نشطاء الثورة السورية المعتقلون

النظام السوري يمارس التعذيب الممنهج داخل المعتقلات
undefined
أحمد أبو الخير-دمشق
 
شهدت الثورة السورية منذ انطلاقتها في منتصف مارس/آذار 2011 دورا فاعلا لعدد من النشطاء، كان لهم دور بارز في قيادة المظاهرات وتأمين الدواء وإنشاء مواقع للثورة السورية على صفحات التواصل الاجتماعي. وقام النظام السوري منذ الأيام الأولى للثورة بحملات اعتقال طالت عددا كبيرا من هؤلاء النشطاء، ما يزال أكثرهم في سجونه.
 
ومن أبرز هؤلاء الشبان نشطاء اعتقلوا في بداية الحراك السلمي قبل أن تحدث الانشقاقات في الجيش السوري، وتتخذ الثورة منحى عسكريا، منهم:
 
أنس الشغري
طالب في السنة الثالثة في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين باللاذقية، (25 عاماً)، من بانياس بطرطوس.
 
من أبرز شباب الحراك السلمي في مدنية بانياس، شارك بتنظيم المظاهرات والتواصل مع وسائل الإعلام العربية والدولية لإيصال صوت المحتجين، وكان لافتاً أنه ينشط باسمه الحقيقي. عرف بتحديه لنظام الرئيس بشار الأسد ومطالبته بإسقاط النظام، وهو من أوائل الأصوات التي نادت بالتغيير.

اعتقل بتاريخ 15 مايو/أيار2011 إثر كمين للأمن العسكري بعد الدخول العسكري لمدينة بانياس بعدة أيام.

منذ اعتقاله غابت أية معلومات عنه، ولم تسمع عائلته عنه أية أخبار حتى من خلال معتقلين مفرج عنهم.
 

يحيى شربجي
من مواليد داريا بريف دمشق 1979، درس في كلية العلوم بجامعة دمشق ولم يكمل مشواره فيها، يعتبر من أبرز وجوه النشاط السلمي اللاعنفي.
 
نظّم مع رفاقه عدة حملات تتعلق بالفساد والرشوة وحملات تنظيف شوارع ومسيرات صامتة كان أبرزها مسيرة ضد غزو العراق، حرصوا خلالها على عدم رفع أية صور للرئيس السوري، مما استفز الأجهزة الأمنية فاعتقل يحيى مع مجموعة كبيرة من رفاقه عام 2003.
 
حكم عليه حينها بالحبس لأربع سنوات في سجن صيدنايا العسكري، استنفد منها سنتين وستة أشهر، قضى منها 4.5 أشهر في المنفردة.

جُرّد يحيى على إثر ذلك من حقوقه المدنية ومنع من السفر وتعرض لمضايقات مستمرة من قبل الأمن.

 
ومع انطلاقة الثورة السورية بدأ يحيى نشاطه فيها مشاركاً ومنظماً في مظاهراتها وأنشطتها السلمية منذ البداية، وبقي متوارياً عن الأنظار منذ بدأت الثورة إلى أن استدرجه كمين للمخابرات الجوية عن طريق شقيقه معن الذي أجبرته المخابرات على الاتصال بأخيه وتصنّع الإصابة، مما اضطر يحيى إلى الإسراع لإنقاذ أخيه، فاعتقل مع الناشط السلمي غياث مطر الذي قتل تحت التعذيب.
 
ينظر كثيرون إلى يحيى باعتباره ملهماً في حرب اللاعنف، وهو يؤمن بالأساليب اللاعنفية فقط كسبيل للتغيير.

فاتن رجب فواز
33 عاماً، حاصلة على درجة الدكتوراه في الفيزياء وعلوم الذرة، من دوما بريف دمشق.

تعتبر الدكتورة فاتن من أبرز ناشطات الثورة السورية لا سيما في ريف دمشق، نشطت في المظاهرات السلمية منذ بداية انطلاقتها في دوما، كما عرفت لها جهود كبيرة في الحقل الإغاثي والمستشفيات الميدانية بمدينة دوما.

