ماذا بعد اقتحام اعتصام الحويجة؟

الجيش العراقي يعطى مهلة للمعتصمين في الحويجة غرب كركوك لتسليم متظاهرين اشتبكوا معه يوم الجمعة الماضي، والا سيتم اقتحام الساحة واعتقال المطلوبين
undefined

فجّر اقتحام قوات الأمن العراقية ساحة اعتصام الحويجة -الذي خلّف عشرات القتلى والجرحى- تساؤلات عن مستقبل الاحتجاجات المتواصلة في العراق منذ نحو أربعة أشهر، وهل تنوي الحكومة العراقية فض هذه الاعتصامات أم إن الأمر تعلق فقط باعتصام الحويجة الذي ضم مسلحين كما تقول؟

ووفق الرواية الرسمية، أعلنت وزارة الدفاع العراقية قتل "عشرين مسلًحاً والقبض على 75 آخرين، والعثور على كمية كبيرة ومتنوعة من الأسلحة" خلال عملية اقتحام ساحة الاعتصام بالحويجة جنوب غرب كركوك، مشيرة إلى مقتل ثلاثة عسكريين وجرح تسعة آخرين. وأضاف بيان الوزارة أن القوات استهدفت مسلحين وعناصر جماعة تعرف باسم جيش الطريقة النقشبندية.

كما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن، أن عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة هدفت للبحث عن مطلوبين متهمين بقتل وجرح عدد من أفراد الجيش العراقي الجمعة الماضية. واتهم معن -في بيان- المعتصمين في الساحة باستخدام الأطفال دروعاً بشرية، وإفشال أي محاولة لحل الأزمة.

في المقابل، نفى قادة الاعتصام وجود مسلحين بينهم، وقال المتحدث الرسمي باسم ساحة الحويجة حامد الجبوري إن المعتصمين كانوا قد وافقوا من حيث المبدأ على أن تقوم لجنة من نواب يمثلون البلدة بمجلس النواب يرافقهم ضباط من الجيش والشرطة بتفتيش الساحة ليؤكدوا أن المعتصمين ليسوا مسلحين.

‪حامد المطلك حمّل المالكي المسؤولية‬ (الجزيرة)
‪حامد المطلك حمّل المالكي المسؤولية‬ (الجزيرة)

من المسؤول؟
ومن جهته، حذر الشيخ عبد سامي العاصي -أحد شيوخ عشائر المنطقة- من تلويح الحكومة باستخدام القوة لأنها قد تشعل فتنة لا تقف عند حدود الحويجة، وفق قوله.

وحمّل عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن القائمة العراقية حامد المطلك المسؤولية للقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي عن اقتحام ساحة الحويجة، وكذلك لوزير الدفاع.

وقال المطلك للجزيرة إن سياسة الإقصاء التي تمارس في إدارة العراق هي السبب وراء هذا الاحتقان، وشدد في الوقت نفسه على رفضه إطلاق النار على قوات الأمن.

كما استنكر رئيس مجلس النواب العراقي، أسامة النجيفي "الجريمة البشعة التي ارتكبها الجيش ضد المعتصمين في الحويجة"، وقال "إنها انتهاك صارخ لحقوق الإنسان وضربة قاصمة للديمقراطية وجريمة يندى لها الجبين وترفضها القيم والأعراف". وحذر النجيفي من أحداث مريرة قد يقدم عليها العراق في حال استمرار الحكومة بما سماه النهج اللامسؤول وغير الآبه بحياة المواطن.

في مقابل ذلك، قال عضو ائتلاف دولة القانون خالد الأسدي إن دخول قوات الأمن لساحة الاعتصام كان بهدف حماية المتظاهرين عبر إخراج المسلحين من بينهم، مشددا على أن قوات الأمن ضبطت أسلحة داخل الساحة كان قد تم الاستيلاء عليها عند مهاجمة نقطة أمنية.

وفي حين أشار الأسدي في حديثه للجزيرة نت إلى ضرورة التعامل بحذر مع المعتصمين لوجود أبرياء وسلميين، قال إن هناك ما يشبه الاختطاف من قبل الجماعات المسلحة للمعتصمين.

‪مراقبون يخشون من التصعيد مع استمرار الاعتصامات منذ أربعة أشهر‬ (الجزيرة)
‪مراقبون يخشون من التصعيد مع استمرار الاعتصامات منذ أربعة أشهر‬ (الجزيرة)

تصعيد
ويخشى مراقبون من تصاعد مسار الأحداث، حيث أعلنت العشائر العربية في الحويجة النفير العام، وتعرضت نقاط تفتيش تابعة لقوات الشرطة والجيش للهجوم، وقتل وأصيب عدد من أفرادها، وسيطر رجال العشائر على عدد من سيارات الجيش، كما تضاربت الأنباء بشأن إسقاط مروحية للجيش بين تأكيد رجال العشائر ونفي وزارة الدفاع العراقية.

وقال المتحدث باسم الحراك الشعبي في الموصل أبو فرح الموصلي إن اجتماعا مهما سيعقده شيوخ العشائر وعلماء الدين بالموصل لبحث الرد على اقتحام ساحة الحويجة، لافتا إلى انتشار الحواجز الأمنية في الموصل في أعقاب حادثة الحويجة.

وأضاف الموصلي للجزيرة نت أن الأجهزة الأمنية تنظر للمشاركين في ساحات الاعتصام كلها على أنهم إما تابعون للقاعدة أو بعثيون، مضيفا أن هذا غير صحيح.

من جانبها قالت هيئة علماء المسلمين إن المالكي وجنوده ماضون في تنفيذ ما سمتها أجندة الولي الفقيه القائمة على التطهير الطائفي والعرقي، وأضافت الهيئة أن على العراقيين أن يعلموا أن المالكي أعلن الحرب عليهم، وأنه لن يتوقف، ما لم يردعه رادع.

في المقابل شدد الأسدي للجزيرة نت على ضرورة محاصرة ما حدث اليوم وعدم السماح بامتداده لساحات الاعتصام الأخرى "حتى لا تزهق أرواح جديدة وتعم الفوضى". وطالب القوى السياسية بعدم استغلال الحدث سياسيا أو بصورة طائفية حتى لا تتأزم الأمور.

ويبقى السؤال هل ستشهد الساحة العراقية تصعيدا في الأيام القادمة بين المعتصمين في ساحات الاعتصام المختلفة وقوات الأمن، أم سيمر حادث اليوم بسلام؟

المصدر : الجزيرة