تركيا غير عابئة بعضوية الاتحاد الأوروبي

باغيس أوربا تأخرت كثيراً في ضم تركيا للاتحاد الأوربي الجزيرة نت
undefined

ياسر باعامر-جدة

أكد وزير الشؤون الأوروبية وكبير المفاوضين الأتراك مع الاتحاد الأوروبي إيغمان باغيس أن العقبات التي زرعها الأوروبيون أمام انضمام تركيا إلى الاتحاد، لم توضع أمام دول شرق أوروبا التي قال إنها انضمت في اجتماع وفاقي بين "ليلة وضحاها".

وقال باغيس للجزيرة نت -على هامش زيارته للسعودية بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي– إن وتيرة الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والحقوقية، تعتبر من أكبر المكتسبات التركية التي حققتها البلاد خلال السنوات العشر الماضية، مشيرا إلى أن نتائج الإصلاحات المشهودة على الأرض "أهم بكثير من انضمامنا إلى الاتحاد الأوروبي من عدمه".

وأضاف أن "وقت الانضمام تأخر جداً"، إلا أنه استشرف المستقبل بثقة قائلاً "سيأتي اليوم الذي سيعرض فيه على تركيا الانضمام، حينها سنفكر جدياً بالانضمام من عدمه لأننا باختصار واثقون من أي وقت مضى، واستطعنا أن نرسم طريقنا وصعودنا".

وفي رسالة بعث بها الوزير التركي إلى الأوروبيين من مدينة جدة، أكد أن الطريق لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي يبدأ من الشرق الأوسط، وخاصة من الدول التي تملك قدرات مالية هائلة باعتبارها أكبر المساهمين الماليين والاقتصاديين في القارة الأوروبية.

القوة الاقتصادية
وأكد باغيس أن حاجة أوروبا لانضمام تركيا أكبر من حاجة بلاده، معللا ذلك بالقوة الاقتصادية التي تملكها بلاده على المستوى العالمي وتأثيرها الواضح في الاقتصاد العالمي، ومضيفا أن "تركيا من حيث موقعها الجيوستراتيجي تلعب دوراً مهماً كجسر تواصل متين بين الشرق والغرب، رأسه إسطنبول".

وأضاف أن شركات التقييم الاقتصادي الدولية ترفع باستمرار درجة قوة الاقتصاد التركي، مشيرا إلى أن سرعة النمو الاقتصادي في إسطنبول تعادل خمسة أضعاف النمو في العواصم الأوروبية الرئيسية كباريس وبرلين.

وكشف الوزير التركي عن معلومات اقتصادية تفيد بتراجع التجارة البينية بين أوروبا وتركيا من 60 % إلى 38% بسبب أزمة أوروبا المالية، إلا أنه أكد ارتفاع حجم التجارة البينية بين بلاده ودول الشرق الأوسط وأميركا الجنوبية وشمال أفريقيا إلى 400%.

وربط بين التطور الاقتصادي وتطبيق بلاده للنظام الأوروبي لحماية حقوق الإنسان الصادر من المجلس الأوروبي، والذي طبقته فعلياً حكومة حزب العدالة والتنمية بعد تسلمها الحكم عام 2002، حيث سمحت للأقليات الإثنية باستخدام لغاتها بشكل رسمي، إضافة إلى ممارسة الجميع لمعتقداته بكل حرية، معتبرا أن ذلك خطوة مهمة وعريضة في طريق انضمام بلاده إلى أوروبا.

وكرر باغيس رسالة رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان الخميس أمام رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي الذي يزور أنقرة لأول مرة، حين قال "لن نكون عبئاً على أوروبا إذا تم ضمنا إليها".

يذكر أن تركيا بدأت عام 2005 مفاوضات بهدف الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن المحادثات تتعثر بسبب معارضة دول أوروبية -مثل فرنسا وألمانيا- منحها العضوية الكاملة، وكذلك بسبب عقبات من أنقرة بشأن مسألة قبرص التي تحتل قوات تركية شطرها الشمالي منذ العام 1974.

المصدر : الجزيرة