فلسطينية تسعى لإنجاز يخدم المكفوفين

أماني أبو طير تسعى لمساعدة المكفوفين
undefined

عوض الرجوب-الخليل

تسعى طالبة فلسطينية إلى تحقيق إنجاز مميز يساعد المكفوفين على تعلم اللغات والأرقام بطريقة بريل إلكترونيا بشكل ذاتي ودون الحاجة إلى معلم، مما يوفر حسب ما تؤكد الطالبة كثيرا من الجهد والوقت والكلفة على المكفوفين والمعلمين والمؤسسات المختصة.

وتمكنت أماني أبو طير الطالبة بالسنة الخامسة بكلية هندسة الميكاترونيكس في جامعة بوليتكنك فلسطين، من تصميم جهاز أطلقت عليه اسم بريل فيمز "Braille FAMZ" بهدف خدمة شريحة المكفوفين، وتأمل أن تسجل براءة اختراعه باسم فلسطين وأن يصبح إنجازها بحوزة محتاجيه في أنحاء العالم.

تعليم إلكتروني
وتقول صاحبة المشروع إن الجهاز الإلكتروني صغير الحجم ويتكون من قطع ميكانيكية تتحرك للأعلى وللأسفل بما يتناسب مع أحرف نظام بريل، مما يمكن الكفيف من لمسها والتعرف على الأحرف من خلالها، وسماع اسم الحرف أو الرقم بواسطة ناطق إلكتروني.

الشكل النهائي لجهاز تعليم لغة بريل (الجزيرة)
الشكل النهائي لجهاز تعليم لغة بريل (الجزيرة)

وأوضحت أن الجهاز يتميز بإمكانية تعليم لغة بريل باللغة العربية والإنجليزية، إضافة إلى الأحرف والأرقام، مع إمكانية تحميل أية لغة أخرى على الجهاز بما يتناسب مع حاجة المستخدم.

وأشارت أبو طير -في حديثها للجزيرة نت- إلى أن الفكرة تولدت لديها بعد زيارتها لعدد من مدارس المكفوفين واطلاعها على الصعوبات التي يواجهها الطلبة في تعلم اللغة، نظرا لحاجة كل طالب لوجود معلم خاص به، وهذا لا يكون متوفرا خلال العطل المدرسية، فجاء جهاز "بريل فيمز" لمساعدة المكفوفين في المدرسة والمنزل دون الحاجة إلى مساعده خارجية.

وذكرت أن الجهاز لا يحتاج لتوصيله بالحاسوب، وأنه يمكن تشغليه بواسطة البطارية أو التيار الكهربائي العادي، مضيفة أنها تأمل في تحويل إنجازها لمنتج وأن تبادر شركات محلية أو عالمية إلى تبنيه.

وذكرت الطالبة الفلسطينية أنها تمكنت خلال أسبوع من بناء الكود الخاص بالجهاز، لكنها واجهت صعوبة وصول القطع الإلكترونية والميكانيكية من الخارج الأمر الذي استغرق عدة شهور، لكنها أكدت إمكانية إنتاج هذه القطع محليا مستقبلا وبأسعار زهيدة. وكانت أماني قد صممت بالسابق عدة ألعاب للأطفال.

وأشادت الطالبة بوالديها اللذين شجعاها على تنفيذ المشروع، ومشرفيها وجمعية الإبداع الفلسطيني الذين ساهموا معها في تحقيقه.

بدوره قال مشرف المشروع المهندس حسين عمرو، إن ميزة الجهاز الجديد هو التعليم الإلكتروني للغة بريل، إذ لا يوجد حتى هذه اللحظة جهاز تعليم إلكتروني، وحاليا يتم الاعتماد على الطريقة العادية والأوراق المطبوعة فقط.

وأضاف أنه يمكن من خلال الجهاز تعليم الأرقام والأحرف وأي لغة بشكل سهل وبتكلفة زهيدة مقارنة مع كلفة الطرق التكنولوجية الأخرى، موضحا أنه يمكن لأية مؤسسة أو شخص اقتناء الجهاز في حالة تحوله إلى منتج تجاري.

الطميزي:
تشكل إجراءات الإحتلال عائقا  يحول دون تصنيع أو استيراد الأجهزة التي يحتاجها الطلبة في مشاريعهم، الأمر الذي يؤدي إلى عرقلتها أو إفشالها

فكرة ممتازة
أما مستشار وزير التعليم العالي الدكتور كريم طهبوب فأوضح أن  جهاز "بريل فيمز" كان نتاج عدة تجارب، معتبرا إياه محاولة لخدمة المكفوفين حيث طبقت الطالبة معرفتها في الميكاترونيكس في إنتاج أداة لتعليم المكفوفين لغة بريل.

ووصف طهبوب الفكرة بالممتازة وتوقع أن تتحول إلى منتج بشكل تجاري خلال فترة قريبة جدا، داعيا إلى فحص المزايا الجديدة وتسجيل براءة اختراع.

أما المهندس خالد الطميزي المنسق بكلية الهندسة، فأكد وجود كثير من الإنجازات سجلها طلاب الجامعة، موضحا أن بعضها شق طريقه إلى النجاح والسوق المحلي، لكن في المقابل تم تجاهل الكثير من المشاريع المميزة وتجاوزها.

وأشار إلى مشكلات تواجه الطلبة المبدعين منها قلة الشركات والمؤسسات التي تتبنى مشاريع الطلبة وتحولها إلى منتجات، بالإضافة لإجراءات الاحتلال الأمنية التي تحول تدون تصنيع أو استيراد الأجهزة التي يحتاجها الطلبة في مشاريعهم.

المصدر : الجزيرة