نتائج انتخابات ماليزيا.. مفاجآت وتوقعات

Malaysian Prime Minister Najib Razak (C), his wife Rosmah Mansor (L) and deputy Prime Minister Muhyiddin Yassin celebrate the Barisan Nasional (National Front) coalition electoral victory, on May 6, 2013 in Kuala Lumpur. Country's Election Comission said the ruling Barisan Nasional coalition led by Premier Najib Razak secured 112 parliamentary seats, the threshold required to form a government in the 222-seat chamber. Malaysians voted in record numbers in the general election but the hotly anticipated day was dogged by accusations of electoral irregularities.     AFP PHOTO / ROSLAN RAHMAN
undefined

محمود العدم-كوالالمبور

أسدلت الستارة صباح اليوم على واحدة من أسخن الدورات الانتخابية التي تشهدها ماليزيا منذ الاستقلال، والتي حملت في طياتها جملة من المفاجآت لطرفي المعادلة السياسية في البلاد، المتمثلين بتحالف الجبهة الوطنية الحاكم، والتحالف الشعبي المعارض.

وأظهرت النتائج النهائية الرسمية فوز التحالف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق بـ133 مقعدا من أصل مقاعد البرلمان البالغة 222، مقابل 89 مقعدا لتحالف المعارضة بقيادة أنور إبراهيم.

أما في برلمانات الولايات، فقد تمكن التحالف الحاكم من استعادة ولاية قدح شمال البلاد، ليرفع عدد الولايات التي يسيطر عليها إلى عشر، مقابل ثلاث ولايات تحكمها المعارضة.

أزمان يوجانج: فوز الحزب الصيني رسالة قوية للحكومة (الجزيرة نت)
أزمان يوجانج: فوز الحزب الصيني رسالة قوية للحكومة (الجزيرة نت)

استقطاب عرقي
وتمثلت أولى المفاجآت بردة فعل رئيس الوزراء على النتائج، حيث قال إنها عبارة عن "تسونامي للصينيين بماليزيا"، في كناية عن حالة الاستقطاب التي مارسها الحزب الديمقراطي الصيني المعارض وحاز بها على 39 مقعدا، متقدما على شريكه في تحالف المعارضة حزب "العدالة الشعبية" بقيادة أنور إبراهيم الذي حصل على 29 مقعدا فقط.

وحذر عبد الرزاق من أن حالة الاستقطاب التي مورست سيكون لها نتائج خطيرة على البلاد إن لم يتم تداركها، ودعا إلى "عملية مصالحة وطنية، توضع فيها الأيديولوجيات المتطرفة جانبا".

وفي تعليقه على هذه القضية، قال رئيس التحرير السابق لوكالة الأنباء الوطنية "برناما"، أزمان يوجانج، إن هذه رسالة قوية من الأقلية الصينية للحكومة وللمعارضة في الوقت ذاته، ويجب على الحكومة أن تقرأها بعناية، وأن تعمل للرد عليها.

وأضاف يوجانج في حديث للجزيرة نت أنه في ظل مفاجأة الحزب الصيني، فإن الفرصة الآن مهيأة بشكل أكبر له لقيادة المعارضة أو على الأقل فرض شروطه عليها، خصوصا مع الإخفاقات التي حدثت لشريكيه في المعارضة: الحزب الإسلامي وحزب أنور إبراهيم.

الرفض مناورة
وفي أول رد فعل على النتائج، أعلن زعيم المعارضة أنور إبراهيم عن رفضه لنتائج الانتخابات "المزورة" وأنه سيقدم طعونا بالنتائج "ولن يعترف بالهزيمة" ما لم تقدم لجنة الانتخابات تفسيرات مقبولة لما اعتبرها عمليات التزوير والتجاوزات التي حدثت خلال سير عمليات التصويت.

ووفقا لمراقبين، فإن المعارضة تدرك أن رفض النتائج هو إجراء شكلي ومناورات سياسية، لن يتحقق بموجبها أي تغيير، خصوصا أن رئيس الوزراء أدى اليمين الدستورية بصفته رئيسا للوزراء أمام الملك، وأن عملية تقديم الطعون للمحاكم عملية معقدة بسبب صعوبة الإجراءات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل العمليات الإجرائية للانتخابات وافقت عليها المعارضة مع لجنة الانتخابات.

وبهذا الصدد، قال المحاضر بقسم العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، البرفسورعبد الرشيد موتين، إن طرفي المعادلة السياسية في البلاد يدركان أن "ما تم تحقيقه هو أفضل ما يمكنهما تحقيقه"، وما وراء ذلك مجرد مناورات لن تسفر عن تغيير في النتائج.

البروفيسور عبد الرشيد موتين استبعد استقالة رئيس الوزراء (الجزيرة نت)
البروفيسور عبد الرشيد موتين استبعد استقالة رئيس الوزراء (الجزيرة نت)

وأضاف في حديث للجزيرة نت أنه في ظل اكتفاء الطرفين بما تم تحقيقه فلن يكون هناك لجوء إلى ممارسات غير قانونية، أو أي محاولات لتثوير الشارع.

وكان إبراهيم قد طالب أنصاره بعدم اللجوء لأعمال شغب، لكنه دعاهم للتعبير عن احتجاجهم بصوت عال، وقال "نحن كحزب سوف نقرر ما يجب القيام به، ولكن لا يمكننا أن نقرر عن الناس ما إذا كانوا سيقبلون النتائج أم لا".

كسر عظم
ورغم الأجواء المشحونة وعمليات التحشيد غير المسبوق فإن نتائج الانتخابات لم تسفر عن "كسر عظم لأي من التحالفين المتنافسين"، وفقا للبرفيسور موتين، فالحكومة حققت الفوز دون أغلبية الثلثين، في حين حققت المعارضة تقدما بسبعة مقاعد. وعلى صعيد الولايات استرد التحالف الحاكم ولاية قدح، لكن المعارضة حافظت على وجودها بولاية سيلانجو المهمة.

واستبعد موتين أن تدفع نتائج الانتخابات رئيس الوزراء نجيب إلى الاستقالة مع نهاية العام كما ورد في تقرير صحفي، مؤكدا أن نجيب حقق لحزب أمنو نجاحا كبيرا، وأن عدم استرداد ولاية سيلانجو والحصول على أغلبية الثلثين "لن يتحملها هو".

المصدر : الجزيرة