حملة لدفع بريطانيا للاعتذار عن وعد بلفور

مشاركون من دول عديدة أحيوا مع الفلسطينيين غير مرة ذكرى النكبة.
undefined
جهاد أبو العيس-بيروت
 
في مسعى لدفع بريطانيا إلى تقديم اعتذار عن المآسي التي تسببت بها للشعب الفلسطيني وعلى رأسها وعد بلفور الذي أفضى للنكبة، واصل نشطاء فلسطينيون وآخرون مؤيدون للحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني حملتهم العالمية لجمع مليون توقيع لتحقيق هذا الغرض.

وكثف النشطاء من حملة التواقيع في مختلف مناطق العالم بحلول الذكرى الـ65 للنكبة التي توافق اليوم الأربعاء، وسط آمال عريضة بتأييد كبير ومكثف للحملة التي انطلقت بتنظيم وتنسيق من مركز العودة الفلسطيني ومقره لندن.

وتشهد الحملة وفق القائمين عليها إقبالا ملحوظا من لدن الساسة والمسؤولين وصناع القرار من مختلف البلدان، فضلا عن تبنيها من قبل مؤسسات وجمعيات وشخصيات فنية وثقافية واعتبارية، اعتبرت من دعمها للحملة جهدا مقلا تجاه الواجب فعله على الأرض لخدمة القضية الفلسطينية.

ووفق المنظمين للحملة التي افتتحت بالذكرى الـ95 لوعد بلفور (العام الماضي) وتستمر لمدة خمسة أعوام، وتشمل مختلف دول العالم، فإن الغاية تركز على تذكير بريطانيا بأنها المسؤولة أخلاقيا وعمليا عن مأساة الشعب الفلسطيني بدءا من وعد بلفور وليس انتهاء بالنكبة ودعم قيام دولة الاحتلال.

وقت الاعتذار
ورفعت الحملة شعارا مفاده "بريطانيا.. لقد حان وقت الاعتذار" عبر حشد كبير من المؤسسات الفلسطينية والأوروبية، إضافة لحشد عدد من السياسيين الأوروبيين وصناع القرار والمناصرين للحق الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم.

وقال علي هويدي منسق المنطقة العربية بالحملة، ومدير عام منظمة ثابت لحق العودة، إن الهدف الرئيس من الحملة الدولية هو جمع أكثر من مليون توقيع عالمي في فترة خمس سنوات، بهدف بث التوعية لدى الرأي العام الأوروبي والعالمي الذي يزداد تعاطفه مع الشعب الفلسطيني بشكل مستمر.

ولفت هويدي في حديث للجزيرة نت إلى أن نهاية التوقيعات سترفع بصورة رسمية للحكومة البريطانية لمطالبتها بشكل رسمي بالاعتذار والاعتراف بخطاياها بحق الشعب الفلسطيني.

تشمل الحملة إقامة العديد من الأنشطة السياسية والإعلامية في أوروبا وفلسطين المحتلة ومخيمات الشتات، وصولا إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 حيث توافق الذكرى المئوية لإصدار الوعد

سابقة قانونية
وشدد على أن تحقيق الحملة لهدفها ورؤيتها ممكن التحقق مع وجود سابقة قانونية لقبائل "الماو الماو" الكينية، حيث تعرضت لتهجير واضطهاد مماثل لما تعرض له الشعب الفلسطيني، وبعد حملة ناجحة على مستوى الرأي العام البريطاني، نجحت الحملة بدفع الحكومة للاعتراف بأفعالها وما ينبني عليه.

وقال هويدي إن تكثيف الحملة خلال الذكرى الحالية للنكبة من شأنه دفع عجلة نجاحها إلى الأمام نظرا للرابط الوثيق بين وعد بلفور والنكبة الفلسطينية.

وتشمل الحملة إقامة العديد من الأنشطة السياسية والإعلامية في أوروبا وفلسطين المحتلة ومخيمات الشتات، وصولا إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 حيث توافق الذكرى المئوية لإصدار الوعد.

وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917 أصدر وزير الخارجية البريطانية اللورد جيمس آرثر بلفور وعداً لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين عرف آنذاك بوعد "من لا يملك لمن لا يستحق".

ويعتبر الوعد الوثيقة الأخطر في تاريخ الصراع على الأرض والإنسان الفلسطيني ونقطة تحول بارزة في تاريخ فلسطين والعالم، نظرا لاعتماده بصورة رئيسية على مبدأ اقتلاع الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه وتهجيره لدول الشتات.

يُشار إلى أن هناك أكثر من سبعة ملايين لاجئ فلسطيني (من إجمالي تعداد الشعب الفلسطيني البالغ 11 مليونا) موزعين على مخيمات الشتات في الدول العربية ودول العالم المختلفة، يعاني قسم كبير منهم من أوضاع معيشية مزرية، بينما ترفض الحكومة البريطانية حتى اليوم طلبات تقديم اعتذار عن جريمتها بحقهم.

المصدر : الجزيرة