اتهامات بانتخابات مجالس العراق
علاء يوسف-بغداد
أعربت كتل سياسية عديدة عن استيائها من ضعف المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بالعراق بسبب ما أسموها "الضغوط" التي مارستها بحق الناخبين الأجهزة الأمنية وعرقلة وصولهم إلى مراكز الاقتراع، واصفين ما حدث بدفع لإرادة الناخب العراقي لصالح جهة معينة.
وقال عضو ائتلاف دولة القانون سلمان الموسوي في حديث للجزيرة نت إن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية ضعيفة ولا تلبي الطموح عند مقارنتها بالانتخابات السابقة، وذلك بسبب ضعف التنظيم من قبل مفوضية الانتخابات، فالكثير من الناخبين لم يجدوا أسماءهم في المراكز الانتخابية، إضافة إلى أن بعض الكتل السياسية كررت الأسماء نفسها التي لم تقدم شيئا في الفترة السابقة، مما أدى إلى عزوف المواطنين عن المشاركة.
وتوقع الموسوي أن يتصدر ائتلاف دولة القانون المراكز الأولى في بعض المحافظات، مما يتيح له تشكيل حكومات محلية ذات أغلبية سياسية والابتعاد عن الشراكة لأنها برأيه عطلت الكثير من المشاريع المهمة في البلد.
وعلل الموسوي عدم حدوث مشاكل أمنية بالخطط المحكمة التي وضعتها الحكومة العراقية ونفذتها بدقة وزارتا الدفاع والداخلية، مما أدى إلى عرقلة ما أسماها "المخططات الإرهابية" وعدم وصولها إلى مراكز الاقتراع والتأثير على إرادة الناخبين.
قناعة بالتزوير
من جانبه قال عضو القائمة العراقية عن محافظة صلاح الدين مطشر السامرائي للجزيرة نت إن نتائج الانتخابات الأولية أكدت عدم حدوث أي تغيير في مجالس المحافظات التي بقيت فيها نفس الوجوه، وذلك بسبب الضغوط التي مورست بحق الناخبين من قبل الأجهزة الأمنية وأدت إلى منع عدد كبير من التصويت.
في المقابل يرى رئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي شاكر كتاب أن مجالس المحافظات ستشهد تغييرا بعد صعود قوائم جديدة لها ثقلها وتأثيرها في الشارع العراقي.
وأضاف كتاب في حديث للجزيرة نت أن المواطن يشعر بالإحباط وعدم الثقة لفشل إدارة مجالس المحافظات السابقة في تنفيذ وعودها، مما أدى إلى عزوفه عن المشاركة في الانتخابات كاحتجاج على ما يجري في البلد.
ولفت إلى أن المبالغة في الإجراءات الأمنية جعلت المواطن يتخوف من الذهاب إلى صناديق الاقتراع، مما حال دون تصويت العديد من الناخبين.
وقال القيادي في قائمة متحدون النائب أحمد المساري للجزيرة نت إنهم ينتظرون النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات من أجل الاتفاق على صيغ لتشكيل الحكومات المحلية، مشيرا إلى ممارسة الأجهزة الأمنية لضغوط كبيرة منعت الناخبين من الوصول إلى صناديق الاقتراع.
قوى جديدة
ويرى المحلل السياسي كاظم المقدادي في حديث للجزيرة نت أن الانتخابات شهدت بروز قوى جديدة حققت نتائج جيدة، مما يؤكد أن الناخب العراقي بدأ يبحث عن المرشحين أصحاب الكفاءة لتمثيله في الحكومات المحلية، وأضاف أن عزوف العراقيين عن المشاركة في الانتخابات كان بسبب عدم تقديم الحكومة الخدمات، والأزمات السياسية التي تعصف بالبلد.
وأشار إلى بروز ظاهرة جديدة هي المنافسة بين القائمة الواحدة التي كانت أشد من المنافسة مع القوائم الأخرى، مبينا أن الهدوء الأمني نجم عن الإقبال الضعيف على التصويت، إذ كانت الأجهزة الأمنية "غير متشددة".
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت أن نسبة المشاركة بلغت 51% مع إضافة الاقتراع الخاص، فيما أكدت منظمات مجتمع مدني تولت مراقبة الانتخابات عدم تجاوز النسبة 41%، وستعلن النتائج خلال خمسة أيام.