ويقوم المعسكر بإعدادهم عسكريا، وتدريبهم على فنون القتال من اقتحامات وتسلق العوائق واستخدام القاذفات وغير ذلك. وقال إن بعض هؤلاء ممن يعملون في الجبهات يرابطون بالليل ويأتون إلينا بالنهار للتدريب.

تسلق الأبنية العالية (الجزيرة نت)
تسلق الأبنية العالية (الجزيرة نت)

تدريبات بدنية
أبو عبد الله اللبابيدي مدرب عسكري رياضي بمعسكر التدريب قال إنه يدرب المتطوعين على التمرينات الرياضية، ورفع الحديد والبوكس، وكثير من الرياضات التي تساعد على بناء الجسم.

وأوضح أن هذه التدريبات تمنح المتطوعين ثقة في النفس، وتزرع فيهم الشجاعة لاقتحام الصعاب وعدم الخوف من العدو. كما أكد أيضا أن غالبية المتطوعين يذهبون إلى الجبهات ليلا لمؤازرة إخوانهم على الجبهات ويعودون صباحا للتدريب في المعسكر.

تأهيل شرعي
ولم يغفل القائمون على المعسكر الجانب الشرعي، وأهميته في ترسيخ قناعة المتطوعين بما يقومون به من "أعمال جهادية والأجر المنتظر من الله".

لذلك يقول عمر قائد كتيبة صقور الإسلام "نحن نقوم بتأهيل المتطوعين فكريا ودينيا، حتى يجاهدوا عن علم، ويعرف المتطوع أهمية وقيمة الدفاع عن الوطن، ولتكون نيته صحيحة وسليمة إذا ما وقع شهيدا".

ووأضح أن الدورة تتضمن جرعة قرآنية، وأخرى إرشادية لشرح أمور الجهاد وأحكامه وأحكام العبادات، وهي جرعات أساسية لأن بعض الشباب لم تكن له خلفية دينية قوية، أو ليس لديه القدر الكافي من العلم الشرعي، وبالتالي لابد من تعليمهم وإرشادهم حتى يقاتلوا بعقيدة قوية.

وأثناء تواجدنا حان وقت الدرس الشرعي، فأحاط المتدربون بالشيخ الذي بدأ الجلسة بتلاوة آيات قصيرة من سورة يس من قبل كل الحاضرين، وكان يصحح لهم أحكام التجويد.

في حين ألقى شيخ آخر درسا عن الجهاد في سبيل الله، باعتباره واجبا على السوريين للخروج على الظالم, موضحا أن الشهيد يغفر له مع أول دفقة من دمه، ويشفع لسبعين من أهله.

إحدى جلسات القرآن والتأهيل الشرعي (الجزيرة نت)
إحدى جلسات القرآن والتأهيل الشرعي (الجزيرة نت)

متدربون متطوعون
من جانبه، يقول أبو صلاح -وهو متطوع بالمعسكر قضى شهرين في التدريب- إنه اكتسب لياقة بدنية عالية، وتعرف على التكتيكات العسكرية التي لم يكن لديه علم بها من قبل.

وأضاف أن المعركة مع النظام طويلة "ولابد أن نعد أنفسنا، خصوصا بعد أن دخل حزب الله المعركة وأصبح عدونا الأول بعد النظام مباشرة".

أما أبو حفص -أحد المتطوعين، والذي شارك في أعمال التدريب أثناء تواجدنا- فقال إنه التحق بالدورة منذ شهر تقريبا، وإنه اكتسب قوة إيمانية وبدنية، وتعرف على آخرين جمعت بينهم الأخوة والعمل في سبيل الله.

وأكد أنه بات جاهزا للخروج إلى الجبهة لمواجهة قوات النظام و حلفائه من حزب الله، وأنه "لن يترك الجهاد حتى يحقق الله عز وجل النصر أو يكتب له الشهادة".

المصدر : الجزيرة