أساقفة الصين بين الولاء للوطن أو للفاتيكان

مسيحيو الصين
undefined

عزت شحرور-بكين

لا يزال الجدل محتدماً بين الصين والفاتيكان بشأن تسمية أسقف جديد لرعاية الكنيسة الكاثوليكية في الصين بعد رحيل "جين لو شيان" راعي الكنيسة الكاثوليكية في مدينة شنغهاي، إثر صراع مع المرض عن عمر ناهز 96 عاماً.

كما لا يزال الأسقف ما دا تشين مساعد جين والمرشح الأقوى لخلافته مختفياً عن الأنظار منذ أن قررت السلطات الصينية عزله عن منصبه كمساعد للأسقف العام الماضي إثر خلاف بينه وبين الجمعية الوطنية الكاثوليكية الصينية.

وكان الأسقف الراحل قد قضى نحو عقدين من الزمن في أحد السجون الصينية قبل أن يطلق سراحه عام 1972، ثم يتم تنصيبه على رأس الكنيسة الكاثوليكية في شنغهاي عام 1988.

ومنذ ذلك الحين ظل شخصية مثيرة للجدل يتهم بالضعف ومداهنة السلطات الصينية، لكن يسجل له أنه حاول مد جسور تقارب بين الحكومة الصينية والفاتيكان دون أن تتكلل جهوده بالنجاح.

علاقات متوترة
وتعتبر قضية اختيار الأساقفة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين الصين والفاتيكان، ففي حين تصر بكين على أن تسمية أساقفة الكنيسة الصينية هو شأن داخلي لا علاقة للفاتيكان به، يرفض الفاتيكان الاعتراف بما يسمى "الجمعية الوطنية الكاثوليكية" في الصين ولا يعترف بالأساقفة الذين تختارهم.

‪(الجزيرة)‬ قضية اختيار الأساقفة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين الصين والفاتيكان
‪(الجزيرة)‬ قضية اختيار الأساقفة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل بين الصين والفاتيكان

ويعتبر ذلك خروجاً وتحدياً لسلطات الفاتيكان، المخول الوحيد باختيار وتعيين الأساقفة في مختلف دول العالم. ويذكر أن الصين والفاتيكان لا تقيمان علاقات دبلوماسية بينهما.

وتتهم بكين الفاتيكان بالتدخل في شؤونها الداخلية، في إشارة إلى العلاقات الدبلوماسية التي يقيمها الفاتيكان مع تايوان، وانتقاداته المتواصلة لسجل الحقوق الدينية في الصين.

وكانت الصين قد رحبت على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية بانتخاب البابا برجوليو، وأعربت عن أملها في أن يعتمد "موقفا مرنا وبراغماتيا" لتحسين علاقاته مع بكين، داعية إياه إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية الصينية بـ"ذريعة الدين"، وفق وصف المتحدثة.

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر قد وجه رسالة إلى المسيحيين الصينيين عام 2007 وصفت بالتاريخية، طالب فيها السلطات الصينية بمنحهم كامل حقوقهم في ممارسة شعائرهم الدينية، والاعتراف بتبعيتهم للكرسي الرسولي مقابل اعتراف الفاتيكان باستقلالية القرارات السياسية للنظام الصيني.

وأثارت الدعوة امتعاض الحكومة الصينية، وازدادت العلاقات تدهوراً وصل إلى ذروته عام 2010 بعد تنصيب عدد كبير من الأساقفة الصينيين دون الحصول على موافقة الفاتيكان أو التشاور معه.

تجدر الإشارة إلى أن عدد الصينيين الذين يعتنقون المسيحية في تزايد مستمر كل عام.

المصدر : الجزيرة