أردوغان بغزة يزيد انقسام فتح وحماس

epa03606026 US Secretary of State John Kerry (L) talks with Turkish Prime Minister Recep Tayyip Erdogan (R) in Ankara, Turkey, 01 March 2013. Kerry was to hold talks with Turkish officials, and was expected to discuss the conflict in Syria, where the United States has pledged 60 million dollars for the opposition. Kerry said this week rebels fighting to overthrow President Bashar al-Assad need more help. EPA/KAYHAN OZER / POOL
undefined

أحمد السباعي-الجزيرة نت

يبدو أن زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أواخر الشهر المقبل لقطاع غزة تزيد الطين بلة في العلاقات الفاترة أصلا بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) وفتح الفلسطينيتين، فالاتهامات المتبادلة بين الطرفين تشي بالهوة الكبيرة بين الطرفين رغم إصرارهما على المصالحة الوطنية ومعالجة الانقسام.

البيان الشديد اللهجة الذي أصدره المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري أولى دلالات زيادة توتر العلاقات، فهو لم يكتف بإدانة المطالب الأميركية بتأجيل الزيارة بل ذهب لاتهام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتواطؤ مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري -الذي اعتبر أن موعد زيارة أردوغان لغزة غير مناسب وأن وقتها لا يخدم الجهود المبذولة لإطلاق محادثات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين-  للإبقاء على حصار غزة.

لا شرعية لعباس
ويشرح أبو زهري ما قصده باتهاماته بالقول إن هدف زيارة أردوغان لغزة كسر الحصار عن القطاع، ومحاولات منعه تعني تكريس الحصار وإبقاءه على القطاع وعلى حماس. وأضاف أن عباس أعلن قبل زيارته لتركيا أن هدفها يتلخص "في تقديم طلب لأردوغان لإلغاء الزيارة، وهذا يؤكد أن هناك تنسيقا متبادلا لإبقاء الحصار على غزة".

أبو زهري: الموقف الرسمي الفلسطيني يجب أن يشجع هذه الزيارات لا أن يعرقلها (الجزيرة)
أبو زهري: الموقف الرسمي الفلسطيني يجب أن يشجع هذه الزيارات لا أن يعرقلها (الجزيرة)

وفي موضوع ضرب المصالحة ووجود "رأسين للسلطة الفلسطينية" يقول أبو زهري إن عباس لا يملك أي شرعية لأن مدة ولايته القانونية انتهت عام 2009 وهو يمارس دوره في السلطة بحكم التوافق الوطني الذي جرى بعد اتفاق المصالحة. وأضاف أن التوافق الوطني يفرض عليه احترام القوى الأخرى التي منحته هذه الشرعية.

وأوضح أن موضوع الشرعيات غير وارد، وتلويح فتح فيها لم يعد يصح لأن حماس هي من تملك الشرعية بعد فوزها بآخر انتخابات شرعية، وتحدث عن زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لغزة التي اعترضت عليها فتح، واستفاد منها كافة الشعب الفلسطيني، وعليه فإن الموقف الرسمي الفلسطيني يجب أن يدعو لزيارة الرؤساء لغزة لا عرقلتها.

وفي شأن المصالحة "المجمدة" يؤكد متحدث حماس بأنه ليس هناك حراك في المصالحة لتضربها زيارة أردوغان التي تهدف بشكل مباشر لكسر الحصار على غزة، لافتا إلى أن ضغط السلطة لوقف الزيارة ستكون له نتائج عكسية وتزيد الشرخ لا تعالجه.

وخلص أبو زهري إلى أن الطلبات والضغوط التي تمارس على أردوغان لن تثنيه عن زيارة القطاع، وأنه على ثقة أن الرد على الضغوط سيكون بإتمام الزيارة وإنجاحها.

