الخرطوم وقطاع الشمال يبدآن مرحلة جديدة

NAI06 - South Kordofan, -, SUDAN : Photo taken on April 6, 2012 shows Sudan People's Liberation Army –North (SPLA-N) soldiers gathered around one of their tanks at Mufalu on the frontlines in South Kordofan, Sudan. Amid heavy artillery bombardments and airstrikes, Sudan described the South's seizure of the contested oil-producing Heglig region from its army as the worst violation of its territory, pulling out of African Union-led talks in protest and edging the closest to all-out war on April 11, 2012. AFP photo/Adrianne OHANESIAN
undefined

عماد عبد الهادي-الخرطوم

من المتوقع أن تكون الحكومة السودانية والحركة الشعبية قطاع الشمال دخلتا في جولة جديدة من المفاوضات لأجل وقف الحرب وحل مشكلة ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.

وعلى الرغم من علامات التشاؤم التي بدت على كثير من المتابعين لما يدور بين طرفي الصراع من اتهامات متبادلة، فإن آخرين يرون أن رمالاً كثيرة تحركت خلال الفترة الماضية مما يجبر الطرفين على الدخول في مفاوضات جادة توقف معاناة مواطني الولايتين.

وبدا أن الحكومة السودانية أصبحت أكثر استعداداً من ذي قبل لمعالجة الأزمة خاصة بعد تغيير وفدها للمفاوضات السابقة -الذي وُصف من قِبل مراقبين بالتعنت- بآخر أكثر مرونة وقبولاً للطرف الآخر.

وسارعت الحكومة قبيل بداية المفاوضات التي ستضمها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وبرعاية الاتحاد الأفريقي، بتأكيد نيتها في معالجة الأزمة ودون أي شروط مسبقة.

وقالت عبر رئيس وفدها إبراهيم غندور للصحفيين إن "الحكومة مستعدة للدخول في حوار جاد وبقلب مفتوح لوقف معاناة مواطني الولايتين".

أما الحركة الشعبية قطاع الشمال فقد أكدت في تصريح صحفي مساء أمس وصول وفدها ورغبته في الانخراط في مفاوضات جادة لحسم كافة الملفات مع الحكومة.

لكن ذلك لم يمنع من الاعتقاد بوجود ضغوط دولية على الطرفين من جهة ووجود صفقة بين الخرطوم وجوبا وقطاع الشمال من الجهة الأخرى وما المفاوضات إلا تتويج لذلك.

ويرى الخبير الإستراتيجي حسن مكي وجود أيادٍ خارجية في "العملية برمتها". ويقول في تعليق للجزيرة نت إن ما يجري "ليس مفاوضات وإنما إملاءات قد تصيب الهدف بنهاية المطاف".

صلاح الدومة: المفاوضات ربما تحسم كل الخلاف القائم (الجزيرة)
صلاح الدومة: المفاوضات ربما تحسم كل الخلاف القائم (الجزيرة)

بينما يؤكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الإسلامية صلاح الدومة إمكانية توصل الطرفين إلى نقاط إيجابية تفضي إلى سلام بينهما.

ويرى أن تحسن العلاقة بين الخرطوم وجوبا سيدفع بالمفاوضات إلى نهايات "ربما تحسم كل الخلاف القائم"، معتبرا أن المنافع بين الخرطوم وجوبا تقودهما لفرض السلام على المعارضة في البلدين.

ويؤكد أن قطاع الشمال "يعلم أن رفضه التفاوض مع الحكومة سيجعله كبش فداء للعلاقات بين الخرطوم وجوبا"، مشيرا إلى تخلي الحركة الشعبية عقب توقيعها اتفاق السلام مع الحكومة السودانية في العام 2005م عن المعارضة الشمالية بكاملها.

ويقول للجزيرة نت "لو لم يستوعب قطاع الشمال دروس الماضي فسيدفع الثمن غاليا"، لافتا إلى إمكانية وجود اتفاق بين الخرطوم وجوبا بشأن كيفية معالجة أمر قطاع الشمال "المدعوم من حكومة الجنوب". ولا يستبعد أن تكون المفاوضات "هي عملية إخراجية لسيناريو تم إعداده بعناية فائقة".

أما الخبير الأمني العميد متقاعد حسن بيومي فلا يستبعد أن تكون العمليات العسكرية المستمرة في الولايتين مقصودة لذاتها بغرض "تحسين المواقف التفاوضية عبر إثبات وجود حقيقي على الأرض".

ويرى في تعليق للجزيرة نت تبدل قناعات طرفي المعادلة "بعد التقارب الذي حدث بين الخرطوم وجوبا مؤخرا"، مشيرا إلى أن الجولة الحالية ستمهد لجولة وإنجازات حاسمة.

ويتوقع توالي الضغوط على الطرفين حتى يتوصلا لاتفاق يوقف الحرب ويقلل الضغط الاقتصادي والعسكري على جوبا، الداعم الرئيس لقطاع الشمال.

المصدر : الجزيرة