الصينيون مروا من هنا

المنحوتة الفرعونية التي خط عليها الصبي الصيني اسمه.
undefined
عزت شحرور-بكين

منذ أن نشر مدون صيني على موقعه صورة للمنحوتة الفرعونية التي خط عليها سائح صيني خربشات باللغة الصينية، فإن هذه القضية وغيرها من القضايا المتعلقة بسلوك السائحين الصينيين في الخارج لا تزال تتفاعل في وسائل الإعلام، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في الصين. وقد أجمعت في معظمها على إدانة هذا السلوك ووصفته بالشائن، والمحرج، وغير الحضاري، إلى غير ذلك من الأوصاف.

وكان أحد السياح الصينيين -واسمه "دينغ جين خاو" تبين لاحقاً أنه في الـ15 من عمره- قد خط فوق منحوتة أثرية على جدران معبد الأقصر يعود تاريخها إلى 3500 عام خربشات باللغة الصينية تقول "دينغ جين خاو كان هنا"، وذلك أثناء رحلة سياحية لمصر.

وصرحت والدة الصبي لوسائل إعلام محلية بالقول "إننا نريد أن نعتذر إلى الشعب المصري، وإلى كل الصينيين الذين أعربوا عن استيائهم لهذا السلوك…إن ابننا أدرك خطورة ما اقترفه من خطأ. وإنه قضى ليلة كاملة من البكاء ندماً".

أما والد الصبي فقد ناشد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بترك ابنه وشأنه، مبرزا أن عائلته لم تعد قادرة على تحمل كل هذه الضغوط، وأضاف أن الصبي هو الذي ارتكب الخطأ لكن المسؤولية تقع على عاتقنا نحن الكبار الذين لم نردعه.

صحيفة الشعب لسان حال الحزب الشيوعي الصيني:
بعض الصينيين ممن امتلأت بطونهم وجيوبهم لا تزال قلوبهم خاوية من الإحساس الحضاري والإنساني

خواء القلوب
وقد تعرض الموقع الإلكتروني للمدرسة الإعدادية التي يدرس فيها الصبي للاختراق والتعطيل لفشلها في تربيته،-وفق ما أورده معلقون على مواقع التواصل الاجتماعي. ووصف أحدهم الأمر بأنه لم يؤد إلى تشويه صورة المنحوتة الفرعونية فقط، بل ساهم أيضاً في تشويه صورة الصين بالخارج.

صحيفة الشعب -لسان حال الحزب الشيوعي الصيني- علقت على الموضوع بالقول إن "بعض الصينيين ممن امتلأت بطونهم وجيوبهم لا تزال قلوبهم خاوية من الإحساس الحضاري والإنساني".

وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية خونغ لي المواطنين الصينيين باحترام القوانين المحلية في الدول التي يزورونها والتصرف بشكل حضاري والاستفادة من السياحة لتعزيز علاقات الصداقة بين الشعوب.

أما الإدارة الوطنية للسياحة فقد نشرت على موقعها الرسمي ما أسمته "عقدا سياحيا" وأوردت بعض اللوائح والإرشادات الواجب على السائحين الصينيين اتباعها، معتبرة أن "السلوك الحضاري هو واجب على كل سائح صيني".

سائحون مزعجون
ويذكر أن قضية المنحوتة الفرعونية ليست الأولى التي تثير جدلاً في الأوساط الإعلامية الصينية والدولية حول سلوك السياح الصينيين في الخارج، فقد سبقها الكثير من الحوادث المماثلة، حيث شنت وسائل إعلام تايلندية هجوماً لاذعاً على الفوضى والإزعاج وانتهاك قوانين المرور التي يسببها السائحون الصينيون.

وقد أحجمت بعض الفنادق في البلاد عن استضافتهم، بذريعة أنهم يحجزون غرفة لشخص واحد بينما تقيم فيها مجموعة من أربعة أو خمسة أشخاص، وبأنهم يشوهون المنظر الخارجي للفندق بنشر غسيل ملابسهم على الشرفات، ويتركون أطفالهم يتبولون في حمام السباحة دون ردعهم.

بعض شركات الطيران بدأت بإجراء تدريبات لطواقمها ومضيفاتها حول كيفية التعامل مع الركاب الصينيين الذين يتناولون كميات كبيرة من الخمور على متن الطائرة، والتي عادة ما تؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة

وكان أحد الفنادق الفرنسية أيضاً قد كتب على مدخله بامتناعه عن استقبال زبائن صينيين، وأثارت القضية حينها موجة غضب صينية، اتهمت صاحب الفندق بالعنصرية.

كما امتنع أحد الفنادق في المالديف عن خدمة تقديم الماء الساخن مجاناً للصينيين لأنه اكتشف أنهم يعزفون عن تناول طعام في الفندق ويكتفون بأكياس المعكرونة السهلة التحضير التي يجلبونها معهم.

وفي لندن، وأثناء بث مباشر للتلفزيون الصيني لأولمبياد لندن من على قمة كنيسة سان باولو اكتشفت الكاميرا بالصدفة أن سائحاً صينياً كان قد سبقها إلى هناك وحفر عبارة تأييد لفريق "غو آن" الصيني لكرة القدم.

وبدأت بعض شركات الطيران بإجراء تدريبات لطواقمها ومضيفاتها حول كيفية التعامل مع الركاب الصينيين الذين يتناولون كميات كبيرة من الخمور على متن الطائرة، والتي عادة ما تؤدي إلى نتائج سلبية كبيرة.

ووفق إحصاءات لمنظمة السياحة العالمية، فإن الصين باتت تتربع على قمة أعداد السياح في العالم، إذ وصلت أعدادهم إلى 83 مليون سائح العام الماضي أنفقوا نحو 75 مليار دولار. وتتوقع المنظمة أن يصل عددهم إلى 100 مليون سائح بحلول عام 2015.

المصدر : الجزيرة