 
اعتقلت الدكتورة فاتن في كمين بدمشق بتاريخ 26 ديسمبر/كانون الأول 2011 من قبل فرع المخابرات الجوية الذي استجوبها لمدة عشرة أشهر بحسب تقرير للشبكة العربية لحقوق الإنسان، تمّ تحويلها بعدها لسرية المهام الخاصة، أو ما يعرف بالفرع 215 التابع للأمن العسكري.

نقلت عدة تقارير حقوقية عن شهادات لمعتقلات مفرج عنهن التقوا بالسيدة فاتن داخل السجن أنها تعرضت لأنواع قاسية جداً من التعذيب، منها الإبر الكيميائية في الرأس، كما تتحدث تلك الشهادات عن تدهور حالتها الصحية وتعرضها لنوبات صرع مستمرة، ونزيف في الأنف والأذنين مما يستدعي تدخلا طبيا عاجلاً، إلا أنها لم تعرض على الأطباء ولو لمرة واحدة.

وكانت انتشرت شائعات تتحدث عن وفاتها تحت التعذيب في أقبية المخابرات قبل أن تنفيها شهادات المعتقلات المفرج عنهن.

يشار أخيراً إلى أن الدكتورة فاتن هي شقيقة أحمد رجب فواز، أول من قضى في الثورة السورية في دوما.

راما ياسر العسس 
مواليد 1986 من دمشق، ناشطة سياسية وإغاثية، وطالبة بكلية الآداب بجامعة دمشق.

اعتقلت عدة مرات لفترات قصيرة إثر مشاركاتها في الاحتجاجات، كما دوهم منزلها عدة مرات مما اضطرها للتواري عن الأنظار مع استمرار الضغوطات عليها وعلى أسرتها.

في تاريخ 27 أغسطس/آب 2012 تم استدراجها إلى كمين من خلال البريد الإلكتروني لأحد المعتقلين، وانقض عليها عدة أشخاص بلباس عسكري رسمي في دمشق. خضع أهلها لابتزاز بغية الإفراج عنها بدفع مبلغ مليوني ليرة سورية، ولم يعرف عنها أي شيء لتاريخ اليوم.

شاركت راما العسس في معظم المظاهرات في دمشق، كما كانت لها بصمتها في المجال الإغاثي والإنساني في دمشق وريفها.

ذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها أن اختطاف الفتيات سلاح قوات النظام الأقوى، والعقوبة الأقسى والأشد، عدا عن استخدامه كأسلوب انتقام من معارضيه.

باسل خرطبيل
ينشط باسم "باسل الصفدي"، 31 عاما، فلسطيني سوري، مهندس حاسوب وخبير معلومات متخصص في مجال تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر، معروف على الصعيد الدولي بمساهماته المهمة في عدة مشاريع مثل: مؤسسة موزيلا وموسوعة ويكيبيديا ومؤسسة المشاع الإبداعي.

اعتقل باسل ضمن حملة اعتقالات قام بها النظام في منطقة المزة في العاصمة دمشق، في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق الثورة، في 15 مارس/آذار 2012.

وبحسب بيانات لمنظمات حقوقية فإن باسل يمثل أمام محكمة ميدانية عسكرية، وهي محكمة لا تتيح للمتهمين حق الدفاع أو الاستئناف، وتعقد جلساتها سراً.

جدير بالذكر أن مؤسسة Index on Censorship البريطانية منحت باسل جائزة الحرية الرقمية للعام 2013، كما صنفته مجلة فورين بوليسي بالمرتبة 19 ضمن أبرز مائة شخصية مفكرة في العالم للعام 2012.

عبد العزيز الخيّر

طبيب، ومعارض سوري بارز، من مواليد مدينة القرداحة عام 1951. درس الطب في جامعة دمشق وتخرج في عام 1976، ومارس الطب لخمس سنوات.

لاحقته السلطات السورية على خلفية انتمائه لحزب العمل الشيوعي، فبقي متوارياً عن الأنظار مدة عشر سنوات داخل سورية تجنباً للاعتقال، قبل أن يلقى القبض عليه في الأول من فبراير/شباط 1992.

