تنديد بتهديد صحفيين فلسطينيين بالقتل

نددت أوساط صحفية وحقوقية فلسطينية بتزايد التهديدات بحق الصحفيين الفلسطينيين، وآخرها تهديد الصحفييْن ناصر أبو ميالة وربى النجار بالقتل على خلفية إعدادهما حلقات تلفزيونية تعالج قضايا محلية.

واعتبرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين والمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) وضع قنبلة أمام منزل الصحفي أبو ميالة والتهديد بالقتل للصحفية النجار مؤشرا خطيرا على حالة الحريات الصحفية وحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال.

ووثق مركز مدى منذ بداية العام الحالي 23 انتهاكا بحق الصحفيين من قبل جهات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة أبرزها الملاحقة والحبس، يضاف إليها 59 انتهاكا إسرائيليا بحقهم.

وأكدت الإعلامية ربى النجار، معدة ومقدمة برنامج "عين على" وهو عبارة عن سلسلة تحقيقات تتعلق بظواهر داخل المجتمع الفلسطيني وتبث على تلفزيون فلسطين، أنها تلقت وزميلها المصور ناصر أبو ميالة تهديدات على خلفية اثنتين من حلقات هذا البرنامج.

وأوضحت في حديثها للجزيرة نت أنها أعدت مؤخرا تحقيقا يتعلق بظاهرة المتسولين في مدينة رام الله، وكشف التحقيق عن فساد بعض الأفراد في أجهزة أمنية وموظفي البلدية، وعلى أثرها تلقت تهديدا مصورا بالاغتصاب والقتل.

ظاهرة المشعوذين
وأضافت أن التهديد الثاني جاء أمس على خلفية إعداد تحقيق مصور يتعلق بظاهرة المشعوذين والدجالين والعرافين حيث تلقى زميلها ناصر أبو ميالة تهديدا بالقتل عبر رسالة مرفقة بقنبلة وضعت أمام منزله.

وذكرت أن الجهات الأمنية الفلسطينية تسعى جاهدة للبحث عن مصدر التهديد، ووعدت بالوصول إليه.

من جهته يقول زميلها المصور أبو ميالة إنه تلقى مكالمات مجهولة المصدر على هاتفه الشخصي تطلب منه عدم بث الحلقة الأخيرة الخاصة بالمشعوذين، إلا أنه قام ببثها فوجد أمام منزله صباح السبت حقيبة بداخلها قنبلة ورسالة تهديد له ولمقدمة البرنامج.

وأوضح الصحفي الفلسطيني أن التهديد وإن كان مزعجا إلا أنه لن يثني طاقم البرنامج عن مواصلة تسليط الضوء على قضايا وظواهر سلبية في المجتمع لمعالجتها.

واعتبر في حديثه للجزيرة نت هذه التهديدات نوعا من الإرهاب للصحفيين وتجاوزا للخطوط الحمر، مما يستوجب حماية الصحفيين من قبل المجتمع المحلي، مشيرا إلى عدة خطوات تسعى النقابة لاتخاذها في هذا المجال.

وقال إن الجهات المعنية والأجهزة الأمنية تتعامل باهتمام مع هذه القضية، لكنه أوضح أن عدم السيطرة الفلسطينية بشكل كامل على سوق الاتصالات واستخدام شرائح وخطوط إسرائيلية يُعقّد من مهمتها في ملاحقة مطلقي التهديدات.

بدوره أكد مركز مدى أنه ينظر بخطورة إلى تهديد الصحفيين، معبرا عن قلقه لوضع قنبلة ورسالة تهديد أمام منزل أبو ميّالة.

وحذرت منسقة العلاقات العامة والإعلام في المركز رهام أبو عيطة من خطورة التهديدات الأخيرة، مشددة على ضرورة العثور على المتورطين وتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم وفق القانون بهدف وضع حد لهذه الظاهرة ووأدها.

وأضافت في حديثها للجزيرة نت أن عدم محاسبة المتورطين يعني تزايد الانتهاكات والتهديدات وبالتالي تهديد استقرار وحياة الصحفيين ومستقبلهم، مشددة على ضرورة أن تقوم أجهزة الأمن بدورها في ملاحقة الفاعلين وتقديمهم للعدالة حماية لحياة العاملين في مجال الصحافة وردع كل من تسول له نفسه تهديد الصحفيين.