صالح يصل السعودية وتفاؤل في اليمن

Yemen's former President Ali Abdullah Saleh gestures as he arrives to a rally in Sanaa February 27, 2013. The rally was held by Saleh's supporters to mark the first anniversary of his power transfer. REUTERS/Khaled Abdullah (YEMEN - Tags: POLITICS CIVIL UNREST ANNIVERSARY)
undefined

عبده عايش-صنعاء

غادر الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح بشكل مفاجئ وغير معلن العاصمة صنعاء مساء أمس، ووصل العاصمة السعودية الرياض على متن طائرة خاصة وفرتها له المملكة، في وقت أكدت فيه مصادر مقربة منه أن لا علاقة لمغادرته صنعاء بأي ضغوط خارجية.

وتجيء مغادرة صالح لليمن في أعقاب تلويح مجلس الأمن الدولي في فبراير/شباط الماضي بفرض عقوبات عليه وفقا للمادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة، واتهامه -مع نائبه السابق الجنوبي علي سالم البيض- بأنهما يهددان التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة في اليمن، ويعرقلان تنفيذ بنود المبادرة الخليجية.

ويرى محللون سياسيون أن ضغوطا خارجية -وتحديدا أميركية وسعودية- كانت وراء خروج صالح من صنعاء، بعد أن قبلت الرياض استضافته واستكمال علاجه من الإصابات التي تعرض لها جراء تفجير قصر الرئاسة في الثالث من يونيو/حزيران 2011، في ذروة المواجهات العسكرية التي شهدتها صنعاء آنذاك.

بادي: خروج صالح سيعزز فرص نجاح مؤتمر الحوار الوطني(الجزيرة)
بادي: خروج صالح سيعزز فرص نجاح مؤتمر الحوار الوطني(الجزيرة)

فرصة نجاح
واعتبر راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق اليمنية -في تصريح للجزيرة نت- أن "خروج صالح من اليمن سيعزز فرص نجاح مؤتمر الحوار الوطني، وسيدفع بأجواء الثقة بين المتحاورين إلى مرحلة التوافق على حل قضايا ومشاكل البلد في أجواء هادئة".

كما أعرب المسؤول الحكومي عن أمله في أن يسهم وجود صالح خارج اليمن في إزالة مخاوف الكثير من القوى السياسية المشاركة حاليا وغير المشاركة حتى الآن في مؤتمر الحوار الوطني، وخصوصا من قادة الحراك الجنوبي الذين يقيمون خارج البلاد.

إلا أن أحمد الصوفي السكرتير الشخصي للرئيس السابق علي صالح قال -في حديث للجزيرة نت- إن زيارته للسعودية "كانت مقررة قبل شهر، ولكنها أجلت حتى يبدأ مؤتمر الحوار الوطني الذي انطلق في 18 مارس/آذار، وبعد اطمئنانه على تشكيل اللجان والفرق في المؤتمر، قرر المغادرة لإجراء فحوص طبية وإجراء عمليتين جراحيتين".

وأشار الصوفي إلى أن صالح "تعرض لإصابات كبيرة في أماكن مختلفة من جسمه خلال محاولة اغتياله داخل قصر الرئاسة"، وكشف أن "بعض الشظايا ما زالت موجودة داخل جسمه، وسيجري عمليتين جراحيتين لإخراج هذه الشظايا".

‪الصوفي: لا علاقة لسفر صالح بأي ضغوط خارجية‬ (الجزيرة)
‪الصوفي: لا علاقة لسفر صالح بأي ضغوط خارجية‬ (الجزيرة)

صالح سيعود
وأكد سكرتير صالح أنه سيبقى في السعودية إلى حين تحسن وضعه الصحي، وفقا لما يقرره الأطباء الذين أشرفوا على علاجه عام 2011 عقب محاولة اغتياله، ومن ثم سيعود إلى اليمن.

وبشأن توقيت سفر صالح الآن، أكد الصوفي أن "لا علاقة له بأي ضغوط خارجية"، وقال "لا أساس للاتهامات التي وجهها مجلس الأمن الدولي إلى الرئيس السابق صالح بأنه أحد الذين يعرقلون تنفيذ بنود المبادرة الخليجية والتسوية السياسية في اليمن".

وأضاف أن "صالح ليس هو من يقسّم العاصمة صنعاء إلى ثلاث مناطق نفوذ عسكرية وقبلية، ولا يقيم نقاط تفتيش في شوارعها، ولا يمتلك مليشيات مسلحة داخل الأحياء السكنية، ولا يمنع الرئيس عبد ربه منصور هادي من التحرك داخل شوارع صنعاء".

وأشار الصوفي إلى أن "صالح تنازل عن السلطة، وقبل ودعم المبادرة الخليجية، ويدعم الحوار الوطني الجاري الآن بين فرقاء العمل السياسي باليمن".

ومن جانبه أكد المحلل السياسي ياسين التميمي -في حديث للجزيرة نت- أن مغادرة صالح لليمن كانت مفاجئة للعديد من المراقبين، خصوصا أنه كان يتبنى مواقف رافضة للانصياع لإرادة المجتمع الدولي عقب اتهام مجلس الأمن له بعرقلة التسوية السياسية وتلويحه بفرض عقوبات عليه.

ورأى أن رحلة صالح إلى الرياض -وهي المرة الأولى منذ توقيعه بها في نوفمبر/تشرين الثاني 2011 على اتفاق نقل السلطة سلميا وفقا للمبادرة الخليجية التي وفرت له خروجا آمنا من السلطة- تحمل مؤشرات عديدة، أهمها أن السعودية لا تزال تمسك بقوة بخيوط اللعبة السياسية في اليمن.

كما يعتقد التميمي أن "ثمة رغبة لدى السعودية في احتواء تداعيات التحالف الناشئ بين صالح والحركة الحوثية بمحافظة صعدة، خصوصا في ظل التصعيد الإعلامي الذي يقف وراءه خصوم المملكة في اليمن، على خلفية الإجراءات التي اتخذتها السلطات السعودية ضد المخالفين لشروط الإقامة من المغتربين اليمنيين".

المصدر : الجزيرة