فلسطين قضية مركزية في قمة الدوحة

(L-R) Palestinian president Mahmud Abbas, Bahrain's King Hamad bin Issa al-Khalifa, Jordan's King Abdullah II, Qatar's Emir Hamad bin Khalifa al-Thani, Sudanese President Omar al-Bashir and Egyptian President Mohamed Morsi pose for a picture at the opening of the Arab League summit in the Qatari capital Doha on March 26, 2013. The Arab League kicked off a two-day summit in Doha where opponents of President Bashar al-Assad will represent Syria for the first time, despite rifts which have marred their political gains. AFP PHOTO/KARIM SAHIB
undefined

أحمد السباعي-الدوحة

ظلت القضية الفلسطينية تتصدر اهتمامات القمة العربية رغم الأحداث المتلاحقة التي تعصف بالعالم العربي بداية من ربيعه وصولا إلى الأحداث في سوريا، كما أخذ موضوع إعادة هيكلة الجامعة حيزا مهما في الكلمات التي تم إلقاؤها.

ولم تشذ قمة الدوحة عن هذه القاعدة، فجميع القادة أعطوا الصدارة في كلماتهم للقضية الفلسطينية وأكدوا حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف وطالبوا بتوفير الدعم المادي للفلسطينيين ومساعدتهم على التشبث بأرضهم وأدانوا الانتهاكات الإسرائيلية وممارساتها الاستيطانية.

البداية كانت مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي وصف القضية الفلسطينية "بمفتاح السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف أن لا سلام في المنطقة إلا بحل هذه القضية حلا عادلا وشاملا.

واقترح عقد قمة عربية مصغرة في القاهرة في أقرب فرصة ممكنة برئاسة مصرية ومشاركة من يرغب من الدول العربية إلى جانب قيادتي حركتي فتح والمقاومة الإسلامية (حماس)، تعمل على وضع جدول زمني لتحقيق المصالحة الوطنية وفقا لخطوات عملية تنفيذية وجدول زمني محدد.

وأوضح أن مهمة الحكومة ستكون تشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات التشريعية والرئاسية، والاتفاق على موعد إجراء الانتخابات ضمن فترة زمنية.

وطالب القمة بالموافقة على إنشاء قانون لدعم القدس برأسمال مليار دولار, وأعلن مساهمة بلاده بربع مليار دولار في هذا الصندوق "إذا كنا جادين في الدفاع عن عروبة القدس".

القادة العرب أكدوا على حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس (رويترز)
القادة العرب أكدوا على حق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس (رويترز)

المصالحة الفلسطينية
في السياق طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بإنجاز المصالحة الفلسطينية وتنفيذ الاتفاقيات والتفاهمات التي تم التوقيع عليها في الدوحة والقاهرة ودعم اقتراح أمير قطر بعقد قمة مصغرة للإشراف على تحقيق المصالحة وكذلك مبادرته بإنشاء صندوق خاص لدعم صمود القدس وتمكين الشعب الفلسطيني.

ودعا إلى مضاعفة الجهد الدبلوماسي العربي على الساحة الدولة للعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وأضاف أنه لم يعد مقبولا الانخراط في "مفاوضات عقيمة" تُضيع الوقت وتكرس الاستيطان والاحتلال وطالب بتوفير "شبكة أمان مالية عربية" لدعم صمود الشعب الفلسطيني.

بدوره كرر خضير الخزاعي -نائب الرئيس العراقي- دعم بلاده الكامل للقضية الفلسطينية والعمل من أجل إقامة دولة لهم عاصمتها القدس الشريف.

فحوى هذه الكلمات رأى فيها رئيس الجمعية الأوروبية العربية للمحامين القانونيين الهادي شلوف بارقة أمل جديدة للقضية الفلسطينية مستمدة من الربيع العربي وتحرك الشارع الذي فرض على حكامه نظرة جديدة للسياسة الخارجية وبالتحديد في القضية الفلسطينية أملا أن يتم استشارة الفلسطينيين وأخذ رأيهم في أي حل للقضية لا أن يُسقط هذا الحل عليهم أو يتاجر كما كان يُفعل في السابق بقضيتهم دون حل جذري لها.

وفي موضوع إعادة هيكلة الجامعة التي تعد من إحدى القضايا الرئيسية التي تناقشها القمة العربية، دعم أمير قطر لإصلاح وتطوير الجامعة العربية الذي يجب أن يستلهم تطلعات الشعوب وتلبية مطالبها بالحرية والعدالة الاجتماعية والتضامن الحقيقي.

الأمين العام للجامعة العربية أكد ضرورة إجراء عملية مراجعة شاملة لميثاقها، الذي تمت صياغته عند نهاية الحرب العالمية الثانية، في ظروف دولية وإقليمية لم تعد قائمة

صندوق معاشات
واقترح أمير قطر صندوق معاشات لموظفي الأمانة العامة للجامعة معلنا مساهمة قطر بمبلغ عشرة ملايين دولار في الصندوق.

أما الأمين العام للجامعة العربية فأكد ضرورة إجراء عملية مراجعة شاملة لميثاقها، الذي تمت صياغته عند نهاية الحرب العالمية الثانية، في ظروف دولية وإقليمية لم تعد قائمة، بحيث تمكن الجامعة من الاضطلاع بوظائفها التي تمليها عليها تحديات العصر بظروفه الدولية والإقليمية الحالية.

وأضاف أن هذه المراجعة يجب أن تشمل أولويات العمل العربي المشترك وقواعده، والتعديلات الخاصة بعمل هيئات ومجالس الجامعة، ودعم دور الأمين العام، ودوره في تنشيط العمل العربي المشترك.

وعن هذه الهيكلة يقول مدير تحرير أخبار اليوم نبيل عطا أن قمة بغداد شكلت لجنة برئاسة الأخضر الإبراهيمي لدراسة كل ما يتعلق بهيكلة وظائف ومناصب وقيادات الجامعة العربية، وأضف أنه منذ نشأة الجامعة عام 1945 لم يكن هناك توصيف دقيق لمناصب الجامعة ناهيك عن الفجوة العمرية والفكرية الكبيرة بين القيادات العليا في الجامعة وباقي الموظفين.

وشدد على أن الجامعة بحاجة لضخ دماء شابة جديدة ودفعهم إلى الصف الأول للجامعة، وأوضح أن "لجنة الإبراهيمي" انتهت من عملها وبدأت تنفيذ الخطوات، واعتبر أن هذه القمة "ستشكل نقلة نوعية في هذا الموضوع" لأن العرب أيقنوا خطورة الأحداث التي ضربت العالم العربي وتأخر جامعتهم في مواكبتها مما دفعهم للتحرك بفعالية.

المصدر : الجزيرة