استمرار الجدل بالأردن بشأن لاجئي سوريا

اعتصام نفذه اليوم حزب التحرير امام البرلمان ضد موقف النواب
undefined

محمد النجار-عمان

يتواصل في الأردن الجدل حيال موقف برلمانيين أردنيين من اللاجئين السوريين ومهاجمتهم لكل من السعودية وقطر، مما ولد أزمة تحت الرماد بين المملكة والدولتين الخليجيتين.

أحدث الانتقادات جاءت اليوم الثلاثاء خلال اعتصام نفذه العشرات من نشطاء حزب التحرير الإسلامي المحظور أمام مبنى البرلمان هاجموا خلاله النواب واتهموا مهاجمي اللاجئين السوريين بأنهم "شبيحة بشار الأسد".

وقال الناطق باسم حزب التحرير ممدوح القطيشات للجزيرة نت إن ما صدر عن النواب لا يمثل المسلمين ولا الشعب الأردني، متهما النواب بأنهم "انسلخوا عن جسد الأمة وجندوا أنفسهم شبيحة في كتائب الأسد".

وحضر الاعتصام عدد من أبناء عشائر بني حسن ومدينة المفرق التي تستضيف العدد الأكبر من اللاجئين السوريين، واعتبروا أن مواقف نواب من المحافظة ضد اللاجئين السوريين لا تمثل أبناءها.

ورفع المعتصمون لافتات تهاجم مجلس النواب بشدة، كما رفعت أخرى تعتذر للاجئين السوريين عن مواقف النواب، ومنها "أهل الشام أهلي.. وعرضهم عرضي.. ودمهم دمي.. وجرحهم جرحي.. فلن تفرقنا حدودكم".

المعتصمون رفعوا لافتات تعتذر للاجئين السوريين عن مواقف النواب(الجزيرة نت)
المعتصمون رفعوا لافتات تعتذر للاجئين السوريين عن مواقف النواب(الجزيرة نت)

احتجاج آخر
احتجاج آخر ظهر في مبادرة شبابية تعمل منذ أشهر تحت عنوان "شوشرة" تهتم بشكل أساسي بإغاثة اللاجئين السوريين في الأردن.

الشبان بثوا أمس الاثنين فيديو مصورا لمقطع تمثيلي صامت نفذه الشبان في أحد المراكز التجارية الكبرى في عمان بالتعاون مع حملة نقابية لإغاثة اللاجئين السوريين تحمل عنوان "أهلنا بعيوننا".

رزان زاهدة إحدى الشابات الناشطات في المبادرة قالت للجزيرة نت إن المبادرة ينشط فيها العشرات من طلبة الجامعات وتهدف بشكل أساسي للفت أنظار المجتمع الأردني لقضايا مهمة.

وتابعت "منذ انطلاقنا سيطرت على همومنا قضية إخواننا السوريين من اللاجئين ونفذنا أربع مبادرات في أماكن عامة كان آخرها ما عرف بشوشرة الزعتري للفت النظر إلى معاناة إخواننا السوريين في مخيم الزعتري".

وعن توقيت عرض الفيديو الذي جاء بعد مهاجمة نواب للاجئين ودعوات إغلاق الحدود في وجههم، قالت زاهدة "كان أحد أهداف بث الفيلم في هذا التوقيت الرد على إساءات النواب وتعريف المجتمع بمعاناة اللاجئين ولفت النظر إلى أن أغلبية المجتمع الأردني لا تتبنى مواقف النواب".

هذه المواقف سبقتها مواقف من جماعة الإخوان المسلمين التي أصدرت تصريحات وبيانات اتهمت البرلمان بالعنصرية، كما انتقدت هجومهم على دول عربية، وهو الموقف الذي أثار رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور الذي اتهم عبر شاشة التلفزيون الأردني الإخوان بالتصيد ومحاولة الإيقاع بين الأردن ودول عربية.

ارتدادات لافتة
الارتدادات السياسية لهجوم النواب، الذي جاء أعنفه على لسان رئيس مجلس النواب السابق عبد الكريم الدغمي والنائبين ميسر السردية ونضال الحياري، جاءت لافتة خاصة أن السفير السعودي في عمان فهد الزيد زار مجلس النواب بعد يوم واحد من الهجوم وأبلغ رئيسه سعد السرور برفض بلاده لهجوم النواب عليها وهي التي دأبت على دعم الأردن وإغاثة اللاجئين السوريين.

بسام المناصير قال إن وزير الخارجية الأردني أوضح للسفيرين السعودي والقطري أن ما صدر عن بعض النواب لا يمثل رأي الغالبية منهم

بعد يومين من الهجوم فوجئ سياسيون بزيارة للسفير الإيراني لرئاسة البرلمان، فهمت من قبل سياسيين على أنها محاولة من طهران للاستثمار في موقف النواب الذي بدا مساندا لنظام الأسد على حساب ثورة شعبه، لكن قيادات برلمانية أوضحت أن زيارة سفير طهران بروتوكولية ومعدة مسبقا.

الأمور بدا أنها تطورت أكثر بعد أن التقى وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بالسفيرين السعودي والقطري في عمان بحضور رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب بسام المناصير.

المناصير قال للجزيرة نت الاثنين إن الوزير أوضح للسفيرين أن ما صدر عن بعض النواب لا يمثل رأي الغالبية منهم، ولفت إلى أنه استمع من السفيرين شكوى مريرة عما صدر عن النواب.

رئاسة البرلمان أبدت -بحسب وسائل إعلام محلية- عتبها على وزير الخارجية واستدراكه على مواقف النواب، وهو ما أشار إلى عمق الأزمة بين البرلمان والحكومة والتي بدأت تنعكس على علاقات الأردن مع السعودية وقطر، وفقا لما يؤكده سياسيون هنا في عمان.

وقرأ سياسيون في هجوم النواب على اللاجئين السوريين والسعودية وقطر، والاشتباك بين الموقفين البرلماني والحكومي، أزمة لدى مؤسسة القرار في الأردن، ضاعف منها غضب النواب من تشكيلة الحكومة التي تتهيأ للتقدم بالثقة لمجلسهم.

ويأتي ذلك كله وسط تسريبات عن غضب إحدى المؤسسات الأمنية من عدم مشاورتها في التشكيلة الحكومية التي أعلنها عبد الله النسور مطلع الأسبوع الجاري وحازت على هجوم تيارات محافظة وبرلمانيين، عوضا عن الانتقاد التقليدي لها من المعارضة.

المصدر : الجزيرة