الأمن الموريتاني يفرق تجمعا للحمالين

قوات من الدرك تطارد الحمالين بعيدا عن الميناء
undefined
 
أمين محمد-نواكشوط
 
قمعت قوات من الحرس والدرك الموريتانيين مئات من الحمالين الذين كانوا يتجمعون أمام ميناء نواكشوط (الميناء الرئيسي في موريتانيا)، مواصلة لإضراب عن العمل بدؤوه منذ أكثر من أسبوع احتجاجا على ظروف عملهم داخل الميناء.
 
ويطالب الحمالون بشكل رئيسي بزيادة التعويض الممنوح لهم عن تفريغ ونقل البضائع داخل الميناء، ليصل إلى ثلاث أواق للكيلو الواحد (نحو سنت أميركي)، في حين لا يتجاوز هذا التعويض في الوقت الحالي -حسب ما يقول الحمالون- 0.8 أوقية للكيلو الواحد.

وتولت وحدات من الحرس والدرك تفريق الحمالين، وقامت بمطاردتهم عدة كيلومترات لإبعادهم عن محيط الميناء الذي يقع على شاطئ المحيط الأطلسي غرب العاصمة نواكشوط، ويحاط بعدد من المنشآت الحيوية مثل مراكز تخزين وإيداع المخزون الوطني من المحروقات.

وجرح عدد من الحمالين خلال تلك المواجهات التي استمرت عدة ساعات، كما لم يستبعد متحدثون باسمهم وقوع إصابات في صفوف قوات الحرس والدرك، ولكن هذه القوات المرابطة في محيط الميناء رفضت إعطاء توضيحات بشأن أحداث أمس.

ورغم أن الحمالين دخلوا في إضراب مفتوح عن العمل منذ أكثر من أسبوع فإنها المرة الأولى التي تتدخل فيها قوات لتفريق المضربين وقمعهم وإبعادهم بالقوة عن محيط المؤسسة التي يعملون فيها.

مطالب
ويقول الحاج ولد العيد -وهو أحد المتحدثين باسم الحماليين- للجزيرة نت، إنهم اتفقوا مع إدارة الميناء في 24 من الشهر الماضي بشأن عريضتهم المطلبية، ولكن الإدارة المعنية بتطبيق بنود الاتفاق أخلفت الوعد رغم مضي 21 يوما التي نص عليها الاتفاق كفترة قصوى لبدء سريان هذا الاتفاق.

‪الحاج ولد العيد: الإدارة أخلفت وعدها لنا بتنفيذ مطالبنا‬  (الجزيرة نت)
‪الحاج ولد العيد: الإدارة أخلفت وعدها لنا بتنفيذ مطالبنا‬  (الجزيرة نت)

وأضاف أن الحمالين يطالبون أيضا بتحسين خدمات النقطة الصحية الموجودة في الميناء، ومدها على وجه الخصوص بسيارة إسعاف لنقل مرضاهم من الميناء إلى مستشفيات العاصمة، وبتعديل نظام الرواتب بمنحهم رواتب ثابتة بدل التعويضات المؤقتة "التي لا تسمن ولا تغني من جوع".

وقال حمال آخر هو اباه ولد منزه للجزيرة نت إن الحمالين لن يستسلموا ولن يعودوا للعمل طالما استمر ما وصفه بالظلم المسلط عليهم، مؤكدا أنهم سيبقون صفا مرصوصا، و"لن تجدي محاولات شق صفوفهم لثنيهم عن الإضراب، من خلال استخدام بعضهم ضد البعض الآخر".

ويقدر عدد العمال الحمالين بميناء نواكشوط بنحو 5700 حمال، يقومون بمهام تفريغ السفن والحاويات الراسية بالميناء بعقود مؤقتة غير ثابتة، وبتعويضات، ويقومون من حين لآخر باحتجاجات للمطالبة برفع أجورهم.

وطالبت الكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية الجهات المعنية بالإصغاء لمطالب الحمًالين، و"فتح مفاوضات تفضي إلى رفع أجورهم وتوفير حماية اجتماعية لهم"، ولكنها في المقابل دعت المضربين إلى "عدم الاستدراج للعنف وللتمسك بالسبل القانونية المشروعة لانتزاع حقوقهم".

ودانت أحزاب سياسية معارضة القمع الذي تعرض له الحمالون وطالبوا بحل عاجل ينهي معاناتهم، ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من الحكومة أو الجهات المعنية بالأزمة.

ومنعت قوات الدرك التي تحيط بميناء نواكشوط الصحفيين من تغطية الاحتكاكات مع الحمالين، ورفضت السماح لهم بتصوير التجمعات بالقرب من الميناء.

المصدر : الجزيرة