احتجاجات فلسطينية مع وصول أوباما
وتوجه حشد كبير من الناشطين وقيادات وطنية وفصائلية في مسيرة غاضبة إلى شارع الإرسال المؤدي لمقر الرئاسة باللحظات التي وصل فيها أوباما، وكانوا يهتفون "يا أوباما برة برة.. أرض الشهداء حرة حرة".
وشارك بالاحتجاجات أهالي أسرى فلسطينيين معتقلين بالسجون الإسرائيلية وعائلات شهداء ولاجئين من مخيمات الضفة، وكذلك فلسطينيون يحملون الجنسية الأميركية.
سياسة ثابتة
وقالت عضو المجلس الوطني الفلسطيني ريما نزال إن الاحتجاجات الشعبية على زيارة أوباما تعبر عن رفض الشعب الفلسطيني للسياسة الأميركية التي لم تتغير منذ ولاية أوباما الأولى، وكذلك بمستهل ولايته الثانية.
وقالت إن تصريحاته لا تبشر بخير بالنسبة للفلسطينيين، وتعبر عن انحياز أعمى للاحتلال وتأييدا مطلقا للاستيطان وتهويد القدس واستمرار احتجاز الأسرى الفلسطينيين.
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، فقال إن الفلسطينيين يرفضون موقف أوباما الذي تبنى دعوة بنيامين نتنياهو للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.
وقال رأفت للجزيرة نت إن هذه المواقف تحمل عنصرية ضد سكان البلاد الأصليين بالأراضي المحتلة عام 1948 والذين يزيد عددهم على مليون وأربعمائة ألف فلسطيني.
واستهجن رأفت إعلان أوباما تقديم الدعم الأمني الكامل لإسرائيل، وقال إن إسرائيل هي التي تهدد أمن الفلسطينيين وجيرانها من الدول العربية "ولم نسمع كلمة واحدة من أوباما تطالب بوقف الاستيطان والالتزام بحدود الرابع من حزيران 1967 كمرجعية لأي عملية تفاوض".
ودعا رأفت الرئيس الأميركي إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والعمل مع بقية أعضاء مجلس الأمن لوضع آليات لتنفيذ القرارات الداعمة لحقوق الفلسطينيين في التحرر وتقرير المصير، وليس تأمين الحماية لإسرائيل وهي تشن عدوانها على الشعب الفلسطيني.
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار إن هذا الاحتجاج جاء ليوصل الصوت الشعبي الفلسطيني ضد السياسة الأميركية و"لنقول إن فلسطين ستبقى حرة وإن السياسة الأميركية لن تحظى إلا بمزيد من ازدراء الشعوب في العالم".
ورأت خالدة جرار في زيارة أوباما فرصة لتجديد الدعم الأمني والسياسي والاقتصادي لإسرائيل، بينما اعتبرت لقاءه مع القيادة الفلسطينية شكلا من العلاقات العامة فقط. ودعت القيادة إلى الاستماع لصوت شعبها وعدم الرضوخ لأية ضغوط أميركية تعيدها للمفاوضات.
وبينما يتحدث الجانب الفلسطيني على طرح قضية الإفراج عن أكثر من مائة أسير فلسطيني معتقلين قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993، رأى أسرى محررون شاركوا بالاحتجاج ضد زيارة أوباما أن أي رهان على التدخلات الأميركية سيكون خاسرا.
وقال الأسير الفلسطيني المحرر بصفقة شاليط صلاح الحموري، والذي يحمل الجنسية الفرنسية، إن الحل بالنسبة للفلسطينيين هو العودة إلى مربع المقاومة والوحدة الوطنية والكف عن الهرولة وراء سراب السلام والتسوية مع إسرائيل وأميركا.
وأضاف "جربنا مفاوضات خلال عشرين سنة مضت، وبات الشعب الفلسطيني يعرف أن الأسرى لا يفرج عنهم بالمفاوضات، بل هناك حل آخر وطريق معروف لتحريرهم".
وجاءت هذه الاحتجاجات بينما اجتمع الرئيس الأميركي ساعتين تقريبا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بمقر الرئاسة، قبل توجهه إلى أحد المراكز الشبابية بمدينة البيرة.
وسادت مدينتي رام الله والبيرة قبل وخلال الزيارة حالة تأهب أمني غير مسبوقة، وأعلنت منطقة الرئاسة ومحيطها مربعا أمنيا أوقفت فيه حركة السير وعطلت كافة المؤسسات الرسمية والأهلية وانتشر المسلحون على أسطح البنايات، في حين حُظر تحرك السكان منذ التاسعة صباحا وحتى انتهاء الزيارة بعد الظهر.