تداعيات نشر قوة عراقية قرب سوريا

epa03315416 Iraqi soldiers stand at the Iraqi-Syrian borders in Rabia-Alyaroubia border crossing, northwest of Baghdad, Iraq, 23 July 2012. According to the Iraqi's state TV, Al-Maliki on 23 July 2012, ordered to open all borders with Syria to Syrian refugees. EPA/MOHAMMED AL-MOSULI
undefined

علاء يوسف-بغداد

اتفق سياسيون ومراقبون على أن تشكيل الحكومة العراقية لقوة أطلق عليها "الجزيرة" جاء نتيجة مخاوفها من التطورات الحاصلة بسوريا. في حين قوبل تحريك هذه القوات لمنطقة سنجار الحدودية مع سوريا بعد أحداث منفذ اليعربية، بمظاهرات رافضة من الأهالي، إضافة لمطالبة التحالف الكردستاني بإبعاد القوات عن المدينة.

فقد شهدت مدينة سنجار في محافظة نينوى مظاهرات كبيرة لأهاليها تطالب بخروج هذه القوات من المدينة، مؤكدين أن مناطقهم آمنة ولا تحتاج لوجودها، ومبررين رفضهم لوجود هذه القوات بأنه سيجلب عدم الاستقرار نتيجة وجود تنظيمات مسلحة ستستهدف هذه القوات.

وقال قائم مقام قضاء سنجار ميسر حجي في حديث صحفي إلى وكالة المدى برس إن "تشكيلات قيادة عمليات دجلة المتمركزة في قضاء سنجار انسحبت إلى مقرها في ناحية ربيعة"، مؤكدا أن "الانسحاب جاء نتيجة ضغط المظاهرات والاعتصامات التي نظمها الأهالي احتجاجا على وجودها في القضاء".

مخاوف حكومية
من جهته قال عضو لجنة الأمن والدفاع عن القائمة العراقية حامد المطلك إن الحكومة شكلت هذه القوات لتخوفها من المظاهرات المستمرة في محافظات الأنبار ونينوى وكركوك وصلاح الدين، موضحا أن الحكومة تسعى لتطويق تداعيات هذه المظاهرات، لا سيما في نينوى التي حصلت فيها عمليات قتل للمتظاهرين والناشطين في تنظيم هذه المظاهرات وشيوخ بعض العشائر.

أضاف المطلك في حديث للجزيرة نت أن الاشتباكات التي جرت عند منفذ اليعربية مطلع الشهر الجاري، والاشتباكات بين الجيش العراقي والجيش السوري الحر التي أدت إلى مقتل عدد من الجنود العراقيين، دفعت الحكومة إلى تشكيل هذه القوات وتوزيعها بمناطق قريبة من الحدود.

وحذر من تداعيات التدخل المباشر من قبل الحكومة في الشأن السوري، مؤكدا أن واقعة قتل الجنود السوريين في عكاشات (منطقة غربية حدودية مع سوريا) دليل على خطورة زج العراق في الشأن السوري والوقوف إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد.

محما خليل: وجود القوات في المناطق الساخنة قد يعرضها للخطر (الجزيرة)
محما خليل: وجود القوات في المناطق الساخنة قد يعرضها للخطر (الجزيرة)

إثارة الأزمات
من جهته يرى النائب عن التحالف الكردستاني محما خليل أن تشكيل هذه القوات ليس له أي مسوغ قانوني أو دستوري، مؤكدا رفض التحالف لتشكيل هذه القوات.

وأشار إلى أن التحالف الكردستاني طلب من الحكومة عدم نشر هذه القوات، والإبقاء على الملف الأمني فيها على ما هو عليه لا سيما وأن المدينة تشهد استقراراً أمنيا "إلا أن الحكومة تعمل على إثارة الأزمات بين فترة وأخرى".

ويعزو خليل نشر هذه القوات في منطقة سنجار القريبة من الحدود السورية العراقية إلى ما يحصل في سوريا من تدهور وفقدان السيطرة لنظام الأسد على الكثير من المدن، واستشهد بما جرى في منفذ اليعربية الحدودي.

وأكد خليل أن العراق يجب أن ينأى بنفسه عن التدخل بالشأن السوري ودعم نظام الأسد "لأن هذا سيخلق تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة عموما والعراق خصوصا". وحذر من أن وجود هذه القوات في المناطق الساخنة قد يعرضها للخطر بسبب البيئة الرافضة والمعادية لهذا الوجود.

قرار دستوري
في المقابل قال إسكندر وتوت نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان العراقي إن تشكيل قيادة عمليات الجزيرة أمر دستوري ومن صلاحية القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء نوري المالكي.

وأضاف في حديث للجزيرة نت أن تحريك القوات من منطقة إلى أخرى من صلاحيات القائد العام للقوات المسلحة ويأتي حسب الحاجة والظروف التي تتطلبها الأحداث، نافياً أن يكون تحريك هذه القوات إلى منطقة سنجار استفزازاً لمكوّن معين، في إشارة إلى التحالف الكردستاني.

يذكر أن عمليات الجزيرة تشكلت منتصف العام الماضي، وتقتضي مهامها بحماية الشريط الحدودي مع سوريا في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين ومنطقة الجزيرة الصحراوية.

المصدر : الجزيرة