سلطة مستقلة
كلام أبو زهري ودعواته لم ترق لنمر حماد مستشار عباس ووصفه "بالفارغ والسخيف" وأوضح أن زيارة أردوغان ومثيلاتها تكرس وجود سلطة مستقلة بقطاع غزة تضر بمصالح الشعب الفلسطيني، وهذا ما تقوم به إسرائيل التي يدعو قادتها إلى إقامة السلطة الفلسطينية في غزة.

حماد: زيارة أردوغان ومثيلاتها تكرس وجود سلطة مستقلة في غزة (الجزيرة)
حماد: زيارة أردوغان ومثيلاتها تكرس وجود سلطة مستقلة في غزة (الجزيرة)

وأضاف أن الصراع لإقامة دولة فلسطينية يدور حول الضفة الغربية والقدس الشرقية، وجدد تأكيده أن الضفة وغزة تحت الاحتلال، واتهم بعض الأطراف في حركة حماس بالداخل بأنهم يريدون إظهار هذه الزيارات كزيارات رسمية لسلطة ودولة مستقلة.

وأوضح أن التشكيك بشرعية عباس "مردود عليهم" لأن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل يجتمع بعباس بصفته الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني، وطلب منه تشكيل الحكومة الجديدة على هذا الأساس، ووصف الاتهامات لعباس أنه ينسق مع كيري لإبقاء الحصار "سخيفة ومن أدلى بها أسخف منها" بينما الرئيس الفلسطيني "يقاتل" بالغرب لرفع حماس عن قائمة الإرهاب لتكون جزءا سياسيا فاعلا بهذه المرحلة.

وفرق حماد بين "حركة حماس الوطنية ذات الجماهيرية الكبيرة وبعض قادتها المرتزقة في الداخل الذين يريدون إبقاء الحصار للاغتناء من الأنفاق، وهؤلاء لا يهمهم المشروع الوطني بل مصلحتهم الفئوية".

وأكد أن "جميع الزيارات لغزة تأتي بالتنسيق مع إسرائيل مستشهدا بعدم مرافقة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح لمشعل في زيارته لغزة بسبب رفض تل أبيب" وتسأل هل دعم غزة وأهلها بحاجة لزيارتها؟

أردوغان يزور غزة
وخلص حماد إلى أنهم أبلغوا الأتراك وجهة نظرهم والقرار الأخير لهم، مؤكدا أن مواقف الدولة التركية نابعة من مصالحها ولا تذعن للضغوط الأميركية.

ووسط هذه الاتهامات والتحليلات والطلبات، يؤكد الأكاديمي التركي سمير صالحة أن أردوغان لن يتراجع عن زيارة غزة، وأضاف أن المعروف عن أردوغان مواجهته لأي ابتزاز أو ضغوط.

واعتبر أن إعلان أردوغان زياته غزة ليس له علاقة فقط بكسر الحصار ودعم القضية الفلسطينية بل أيضا بالشروط التي وضعتها تركيا على إسرائيل برفع الحصار على غزة، موضحا أن أي تراجع عن الزيارة سيُفسر على أنه تهاون بالشروط التي وضعها أردوغان نفسه.

ويرى صالحة أن عباس لن يغامر بشعبيته لدى الفلسطينيين ويطلب من أردوغان إرجاء زيارته، وأوضح أن على الفلسطنيين أن يتعاملوا مع الزيارة كعامل مساعد في إنجاز المصالحة الوطنية، وتسأل عن الجهود المبذولة بعملية السلام؟ وعن الموعد المناسب لزيارة قطاع محاصر منذ سنوات؟

وأفاد بأن الخارجية التركية ردت بطريقة غير مباشرة على طلب كيري وعباس بأن لا تغيير حتى الساعة على موعد زيارة أردوغان لغزة أو تغيير بجدولها، مشيرا إلى أن أردوغان رجل سياسة يزور واشنطن قبل غزة. ولكن السؤال "هل ستظهر معطيات جديدة على الأرض تؤدي لتغييرات غير متوقعة"؟

المصدر : الجزيرة