وفي عام 1995 أصدرت محكمة أمن الدولة عليه حكماً بالسجن لمدة 22 عاماً بتهمة الانتماء إلى حزب سياسي محظور ونقل أنباء كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة، قضاها في سجن صيدنايا العسكري. تم الإفراج عن الخيّر في عام 2005 بعفو رئاسي جراء ضغوط دولية.

يشغل الخير حالياً منصب رئيس مكتب العلاقات الخارجية في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطي المعارضة. اعتقلته أجهزة المخابرات الجوية في مطار دمشق الدولي إثر عودته من جولة مباحثات عقدها في الصين بشأن العملية السياسية في سورية بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول 2012.
تسبب اعتقاله بموجة احتجاجات كبيرة في مدينة القرداحة مسقط رأسه استمرت أيامًا، سرعان ما قمعتها قوات النظام.

مازن درويش
صحفي (38 عاما)، مدافع بارز عن حقوق الصحفيين، أسس "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" في عام 2004، الذي اهتم المركز بدعم حقوق الصحافيين ومراقبة وضع الإعلام وحرية التعبير ورصد الانتهاكات التي يتعرض لها المشتغلون في الحقل الإعلامي.

في 16 فبراير/شباط 2012 داهمت المخابرات الجوية مقر المركز، واعتقلت كل من فيه، وهم 16 شخصاً بمن فيهم ضيوف المركز، ومازن درويش مديره.

تنقل درويش في المعتقل بين المخابرات الجوية والفرقة الرابعة ثم سجن عدرا تحضيراً لتحويله إلى محكمة ميدانية عسكرية، وهي محكمة لا يحق فيها للمتهم أن يعين محاميا للدفاع عنه، ولا يحق له فيها النقض أو الاستئناف كما أن جلساتها سريّة، وأحكامها قطعيّة وفوريّة التنفيذ.

وكانت سرت أخبار عديدة عن سوء حالته الصحية بسبب معاملة الأجهزة الأمنية له، وصلت حد إشاعة خبر وفاته تحت التعذيب.

يذكر أن منظمة "مراسلون بلا حدود" منحت جائزتها السنوية في "حرية الصحافة" لعام 2012 لمازن درويش تكريماً لدوره ولعمله الصحافي الدؤوب للدفاع عن حرية التعبير في سوريا، وكان فاز درويش في نوفمبر 2011 بجائزة "رولاند بيرغر" للكرامة الإنسانية لعام 2011.

علي عثمان
34 عاماً، ناشط وإعلامي ميداني من باباعمرو بحمص، معروف لدى وسائل الإعلام وبين زملائه باسم "الجدّ". شارك في تنظيم المظاهرات وبثها عبر وسائل الإعلام، كما عمل كذلك على استقبال الصحافيين الأجانب القادمين إلى حمص، ومن أبرزهم الصحافيان ماري كولفن وريمي أوشليك اللذان قتلا بقصف قوات النظام للمركز الإعلامي لباباعمرو، وهو المركز الذي ينشط فيه عثمان، وكان وثق بكاميراته مقتلهما.

اعتقلته أجهزة الأمن بتاريخ 28 مارس/آذار 2012 في حلب بُعَيد اقتحام قوات النظام لحي باباعمرو، كما اعتقلت عدداً من أفراد عائلته في صحنايا بريف دمشق بتاريخ 8 مايو/أيار 2012.

بعد اعتقاله بث إعلام النظام مقابلة تلفزيونية مع علي عثمان قال إنها "اعترافات" له بتاريخ 3 مايو/أيار 2012.

جدير بالذكر أن كلاً من خارجية فرنسا وبريطانيا كانتا طالبتا بالإفراج الفوري عن علي عثمان، الذي كان يعمل بائع خضار قبل الثورة التي وجد فيها نفسه مصوراً ميدانياً.

