تنامي فقد الثقة بين لاجئي غزة والأونروا

خيمة اعتصام سابقة أمام مقر الأونروا احتجاجا على تقليص الخدمات المقدمة للاجئين
undefined
ضياء الكحلوت-غزة

تشير وقائع كثيرة إلى حالة فقد ثقة بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجمهور اللاجئين في قطاع غزة، في ظل تزايد الاتهامات الموجهة للوكالة بانتهاجها سياسات تضر باللاجئين وأوضاعهم المعيشية.

فالأونروا اتهمت في السنوات الأخيرة بانتهاج تقليصات أدت للتضييق على اللاجئين، ووصل حد التشكيك فيها من قبل مختصين ولاجئين إلى اتهامها بمحاولة التنصل من الالتزامات الدولية التي أُنشئت من أجلها.

وشهد العام الأخير سلسلة من الاحتجاجات ضد الأونروا كان أبرزها عندما غيرت اسمها قبل أن تعيده بضغط التحركات الشعبية، لكن نظرة التشكيك في كل ما تقوم به الأونروا ظلت حاضرة بعد ذلك.

في مقابل ذلك، لا ترى الأونروا أن هناك مشكلة مع اللاجئين في غزة، وتشير إلى أنها تتفهم غضبهم وانزعاجهم مما جرى مؤخراً من إنهاء لملف المساعدات النقدية واستبداله بمساعدات عبر نظام التوظيف المؤقت.

أبو عوكل: التقليصات في برامج الأونروا الإغاثية أغضبت جمهور اللاجئين (الجزيرة نت)
أبو عوكل: التقليصات في برامج الأونروا الإغاثية أغضبت جمهور اللاجئين (الجزيرة نت)

غضب اللاجئين
من جهته، قال رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة معين أبو عوكل إن التقليصات في برامج الأونروا الإغاثية أغضبت جمهور اللاجئين، ودفعتهم للخروج أمام مقار المؤسسة الدولية أكثر من مرة للتظاهر والاحتجاج.

وأوضح أبو عوكل للجزيرة نت أن ما أسماه تهرب الأونروا من التزاماتها تجاه اللاجئين يدفع إلى فقدان الثقة بين الطرفين الذي بات ملاحظاً ولم يعد سراً، مشيراً إلى أن الحصار والوضع في غزة يجب أن يدفع الأونروا لمضاعفة عملها لا تقليصه.

وأشار أبو عوكل إلى أن اللاجئين يشعرون بأن الأونروا أو أطرافا أخرى تسعى لسحب الصلاحيات والخدمات المقدمة للاجئين، معتبراً أن كثيراً من تقليصات الأونروا لا علاقة لها بالمال.

ولإعادة الثقة مع الأونروا، أكد أبو عوكل أن المنظمة الدولية مطالبة بأن تقف عند التزاماتها تجاه اللاجئين، وأن تعمل ليعيش اللاجئ حياة كريمة حتى يعود إلى أرضه، وأن تتواصل معهم وتعزز مطالبهم وتعيد ما قلصته من خدمات.

على الجانب الآخر، لا يرى المستشار الإعلامي للأونروا عدنان أبو حسنة وجود أي فقدان للثقة بين اللاجئين والمنظمة الدولية، مشيراً إلى أن الأونروا صاحبة النهضة الإنسانية لمجتمع اللاجئين في مناطق العمليات الخمس.

وكشف أبو حسنة للجزيرة نت أن الأونروا صرفت لصالح اللاجئين مليار دولار خلال العام ونصف العام الأخيرين في قطاع غزة، مؤكداً أن المشكلة الأساسية التي تعاني منها الأونروا هي تذبذب ميزانيتها نتيجة نقص التبرعات.

أبو حسنة: ليست هناك أي نوايا أو مؤامرات من الأونروا على اللاجئين (الجزيرة نت)
أبو حسنة: ليست هناك أي نوايا أو مؤامرات من الأونروا على اللاجئين (الجزيرة نت)

نفي المؤامرة
وأوضح أبو حسنة أن الأونروا أجبرت على قرارات التقليص وليست هناك أي نوايا أو مؤامرات من وكالته على اللاجئين الفلسطينيين، مشيراً إلى أن ما تفهمه الأونروا هو أن اللاجئين في غزة يعانون من الإحباط ليس بسبب الأونروا وإنما لأسباب أخرى.

وشدد على أن الأونروا على تواصل دائم مع لجان اللاجئين ووجهائهم وأساتذة الجامعات وغيرهم من قطاعات اللاجئين لإظهار ما تعيشه من أزمة مالية وللتحاور معهم، مشيراً إلى أن الناس قد لا تتفهم وجهة النظر لكن ما نقوله واقع حقيقي.

وبدوره أكد الكاتب في صحيفة "فلسطين" المحلية حسام الدجني وجود حالة من فقدان الثقة بين اللاجئين والأونروا لأن الأخيرة لا تلتزم بما جاءت من أجله -وهو تقديم الإغاثة والتشغيل للاجئ الفلسطيني- تحت ذرائع الأزمة المالية.

ويعتقد الدجني -في حديث للجزيرة نت- أن هناك جهات دولية تحاول دفع الأونروا لإنهاء خدماتها وإغلاق مكاتبها لتهميش قضية اللاجئين وإنهائها، مؤكداً أن السبيل الوحيد لعودة الثقة هو الحوار والخروج منه بنتائج لإنهاء الأزمة.

وقال الدجني إن المطلوب من الأونروا هو إعادة الاعتبار لقضية اللاجئين من الناحية الإنسانية والسياسية، ووقف كل أشكال التقشف التي تمس بشكل مباشر بحياة اللاجئين، وضمان إعادة ما تم تقليصه من برامج قديمة.

المصدر : الجزيرة