مظاهرة بكوالالمبور لحماية الروهينغا

مظاهرة للاجئي الروهينغا في العاصمة كوالالمبور
undefined

محمود العدم-كوالالمبور

تظاهر المئات من لاجئي ميانمار وممثلون عن منظمات غير حكومية وسط العاصمة الماليزية كوالالمبور اليوم الاثنين احتجاجا على تجدد أعمال العنف واتساع رقعتها ضد مسلمي عرقية الروهينغا في ميانمار.

وطالب المتحدثون بالمظاهرة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتحرك السريع واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات "التطهير العرقي" التي تمارس ضد المسلمين في ميانمار، كما طالبوا حكومة ميانمار بإجراء تحقيق محايد في الانتهاكات الأخيرة بمدينة ميختيلار وسط البلاد.

وقال بيان صادر عن مجلس المنظمات الإسلامية الماليزية غير الحكومية (مابيم) وندوة علماء آسيا (شورا) إن الانتهاكات الأخيرة في ميختيلار ضد حياة الأبرياء وممتلكاتهم شكلت صدمة مروعة للمسلمين في ميانمار خاصة، وفي العالم الإسلامي بشكل عام.

وتابع البيان أن التقارير والمواقف الصادرة عن مبعوث الأمم المتحدة لميانمار فيجاي نامبير، عكست حجم هذه الاعتداءات "التي ارتكبها مجهولون بدءًا من بلدة تاكيتا قرب العاصمة يانغون وانتهاء بمدينة ميختيلار".

‪علي: نطالب ميانمار بحماية المسلمين مقابل استمرار علاقاتها بالدول الإسلامية‬ (الجزيرة)
‪علي: نطالب ميانمار بحماية المسلمين مقابل استمرار علاقاتها بالدول الإسلامية‬ (الجزيرة)

مطالب المتظاهرين
وطالب الموقعون على البيان حكومة ميانمار، وعلى رأسها الرئيس ثن سين، بتوفير الحماية للمسلمين، وتحمل مسؤولياتهم تجاههم، معتبرين أن "التوجه نحو الديمقراطية والإصلاح سيكون بلا معنى عندما تتعرض فئات من الشعب للترويع والقتل المتواصل".

وعبروا عن إدانتهم الشديدة للانتهاكات اللاإنسانية التي يتعرض لها المسلمون في ميانمار، مطالبين رئيس ميانمار "بالتصرف بحكمة وفقا للقيم العالمية، وتوفير الرعاية للمسلمين قبل فوات الأوان".

كما طالبوا لجنة تقصي الحقائق الوطنية بالتحرك السريع والعمل على نشر نتائج تحقيقاتها التي تصل لها لوسائل الإعلام "للكشف عن الأيدي الخفية التي تعمل على تشويه البوذية عمدا لدى المواطنين".

بدوره دعا اتحاد منظمات الروهينغا العالمي الدول العربية والإسلامية إلى الضغط على حكومة ميانمار من أجل وقف أعمال العنف تجاه المسلمين وتوفير الحماية لهم.

وقال إبراهيم علي متحدثا باسم الاتحاد للجزيرة نت إن "هناك علاقات سياسية واقتصادية لميانمار مع الدول العربية والإسلامية، ونحن ندعو هذه الدول إلى مطالبة حكومة يانغون بتوفير الحماية للأقلية المسلمة مقابل استمرار العلاقات". 

‪المتظاهرون طالبوا السلطات باستقبال لاجئي الروهينغا‬ (الجزيرة)
‪المتظاهرون طالبوا السلطات باستقبال لاجئي الروهينغا‬ (الجزيرة)

احتجاز لاجئين
وفي السياق ذاته، قالت منظمات غير حكومية إن السلطات الماليزية احتجزت أكثر من مائة لاجئ -من الروهينغا- صباح اليوم بعد رسو القارب الذي كان يقلهم على شاطئ جزيرة بينانغ شمال البلاد.

ودعا رئيس مجلس المنظمات الإسلامية الماليزية حاج عزمي عبد الحميد سلطات بلاده لاستقبال اللاجئين وتوفير الحماية لهم، ومعاملتهم وفق القوانين الدولية.

وطالب في حديث للجزيرة نت المجتمع الدولي ودول منظمة التعاون الإسلامي بإعطاء موضوع الروهينغا قدرا كبيرا من الأهمية والتحرك بشكل عاجل "لإنقاذ إخوانهم المسلمين الذين يتعرضون لأبشع عمليات التهجير والإبادة والتطهير العرقي".

وتقدر بيانات صادرة عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعداد اللاجئين من ميانمار والمسجلين بماليزيا بنحو أربعين ألفا، منهم خمسة وعشرون ألفا من أقلية الروهينغا المسلمة، وعشرة آلاف من مسلمي ميانمار المتحدرين من عرقيات أخرى، إضافة إلى سبعة آلاف من التاميل.

ويعيش هؤلاء اللاجئون ظروفا مأساوية داخل المدن والقرى الماليزية ويتعرضون فيها للخطر، "وبسبب النظرة لهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين فإنهم يحاولون أن يتخفوا عن أعين السلطات، ويقبلون بالأعمال الوضيعة، وبعضهم يتعرض لعمليات الاتجار بالبشر ويتم تشغليهم في أعمال تتنافى مع إنسانيتهم" وفقا لمسؤول اللاجئين بالاتحاد العالمي لمنظمات الروهينغا عبد الشكور بن عبد الرزاق.

المصدر : الجزيرة