حسين هرموش
ضابط برتبة مقدم من جبل الزاوية بإدلب، يبلغ من العمر 40 عاماً، متزوج وله أربعة أبناء.

من أوائل الضباط المنشقين عن نظام الطاغية بشار الأسد، أعلن انشقاقه عن الجيش النظامي بتاريخ 10 يونيو/حزيران 2011 مبرراً ذلك بأنه كان بسبب "قتل المدنيين العزل من قبل أجهزة النظام".

أسس هرموش لواء الضباط الأحرار، وهو أول تنظيم عسكري يضم الجنود المنشقين عن الجيش النظامي.

اعتقل بعملية ما تزال تفاصيلها غامضة، في مخيمات اللاجئين بتركيا أو بجبل الزاوية شمال إدلب -بحسب روايتين- بتاريخ 29 أغسطس/آب 2011.

بثت قناة دنيا الفضائية الموالية للنظام في 15 سبتمبر/أيلول 2011 مقابلة مسجلة مع المقدم هرموش، يقول فيها إن الجيش النظامي لم يأمره بإطلاق النار على مدنيين، وإن انشقاقه كان بعد "وعود كاذبة" تلقاها من معارضين في تركيا، لكنهم خانوه بعد ذلك ولم يوفوا بوعودهم، فقرَّر العودة إلى سوريا.

حسين غرير
مدوّن وناشط سياسي (31 عاماً)، متزوج وله ولدان، وهو مهندس معلومات من إعزاز بريف حلب، مقيم في دمشق.

اعتقل غرير لأول مرة بتاريخ 24 أكتوبر/تشرين الأول 2011 وأفرج عنه في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2012، ثم أعيد اعتقاله في مداهمة المركز السوري للإعلام وحرية التعبير مع بقية نشطاء المركز بتاريخ 16 فبراير/شباط 2012، وما يزال معتقلاً منذ ذلك الحين.

تحدثت تقارير حقوقية عن تعرضه للتعذيب وعزله في زنزانة منفردة، كما تحدث أصدقاؤه عن إضرابه عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقاله وسوء معاملته.

شبال إبراهيم
ناشط كردي من مواليد القامشلي 1977، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، تخرج في المعهد الطبي ولم يتوظف لأسباب أمنية!

اعتقل بعد كمين من المخابرات الجوية بتاريخ 22 سبتمبر/أيلول 2011 في مدينة القامشلي بسبب نشاطه في اتحاد تنسيقيات شباب الأكراد.

يعتبر شبال من أبرز منظمي الاحتجاجات والمنسقين الأكراد في القامشلي، تعرض لضغوطات واستدعاءات عديدة لم تردعه إلى أن اعتقل.

عدد من اللجان الحقوقية كانت أصدرت بيانات تنديد باعتقال شبال، وحذرت من خطورة وضعه الصحي، كما تداولت صفحات مهتمة بقضيته أخباراً عن تردي حالته الصحية، بالأخص أنه يعاني من مشاكل في الكبد.

خليل معتوق
محامٍ وناشط حقوقي بارز (53 عاما)، متزوج وله ولدان، وهو رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، وهو كذلك المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية.

اعتقلته قوات النظام بتاريخ 2 أكتوبر/تشرين الأول 2012 أثناء ذهابه إلى مقر عمله بدمشق، ويستمر غيابه دون توجيه تهم إليه ودون معرفة أية تفاصيل عن مصيره.

يعتبر المحامي خليل معتوق أحد أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان والمعتقلين منذ ثمانينيات القرن المنصرم، حيث آثر التخلي عن النشاط السياسي لصالح نشاطه الحقوقي.

استمر نشاطه خلال فترة الثورة التي تشهدها البلاد حالياً، حيث اهتم بالمعتقلين على خلفية الأحداث كاهتمامه بالسجناء السياسيين والمرافعة عنهم، وهو يردد عبارته الشهيرة: "عنوان إقامته الحالي: سجون السلطات السورية"، وقد تعرض خلال حياته المهنية للكثير من المضايقات الأمنية والاستدعاءات المتكررة.

المصدر : الجزيرة